فجر سقوط نحو 7 قتلى سعوديين وأكثر من 13 مصابًا بين ضحايا الهجوم المسلح على الملهى الليلي بتركيا خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية، حالة جدل وانقسام كبيرين داخل المجتمع السعودي بسبب تصنيف الضحايا من قبل البعض والحديث عن موتهم على سوء خاتمة؛ ما دفع علماء كبار بالمملكة للتدخل والدفاع عن موتى الحادث.
البداية كانت مع تناقل مواقع وصحف إخبارية سعودية نبأ سقوط ضحايا من جنسيات مختلفة بسبب هجوم مسلح على ملهى ليلي في مدينة إسطنبول، لكن مع مرور الساعات وحديث وزيرة بارزة بالحكومة التركية عن وجود سعوديين بين ضحايا نزل الخبر كالصاعقة على مواقع التواصل الاجتماعي بالمملكة، حيث انبرى البعض في الهجوم على الضحايا دون التعرف على حقيقة القصة كاملة.
ومن بين التغريدات التي أثارت جدلًا كونها مهاجمة على الضحايا قول المغرد بدر داوود: “تقولون من يحتفل بالكريسماس أو يهنئ به هو كافر ملحد والآن تترحمون على من قتل وهو بملهي ليلي ويتكرمس”، وقال أحمد العتيبي “هؤلاء ليسوا ضحايا بل جناة وكان جزاءهم سوء الخاتمة”.
ومع زيادة نبرة وحدة الانقسام في مواقع التواصل الاجتماعي حاول بعض العلماء التخفيف من نبرة الهجوم على الضحايا بالتأكيد على أن مكان الهجوم المسلح هو مطعم شهير يدعى “رينا” بجوار ملهى ليلي، مطالبين المغردين بالتوقف عن الهجوم.
وانتقد الشيخ سلمان العودة ما ردّده البعض في مواقع التواصل الاجتماعي حول ضحايا الحادث٬ وإثارتهم لقضايا جدلية حول وقوع الحادث؛ هل كان في ملهى ليلي أم مقهى؟.
وقال العودة في مقطع فيديو على حسابه بموقع “يوتيوب”، إن سؤال “ملهى أم مقهى؟”٬ تردد كثيراً خلال هذه الأيام بعد الحادث الذي راح ضحيته بعض العرب والسعوديين٬ قائلا إن الهجوم حدث بمطعم مشهور يدعى “رينا”٬ يقع بجواره ملهى٬ وإنه يذهب إلى المطعم الكثيرون لتميزه. ودعا كل َمن يخوض في تلك القضايا إلى الكف عن ذلك؛ لما يفعلونه من تحميل الناس سوء المحامل٬ وعدم مراعاة مشاعر أهالي الضحايا٬ مطالباً إياهم بأن يتركوا الناس لربهم وألا يتألَّى أحد على الله٬ وأن ينشغل كل إنسان بنفسه وبعيوبه بدلاً من عيوب الناس.
وشدد على أن الجريمة هي جريمة٬ سواءٌ حدثت في ملهى أو سوق أو متجر أو مسجد أو فندق.
فيما أكد الشيخ صالح المغامسي٬ إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة٬ أن الخوض في دماء وأعراض ضحايا حادث إسطنبول الإرهابي لا يجوز من الناحية الشرعية٬ مبيناً أن الإسلام نهى عن الخوض في أعراضهم والتقول عليهم بما لا يُعلم.
وقال المغامسي٬ خلال برنامج على قناة “اقرأ”: “كون الضحايا يقتلون في مطعم ولو قيل إنه كان على مقربة من ملهى٬ فكل ذلك لا يسوغ أبداً قتلهم٬ ولا يسوغ أبداً همزهم ولا لمزهم ولا التعرض لهم لا من قريب ولا من بعيد٬ فتلك أرواح فاضت إلى بارئها والله أرحم بأي مسلم من أبويه”.
وأضاف: “كل من قتلوا من أهالينا وإخواننا وأخواتنا وشرف لنا أن نقول إنهم إخواننا وبناتنا وأهلونا؛ فالمسلم مسلم ظاهره السلامة ولا يجوز شرعاً أن يتعرض لهم أحد بعد موتهم٬ حتى لو فرضنا جدلاً أن بعضهم كان في ملهى فلا يسوغ الشرع قتلهم وسفك دمهم أو جعله مباحاً”.
ونوه إلى وجود أمرين يمنعان كل مسلم من الهمز واللمز على ضحايا الحادث؛ الأول تزكية الإنسان بنفسه٬ والأمر الآخر إظهار الشماتة بالمسلم والمسلمة٬ ومن ثم فلا يجوز لأحد أن يتقول عليهم ويربط بين قضيتي الاحتفال برأس السنة الميلادية وبين قتلهم والغدر بهم.
كانت وزيرة الأسرة التركية، فاطمة بتول صيان، قد صرحت بأن من بين القتلى والجرحى في هجوم ملهى إسطنبول، جنسيات عربية من «السعودية والمغرب ولبنان وليبيا»، بينما أكدت مصادر أمنية أن هناك مغاربة أيضًا ضمن الضحايا.
وأوقع الهجوم الإرهابي 39 قتيلاً وعشرات الجرحى، وأكد عبد الله الرشيدان، المفوض في القنصلية العامة للسعودية في إسطنبول، أن من بين القتلى 7 مواطنين سعوديين، إضافة إلى إصابة 13 آخرين.
وأعلن السفير الفلسطيني لدى أنقرة، فايد مصطفى وفاة فتاة فلسطينية وإصابة أخرى، والاثنان يحملان الجنسية الإسرائيلية، بينما أعلن مصدر بالخارجية اللبنانية وفقًا لمواقع لبنانية، عن وجود جرحى لبنانيين في الهجوم من بينهم “رجل الأعمال اللبناني وصاحب وكالة للأزياء السيد نضال بشراوي، فرانسوا الأسمر وناصر بشارة وابنة النائب أسطفان الدويهي بشرى”.
ووفقًا لمصادر بالخارجية الأردنية، فإن أردني قُتل في الهجوم وأصيب 3 آخريين، كما أعلنت الخارجية التونسية مقتل اثنين من مواطنيها، بينما قتل طالب عراقي يدعى جلال عباس، ونقلت مصادر عن سفارة المملكة المغربية في تركيا تُفيد بإصابة 3 مغاربة ويتلقون حاليًا العلاج بالمستشفيات.