قصص مدرسية : التلميذ النجيب … وابو بكر الصديق

ترجمة مصطفى درويش
ترجمة مصطفى درويش

 

فيينا : مصطفي درويش

في الإسبوع الماضي كنت بصفتي مدرسآ للتربية الدينية الإسلامية بالمدارس الحكومية النمساوية للمرحلة الإبتدائية والإعدادية أتناول مع تلاميذ المرحلة الإعدادية فصل القصص الإسلامي وكان الموضوع عن الصحابي الجليل ابو بكر الصديق . وقام تلاميذ الفصل الثاني من هذه المرحلة أولآ بقراءة الموضوع كل على حده ثم بدأنا تناول الموضوع عن طريق المناقشة لكي يدلي كل تلميذ بما فهم من هذه القراءة .

ومن خلال القراءة والنقاش تم تجميع أهم النقاط التي جاءت في هذا الدرس ويمكن تلخيصها كالاتي :

  1. ينتمي ابوبكر إلى اسرة غنية معروفة بين بني قريش
  2. كان ابو بكر تاجرآ حسن السيرة
  3. كان ابو بكر يستخدم اموله لمساعدة الفقراء والمحتاجين
  4. من أموال التجارة كان يشتري العبيد من أصحابهم ويمنحهم الحرية
  5. من بين هؤلاء العبيد كان بلال الذي أصبح فيما بعد مؤذن الرسول
  6. كان ابو بكر الصديق الأول لرسول الله
  7. أطلق عليه الرسول صفة الصديق
  8. هاجر مع الرسول من مكة إلى المدينة
  9. كان يصغر الرسول بعامين وأول خليفة في الإسلام

وتلخيصآ لهذه الحصة عرف التلاميذ أهمية الأمانة والصدق من ناحية ومساعدة الفقراء والمحتاجين من ناحية أخري وهو الأمر الذي لا يختلف باختلاف الزمان ولا المكان . وبأن عليهم أن يتدبروا في هذه الصفات الحميدة بأن تكون جزءآ من شخصيتهم الإسلامية تظهر من خلال تعاملاتهم اليومية . إلى هنا يبدو الأمر عاديآ ولكن الشاهد يأتي في الكلمات التالية .

بعد إنتهاء الحصة تحدثت إلى احد التلاميذ وهو بالصف الثاني الإعدادي ونحن ننتظر الأتوبيس فكان هذا الحوار :

 

 

 

المدرس :       هل فكرت فيما تعمل بعد المدرسة الإبتدائية ؟

التلميذ :          لا ، ليس بعد !

المدرس :       نعم عندك حق فأنت مازلت بالعام الثاني ومازال لديك متسعا من الوقت في العام القادم الثالث والبعد القادم الرابع ، ولكن أليس لك تطلع لأي شيء يهمك في هذا القبيل ؟

التلميذ :          آه ، ربما في مجال الإلكترونيات ، لكني لم أحدد بعد !

المدرس :       ماشاء الله مجال الإلكترونيات يتفق معك ومع جيلك ، فأنتم جيل الإلكترونيات ، شيء جميل جدا ، ونظرآ لأني لا انتمي لهذا الجيل ، هل ممكن أن توضح  لي أكثر ماذا تقصد بذلك ؟

التلميذ :          التجارة في مجال بيع وشراء الهواتف الإلكترونية .

المدرس :       ماذا تقول ! لقد فهمت منك انك تريد العمل في مجال الإلكترونيات وليس مجال التجارة ، فالبنسبة لمجال التجارة يمكنك الإلتحاق بمدرسة التجارة الثانوية ، ولكني أنتظر منك الكثير ، وإن كان ولابد فكلية التجارة مثلآ ؟

التلميذ :         يا أستاذ انت لم تفهمني … سواء كانت المدرسة التجارية أو كلية التجارة هذا لا يهمني … أنا أريد أن أكون تاجرآ مثل ابي بكر الصديق … استاذ ! ألا تتذكر ما تعلمناه اليوم عن ذلك التاجر الصديق ! الذي كان يتبرع بماله للفقراء والمحتاجين ويفك أسر العبيد ! هكذا اريد أن أكون .

المدرس :       ماشاء الله . الله اكبر . بارك الله فيك ايها التلميذ النجيب .

لا اخفيكم سرآ أن اجابة هذا التلميذ كانت مفاجئة بالنسبة لي وظللت طوال الطريق إلى بيتي أفكر في هذه الإجابة وبالتالي إلى أهمية حصة التربية الدينية الإسلامية في تربية التلاميذ في هذه المرحلة المبكرة من عمرهم . لقد استطاع هذا التلميذ النجيب أن يحول هذه الحصة عن التاريخ الإسلامي وعن ابي بكر الصديق إلى عالمه الخاص الذي يعيشه وينفعل به وأصبحت شخصية ابي بكر الصديق مثلآ أعلي له في مكارم الأخلاق . هكذا يجب ان نستفيد من حص التربية الدينية .

 

فيينا : 27.02.2017

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …