اعتبرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية قرية “أويمياكون” الروسية التي تقع أقصى شرق البلاد في الصحراء السيبيرية، أبرد مكان على سطح الأرض؛ حيث تصل درجة الحرارة في أدناها إلى -72 درجة تحت الصفر، وهي أدنى درجة تم تسجيلها في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وتقول الصحيفة في تقريرها إنه بمتوسط حرارة 50- تحت الصفر تجد أنك أمام أبرد مكان للعيش البشري على سطح الأرض.
ويعيش في القرية الروسية ما يقدر نحوه بـ 500 شخص، وقامت الحكومة السوفيتية بجهود لإسكان السكان الرحل فيها، حيث كانت تعتقد أنه من الصعوبة بمكان السيطرة عليهم بسبب تخلفهم الثقافي والتكنولوجي، لذلك تم إسكانهم بشكل دائم فيها.
ومن العجيب أن معنى “أويمياكون” باللغة الروسية هو الماء غير المتجمد في الربيع الحار.
وتشير الصحيفة إلى أن غالبية البيوت المبنية في القرية، ما زالت تحرق الفحم الحجري والأخشاب للتدفئة والاستمتاع ببعض وسائل الراحة المتطورة.
لا شيء ينمو في القرية، لذلك فإن السكان يعتمدون في طعامهم على أكل لحوم حيوان الرنة والأحصنة. بقالة واحدة فقط تقوم بتزويدهم بالحاجيات الضرورية وتقوم بتزويدهم بمعدات لتكاثر حيوان الرنة، إضافة إلى الصيد، ومعدات صيد السمك في البحيرات الجليدية.
الأطباء يقولون إن السبب في أن سكان القرية لا يعانون من سوء التغذية؛ يعود إلى كونهم يعتمدون على حليب الرنة، الذي يحتوي على الكثير من المغذيات الدقيقة.
وبشكل غير مفاجئ وفقا للصحيفة، فإن السكان أصبحوا أقوياء أمام الظروف المناخية الصعبة التي تختلف عن باقي الدول المحيطة، حيث يصيب الثلج الحياة بالشلل التام، ولكن المدرسة الوحيدة في القرية تغلق أبوابها إذا تجاوزت درجات الحرارة 52- درجة تحت الصفر!
وترتفع القرية 750 مترا فوق سطح البحر، ويبلغ طول اليوم فيها 3 ساعات في شهر ديسمبر، و21 ساعة في الصيف. وبالرغم من الظروف المناخية الرهيبة في الشتاء، فإن شهور مايو ويونية ويوليو يمكن أن تصل فيها الحرارة على غير عادتها إلى 30 درجة مئوية.
كما يوجد في القرية بعض المنشآت الحديثة، لكنها ما زالت تمتلك حمامات خارجية. وتذكر الصحيفة أنه خلال إنتاج الطاقة التي تزود بها القرية، فإن عمليات حرق الفحم هي من تزودها بها، وإذا توقفت عملية الحرق بسبب انتهاء الفحم، فإن المدينة تغلق، وتسقط أنابيب الدخان بعد خمس ساعات فقط بسبب تجمدها.
وتبعد قرية “أويمياكون” عن مدينة “ياكوستا” يومين في قيادة السيارة، وهي عاصمة مقاطعة المنطقة، وتحتوي المدينة على مطارين وفيها جامعة ومدارس ومسارح ومتحف.
المشاكل اليومية التي تعاني منها القرية هي تجمد أقلام الحبر، والنظارات الشخصية على وجوه ساكنيها، وانتهاء البطاريات بسرعة كبيرة، ويقول سكانها إنهم يبقون سياراتهم تعمل طوال اليوم خوفا من عدم القدرة على إعادة تشغيلها. ويقول سكان المنطقة أيضا، إنه على الرغم من وجود تغطية للهواتف الخلوية، فإن الأجهزة لا تعمل في ظل الظروف الباردة والقاسية.
كما يعاني السكان من مشكلة أخرى وهي عملية دفن الموتى، التي تستغرق ثلاثة أيام بسبب تجمد التربة والأرض، ولذلك يحاول السكان إذابة المنطقة المنوي دفن الميت فيها، فيتم إشعال المنطقة عن طريق مشعل حراري لعدة ساعات إضافة لاستخدام الفحم الحجري للحفر، وهذه العملية تستخدم لعدة أيام حتى يصبح العمق كافيا لدفن الميت.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن بعض شركات السياحة عرضت فرصة للراغبين بزيارة المنطقة للوقوف على جانب الحياة فيها.