14 رئيسا وملكا جديدا بـ 2016.. وآمال وتحديات في 2017

thumbs_b_c_5

 

شهد عام 2016 تولي 14 رئيسا وملكا سدة الحكم، أو الإعلان عن فوزهم بالرئاسة، في استحقاقات انتخابية أو دستورية، وذلك دون احتساب من أعيد انتخابهم أو تولوا ولايات رئاسية جديدة متتالية.

أبرز هؤلاء الرؤساء، الأمريكي المنتخب دونالد ترامب (70 عاما)، المتوقع أن تكون لإدارته تأثيرات كبيرة على سياسة واشنطن تجاه منطقة الشرق الأوسط والعالم، بداية من 2017.

الرؤساء الجدد بينهم رجلا أعمال سابقين، وجنرالان سابقان، ورئيس أسبق، فضلا عن سياسيين محنكين تقلدوا مناصب متعددة، ينتمون إلى قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية.

وبينما أنهى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان فراغا رئاسيا دام 29 شهرا، دخلت غامبيا في أزمة رئاسية، لرفض الرئيس المنتهية ولايته تسليم مهامه للرئيس المنتخب، فيما عبرت جزر القُمر أزمة رئاسية لاحت في الأفق.

وإن تباينت صلاحيات الرؤساء الجدد، وفق دساتير بلادهم، فإنهم جميعا، وفي 2017، يواجهون تحديات، وإن تنوعت بين إنهاء أوضاع اقتصادية متردية، وإجراء إصلاحات دستورية، وإنهاء صراع طائفي، والتوصل إلى مصالحة وطنية، إضلافة إلى إصلاح علاقات خارجية.

الأناضول تقدم رصدا للرؤساء والملوك الجدد في 2016، وأبرز ما يواجهونه من تحديات في 2017، والتأثيرات المتوقعة لسياساتهم على بلدانهم والعالم:

1- ترامب.. تصريحات مثيرة

الجمهوري دونالد ترامب، فاز بانتخابات نوفمبر/تشرين ثان الماضي، ليصبح الرئيس الأمريكي الـ45، عندما يؤدي القسم الدستوري، ويتسلم السلطة من سلفه الديمقراطي، باراك أوباما، يوم 20 يناير/ كانون ثان المقبل.

ترامب أثار الكثير من الجدل محليا ودوليا بتصريحات أطلقها قبل وأثناء وبعد فوزه بشأن قضايا عدة؛ ما ينبئ بسياسة أمريكية جديدة سيكون لها تأثيرها على الشرق الأوسط والعالم.

فعلى صعيد تصريحاته المناهضة للمسلمين، أعلن بعد فوزه أن خططه لا تزال قائمة بشأن حظر دخوهم إلى الولايات المتحدة لحين إيجاد آلية للفصل بين المتطرفين وغيرهم.

وفي تعقيبه على قرار مجلس الأمن الدولي المناهض للاستيطان الإسرائيلي، يوم 23 ديسمبر/كانون أول الجاري، ظهرت ملامح سياسته تجاه القضية الفلسطينية، حيث أعلن أن “الأمور ستختلف بعد 20 يناير (موعد تسلمه السلطة)”، في إشارة إلى رفضه القرار الدولي، الذي امتنعت واشنطن عن التصويت بشأنه ما سمح بتمريره.

وخلال حملته الانتخابية، أعلن رجل الأعمال الملياردير اعتزامه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في خطوة يرى مراقبون أنها ستكون “وخيمة العواقب والتداعيات” حال تنفيذها.

أما الأزمة السورية، قال ترامب خلال الحملة الانتخابية إنه على واشنطن “أن لا تتدخل في سوريا بشكل كبير”، مضيفا أنه في حال فوزه بالرئاسة، “لن يحارب الأسد”؛ لأن واشنطن “لديها مشاكل أكبر منه”.

بعد تصريحات متكررة عن إمكان استخدام الأسلحة النووية في “الحرب على الإرهاب”، تعهد ترامب بتعزيز القدرات النووية لبلده، في أعقاب أوامر أصدرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 22 ديسمبر الجاري، بتعزيز القدرات النووية لروسيا.

على صعيد علاقات بلده مع الصين، ألمح ترامب إلى إمكانية تخلي إدارته عن سياسة “الصين الواحدة”، التي ترسم طبيعة العلاقات بين واشنطن وبكين منذ نحو 4 عقود.

سياسة “الصين الواحدة” تقوم على أن جزيرة تايون ليست دولة مستقلة، وإنما جزء لا يتجزأ من الصين، حيث تعتبرها بكين “إقليما متمردا”.

2- ميشال عون.. آمال وتحديات

في 31 أكتوبر/ تشرين أول الماضي فاز عون برئاسة لبنان عبر انتخابات في البرلمان، ضمن صفقة سياسية أنهت فراغا رئاسيا دام 29 شهرا، وأدت إلى تكليف سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة.

عون، الذي يحمل رقم 13 بين رؤساء لبنان، هو الرئيس الأكبر سنا لحظة تلقده المنصب؛ حيث يبلغ من العمر 81 عاما.

وسبق أن شغل منصب قائد الجيش بين 23 يونيو/حزيران 1984 و27 نوفمبر 1989، ومنصب رئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت عام 1988.

اللبنانيون يدخلون عام 2017 وسط آمال عريضة بأن تنجح حكومة الحريري، وهي الأولى خلال عهد عون، في إعادة تحريك العجلة الاقتصادية، وإطلاق العمل في مرافق تأثرت كثيرا خلال فترة الشغور الماضية.

وأمام عون تحديات، أبرزها إعادة ترتيب علاقات بلده مع دول الخليج العربي، والتي شهدت تأزما متصاعدا منذ أن قررت السعودية، في فبراير/ شباط الماضي، وقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؛ بسبب ما اعتبرته “هيمنة” من جماعة “حزب الله” على القرار السياسي في البلد، وذلك رغم تهنئة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لعون، وتأكيده “وقوف المملكة مع لبنان ووحدته”.

ورغم تأكيد عون، خلال خطاب القسم، أنه سينأى بلبنان عن الصراعات الخارجية، يبقى ملف قتال “حزب الله” بجانب نظام الأسد في سوريا من بين التحديات المهمة أمامه، لاسيما وأن معظم دول الخليج تدعم المعارضة السورية.

3- تواديرا رئيسا لأفريقيا الوسطى

في إفريقيا الوسطى جرى انتخاب فوستن أرشنج تواديرا رئيسا، يوم 14 فبراير الماضي، وأدى اليمين الدستورية في 30 مارس/آذار الماضي.

تواديرا تعهد بـأداء مهامه “بدون أية اعتبارات عرقية أو شخصية”.

عقب فوزه، استعاد البلد تدريجيا الهدوء، وإن كان نسبيا، بعد عامين من اقتتال طائفي بين عناصر “سيليكا” (ائتلاف سياسي وعسكري مسلم) وميليشيات “أنتي بالاكا” المسيحية؛ ما أسقط آلاف القتلى وشرد عشرات الآلاف.

لكن سرعان ما تجددت أعمال العنف الطائفي، منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، لتصبح معالجة ذلك الملف، إضافة إلى عودة اللاجئين والمصالحة الوطنية وإصلاح الاقتصاد، من أبرز التحديات أمام تواديرا.

4- غامبيا.. أزمة رئاسية

إلى الغرب من إفريقيا الوسطى، تعيش زامبيا أزمة جديدة، عقب إعلان الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع، رفضه تسليم السلطة إلى المنتخب أداما بارو (مرشح المعارضة)، الذي حصل في انتخابات مطلع ديسمبر الجاري، على 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% للأول.

فور إعلان النتائج، سارع جامع الذي يحكم منذ 22 عاما، إلى تهنئة منافسه بارو، لكنه، وفي خطاب تلفزيوني يوم 9 ديسمبر الجاري، تراجع عن قبول النتائج، معتبرا أن “مخالفات غير مقبولة” شابت الاقتراع.

ومنذ انقلاب 1994 يحكم جامع غامبيا، حيث فاز في جميع الاستحقاقات الرئاسية، في أعوام 1996و2001 و2006 و2011، ويواجه اتهامات من المعارضة بـ”ممارسة الديكتاتورية والتسلط والإخفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء”، وهي الاتهامات التي ينفيها الرجل.

5- جزر القمر.. عودة عثماني

على عكس غامبيا، تجاوزت جزر القمر أزمة رئاسية لاحت في الأفق، وذلك بعد إعلان المحكمة الدستورية، يوم 15 مايو/ أيار الماضي، فوز الرئيس الأسبق غزالي عثماني، بمنصب رئيس الاتحاد القُمري.

وكانت المحكمة أمرت بإعادة الانتخابات التي جرت يوم 10 أبريل/نيسان الماضي، بشكل جزئي في 13 مكتب اقتراع بجزيرة أنجوان (إحدى الجزر الثلاثة المكونة للاتحاد القمري، بجانب القمر الكبرى وموالي) شهدت مخالفات خلال الاقتراع.

6- بنين.. “ملك القطن” رئيسا

في بنين، تسلم رجل الأعمال باتريس تالون، الحكم، يوم 6 أبريل الماضي، لولاية رئاسية تستمر 5 سنوات، إثر فوزه في انتخابات 20 من الشهر السابق.

تالون (58 عاما) أو “ملك القطن” كما يطلق عليه في بنين، تعهد عقب إعلان فوزه، بإنجاز “إصلاحات دستورية، والتسوية الفورية للديون الداخلية”، المقدّرة بـ 300 مليار فرنك إفريقي (نحو 509 مليون دولار).

7- راديف رئيسا لبلغاريا

فاز مرشح الحزب الاشتراكي المعارض، المقرب من روسيا، رومن راديف، في انتخابات رئاسة بلغاريا التي جرت في 13 نوفمبر الماضي.

وراديف قائد سابق للقوات الجوية ومؤيد لروسيا، ومناهض للهجرة.

ورغم أن منصب الرئاسة في بلغاريا هو منصب شرفي إلى حد كبير، حيث تتركز غالبية السلطات في يد رئيس الوزراء، إلا أنه في أعقاب فوز راديف، بدأت التساؤلات تثار في الشارع البلغاري حول ما إذا كانت بلغاريا ستغير قبلتها نحو روسيا بحكم العلاقات التاريخية مع الاتحاد السوفيتي السابق (1922- 1991)؟.

وخلال حملته الانتخابية، تحدث راديف عن ضرورة التعاون بشكل وثيق مع كل من واشنطن وموسكو، وأنه سيعمل على تحسين العلاقات مع روسيا، التي توترت خلال فترة رئيس الوزراء المستقيل، بويكو بوريسوف، وسيبادر خاصة إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية ضمها بالقوة شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

فوز الجنرال السابق، وبحسب مراقبين، ربما يشكل دافعا إضافيا كي تعود بلغاريا الشيوعية سابقا إلى فلك روسيا، ضمن توجه تشهده أوروبا الوسطى والشرقية، وسط تشكيك متزايد في التجربة الأوروبية.

8- مولدوفا.. دودون رئيسا

ليس بعيدا عن بلغاريا، فاز إيغور دودون، رئيس حزب الاشتراكيين، المعروف بسياساته الموالية لروسيا، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مولدوفا، يوم 13 نوفمبر الماضي.

ودودون (41 عاما) هو أول رئيس يُنتخب مباشرة من قبل الشعب في مولدوفا منذ 1996، بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية قرارا، في مارس/آذار الماضي، بإلغاء قانون كان يقضي بانتخاب الرئيس عبر البرلمان.

سابقا، تولى دودون منصب وزير الاقتصاد ثم وزير التجارة، وبعدها منصب نائب رئيس الوزراء، وكان قد بدأ حياته السياسية في الحزب الشيوعي، إلا أنه عندما فشل في الفوز برئاسة الحزب انتقل إلى حزب الاشتراكيين، وفاز برئاسته عام 2011.

وحصل الحزب برئاسته على 20.51% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، عام 2014، متصدرا بقية الأحزاب، ورافعا شعار “مع روسيا”.

وخلال حملته الرئاسية وعد دودون بحماية القيم السلافية، وتطبيع العلاقات مع موسكو، والنهوض بالاقتصاد.

9- في النمسا.. الرئاسة لـ”الخضر” ألكسندر فان دير بللن

في وسط أوروبا، نجح ألكسندر فان دير بيلين، مرشح حزب “الخضر” النمساوي، في وقف المد الأوروبي لليمين المتطرف، بفوزه في انتخابات 4 ديسمبر الجاري بولاية رئاسية من 6 سنوات.

بيلين، وفي أول تصريح بعد فوزه، اعتبر ذلك الفوز بمثابة “مؤشر إيجابي” للقارة الأوروبية، مشددا على أن مواقفه ستكون مؤيدة للاتحاد الأوروبي.

وكانت المحكمة الدستورية في النمسا ألغت نتائج انتخابات رئاسية جرت يوم 22 مايو الماضي، وفاز فيها فان دير بيلين، بدعوى حدوث “تزوير” خلال إحصاء الأصوات البريدية.

وفي النمسا لا يتدخل الرئيس في إدارة الشؤون اليومية للبلد، لكنه يتمتع بصلاحيات رسمية مهمة، منها حل الحكومة.

10- كوسوفو.. تاجي رئيسا

في كوسوفو اختار البرلمان هاشم تاجي رئيسا للبلد، يوم 26 فبراير الماضي، وأدى اليمين الدستورية أمام البرلمان في جلسة خاصة.

تاجي تسلم، في 8 أبريل، مهام الرئاسة لمدة خمس سنوات من الرئيسة السابقة، عاطفة يحيى آغا.

وعقب تسلمه منصبه، قال تاجي إن هدف بلده هو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

11- دوتيرتي.. رئيسا للفلبين

في الفلبين تولى رودريجو دوتيرتي مهام الرئاسة، عقب أدائه اليمين الدستورية، في 30 يونيو، ليصبح الرئيس الـ 16 لبلده، بعد فوزه بانتخابات 9 مايو.

دوتيرتي (71 عاما) تولى منصب عمدة مدينة “دافاو” لمدة 22 عاما.

وفي أعقاب توليه الرئاسة، عكست مواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل انقلابا في سياسة مانيلا الخارجية، التي تحولت إلى التقرب من الصين وروسيا والابتعاد عن الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن مانيلا كانت من أقرب حلفائها في آسيا، وبينهما معاهدة دفاع مشترك.

ومؤخرا، صرح دوتيرتي بأنه يتوقع أن تتحسن العلاقات بين بلده والولايات المتحدة الأمريكية بعد تسلم ترامب مهام الرئاسة في واشنطن.

ومنذ تسلمه الرئاسة، يواجه دوتيرتي انتقادات واسعة لتشجيعه الشرطة والمتطوعين على قتل المشتبه بهم، دون سند قانوني، ضمن عملية محاربة المخدرات التي يقودها، والتي سقط فيها نحو 6 آلاف قتيل منذ يونيو الماضي.

12- أوزبكستان.. ميرزيوييف رئيسا

في أوزبكستان، فاز زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، شوكت ميرزيوييف، في انتخابات الرئاسة 4 ديسمبر الجاري، ليصبح الرئيس الثاني لهذا البلد منذ استقلاله عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991.

الانتخابات الرئاسية جرت بعد 3 شهور على وفاة الرئيس إسلام كريموف، الذي قاد البلد منذ عام 1989.

ميرزيوييف يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2003، كما تولى رئاسة البلد مؤقتا بعد وفاة كريموف، يوم 2 سبتمبر الماضي، في مستشفى بعد معاناة جراء نزيف دماغي.

وبحسب مراقبين، من المتوقع أن يقدم ميرزيوييف على خطوة للتقرب من روسيا، لاسيما وأن أوزبكستان كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق.

13- تايلاند.. ولي العهد ملكا

في تايلاند، ووفقا للدستور، جرى إعلان ولي عهد المملكة، الأمير “ماها فاجيرالونغ كورن” (67 عاما)، ملكا، في أعقاب وفاة الملك “بوميبول أدولياديج”، يوم 13 أكتوبر الماضي.

وأدولياديج صاحب أطول فترة حكم في العالم، حيث استمرت نحو 70 عاما، بينما كورن هو الملك العاشر لتايلاند من سلاسة “تشاكري”.

14- البيرو.. كوزينسكي رئيسا

في أمريكا الجنوبية، فاز الخبير الاقتصادي، بيدرو بابلو كوزينسكي، يوم 10 يونيو في انتخابات الرئاسة بجمهورية البيرو.

وكوزينسكي، مرشح وسط اليمين والبالغ من العمر 77 عاما، هو الشخصية الأكبر سنا التي تتقلد الرئاسة في تاريخ البيرو.

وعلى موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، كتب كوزينسكي، عقب فوزه: “شكرا لك بيرو، حان الوقت كي نعمل معا من أجل مستقبل بيرو جديدة”.

وجاء فوز كوزينسكي على كيكو فوجيموري، ابنة الرئيس البيروفي الأسبق، ألبيرتو فوجيموري، المسجون منذ 16 عاما (من أصل 25)؛ لإدانته بارتكاب جرائم بحق الإنسانية خلال فترة رئاسته.

 

شاهد أيضاً

روسيا تبيع المزيد من الغاز في أوروبا بعد قطع إمدادات النمسا

أفادت شركات ومصادر وبيانات بأن تدفقات الغاز الروسي إلى النمسا توقفت لليوم الثاني، الأحد، بسبب …