سياسيون وإعلاميون نجوم لمعت فى سماء التأييد والمعارضة خلال ثلاثين عامًا من عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، كان بعضهم أشد قربًا من السلطة، حيث توهج نجمهم خلال سنوات حكم مبارك، كانوا نجوم الصفوف الأولى عبر الفضائيات الرسمية والخاصة، يساعدون بشكل كبير فى توجيه الرأى العام، تأييدًا وتمجيدًا فى مبارك وسلطته، ومن يوالون له، ولكن انقلب هذا السحر على الساحر بين “أصوات كتمت، ووجوه اندثرت”.
هناء السمرى
هى ابنة الإذاعة المصرية، والتليفزيون الرسمي، بدأت فى النجومية الإعلامية، بعد تكليفها بتغطية أخبار رئاسة الجمهورية كمراسلة فى عام 1993، للإذاعة المصرية، إذ بدت قدراتها التحريرية للأخبار وإلمامها بالخلفيات السياسية إلى جانب الدأب الشديد فى العمل وهو ما أكده وجدى الحكيم رئيس الإذاعة حينها.
ذاع صيت السمرى، فى مصر بعد تغطيتها الإخبارية الرئاسية على مدار سنوات وحظيت بقبول وثناء من الكثيرين لبساطتها وتلقائيتها الشديدين وحواراتها السياسية الناجحة مع العديد من الشخصيات العربية والعالمية، وكان أشهرها الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات والرئيس السورى الرحل حافظ الأسد.
قررت السمرى الرحيل عن التليفزيون المصرى فى 2008، لتقديم برنامج توك شو عبر فضائية المحور، مع الإعلامى سيد على، لتخرج من عباءة المراسل وتدخل فى عباءة المذيع، وبالقدر الكبير الذى حظيت به السمرى وبرنامجها من المتابعة والمشاهدة على مدار ساعات طويلة من التغطية لأحداث ويوميات ثوره ٢٥ يناير، بقدر الجدل الكبير الذى ثار حول مواقف البرنامج وقناة المحور من الثورة وذلك بسبب ظهور إحدى النشاطات السياسيات فى البرنامج لتتحدث عن التمويل الأجنبى والتدريب لبعض العناصر المشاركة فى الثورة المصرية، وهو الأمر الذى أدى إلى إيقاف برنامج ٤٨ ساعة لفترة ثلاثة شهور، لتعلن السمرى الانفصال عن العمل فى القناة والعمل الإعلامى بشكل كامل واحتجبت بعدها عن الظهور إلى يومنا هذا.
أحمد كمال أبو المجد
هو سياسى ومفكر إسلامى مصرى، اهتم بالشباب وبقضاياهم، فقد أعطى من عمره ما يزيد على العشرين عامًا مدافعًا عن الشباب، وإليه يرجع الفضل فى انتشار أقوى تنظيم شبابى سياسى عرفته مصر فى الستينيات وأوائل السبعينيات عندما قاد منظمة الشباب وعلى يديه تشكل التنظيم الطليعى الذى قدم لمصر كوادر سياسية رائعة.
ولكن على الرغم من تلك الميزات، إلا أنه كان أشد المقربين من رجال نظام «مبارك»، حيث كان رئيس مجلس إدارة مكتب الدفاع والمحاماة “بيكر آند ماكينزي” وهو المسئول عن الدفاع عن رجال الأعمال، بداية من إبراهيم المعلم، ومرورًا بأحمد المغربى وأحمد بهجت، وناصف ساويرس، وحازم حسن، ومحمد العريان، ومحمد شفيق جبر، ورشيد محمد رشيد، وياسين منصور، ومعتز الألفى، ومحمد فريد خميس، وجمال مبارك أيضًا.
شغل أبو المجد، مناصب عليا خلال عهد الرئيس الأسبق مبارك، جعلته مقربًا من هذه السلطة نسبيًا، فكان نائبًا لرئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان ووزير الإعلام والشباب الأسبق وعمل أمينًا لشباب مصر وكان محامًيا أمام محكمة النقض ومجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا أيضًا.
ظل أبو المجد صامتًا ولم يظهر مطلقًا بعد تنحى الرئيس الأسبق مبارك من الحكم، ولكن بعد ثورة يونيو، ظهر مجددًا واعتبر ما حدث بأنه انقلاب على السلطة، وأكد فى تصريحات منذ عامين تقريبًا بأن مصر تعيش فى ظل حكم عسكرى يتدثر بغطاء مدني، والوضع يتحول إلى ما هو أكثر حدة، وإهدار للشرعية”.
حسين عبد الغني
رئيس قناة الأخبار بالتليفزيون المصري، ومدير مكتب الجزيرة، ثم مقدم برنامج استوديو القاهرة على القناة الروسية المصرية، هو التدرج الوظيفى لحسين عبد الغنى الصحفى والإعلامي، الذى كان من المتحولين فى السياسات، حيث كان من أحد الداعمين لتوريث جمال مبارك للحكم والذى فجأة أصبح من الثوار، كان هو المقصود بالعبارة الشهيرة لجمال مبارك خلال أحد مؤتمرات الشباب للحزب الوطنى، والذى قال فيها “رد أنت يا حسين”.
ولكنه بعد ذلك كان السبب الرئيسى فى حالة الغضب التى سيطرت على مبارك بعد ظهور الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل عبر شاشة الجزيرة فى برنامج ” الأستاذ” ، نظرًا لكره مبارك الشديد لهيكل وحديثه، وهو ما جعل مبارك يعاتب الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر، على البرنامج بشكل فيه ضيق، وقال له: «لقد أعدت هيكل إلى الحياة بعد أن كان الناس بدأوا ينسونه».
بعد ثورة يناير، اختفى عبد الغنى مؤقتًا، وظهر بعد أن أصبح متحدثًا رسميًا باسم جبهة الإنقاذ، منذ تأسيسها فى 2012، ومن بعدها شارك فى الحملة الانتخابية الخاصة بالمرشح الرئاسى السابق “حمدين صباحي” فى عام 2014، أمام الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، ولكن بعد الانتهاء بفوز السيسي، عاد عبد الغنى للعمل الإعلامى مرة أخرى، من خلال برنامج أستوديو القاهرة عبر فضائية “RT ARABIC”.
أسامة سرايا
كان من بين أبرز رؤساء التحرير الموالين لنظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، انتهى عهده بخطاب التنحى الذى أنهى حكم مبارك تمامًا فكان أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام وشغل هذا المنصب منذ عام 2005، وحتى عام 2011، ومن أشد الكتاب الذين كانوا يتملقون فى المدح والثناء على هذا النظام، وذلك من خلال مقاله الأسبوعى الذى كان يصدر يوم الجمعة ويتناول فيه الآراء السياسية والشئون الداخلية والخارجية فى مصر، خاصة مع القرارات التى يتخذها مبارك فى ذلك الحين، وكان من أفضل الصحفيين المقربين والمحببين إلى مبارك ونظامه، ولكن انتهى عصره بانتهاء مبارك حيث اختفى سرايا من الساحة الإعلامية بعد خطاب التنحى، وترك منصبه فى رئاسة تحرير الأهرام. كان سرايا، هو خليفة لإبراهيم نافع الذى شغل منصبى رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة فى الأهرام لفترة تجاوزت ربع القرن.
وعمل سرايا كمحرر اقتصادى بالأهرام ثم رئيسًا للصفحة الاقتصادية منذ 1988 حتى 1992 حيث سافر للمملكة العربية السعودية ليعمل كمدير لفرع الجريدة هناك ثم عاد من السعودية ليتولى رئاسة تحرير مجلة الأهرام العربى منذ 1998 حتى وقع عليه الاختيار لخلافة نافع بالأهرام.
عبد اللطيف المناوي
كان عبد اللطيف المناوى، باعتباره رئيسًا لقطاع الأخبار فى التليفزيون المصري، محورًا مهمًا فى مسألة إذاعة خطاب التنحى الخاص بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فعرف المناوى باعتباره شخصية قريبة نسبيًا من النظام، وتولى مسألة تسليم مبنى الإذاعة والتليفزيون إلى الجيش فى ذلك الحين للسيطرة عليه وإعلان خطاب التنحي، ظهر المناوى فى الفيديو الشهير الخاص بمرحلة إعداد الخطاب للظهور عبر التليفزيون الرسمي.
ومن بعد ذلك الخطاب بشهور قليلة، ترك المناوى قطاع الأخبار، والتفرغ للكتابة الصحفية وعمل بالعديد من المناصب منها مديراً للتحرير ولمكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة، كما عمل محرراً فى مجلة الأهرام الاقتصادى التابعة لمؤسسة الأهرام.
اختفى المناوى نسبيًا بعد ثورة 30 يونيو، وظهر فى نهاية 2016، عبر شاشة الغد العربى كرئيسًا لها، ولكنه بعد شهور قليلة أعلن استقالته، واكتفى المناوى فى الوقت الراهن بكتابة مقاله الأسبوعى عبر صحيفة “المصرى اليوم”.