الإخوان تفقد ذراعها القوي في أوروبا بعد أنفصال اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا عنها

Islamic-Union-Euro

 

“المصائب لا تأتي فرادي كاللصوص بل جماعات كالجيوش”، هذه الجملة تلخص معاناة جماعة “الإخوان المسلمين” الآن، وخاصة مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وذلك بانفصال اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا أحد أكبر الكيانات الداعمة للجماعة عنها.

تزامن ذلك مع اتجاه الإدارة الأمريكية الجديدة لإدراج الإخوان جماعة “إرهابية” وإخضاعها للعقوبات المتبعة، كما صرح مايكل فلين، مستشار الأمن القومي لترامب، قائلاً: “إن فريق فلين بحث إدراج الجماعة على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية”.

وتقدم السيناتور والمرشح السابق فى انتخابات الرئاسة الأمريكية تيد كروز بمشروع قانون يطالب الخارجية الأمريكية بتصنيف “الإخوان” كـ “جماعة إرهابية”، قائلًا: “لقد حان الوقت لتسمية العدو باسمه”.

انفصال اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا عن جماعة الإخوان فسرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن “الاتحاد يخشى من اعتبار “ترامب” الإخوان منظمة، وهو ما سينعكس عليه، فقررت الانفصال عنها”.

القرار الذي أقبل عليه اتحاد المنظمات، جاء بعد اجتماع طارئ عقده في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة 56 من أعضاء الاتحاد برئاسة عبدالله بن منصور، والذي أقر انفصاله عن جماعة الإخوان بموافقة 48 عضوًا واعتراض عضوين وامتناع 6 عن التصويت.

وسرعان ما أعلن أحمد كاظم الراوي الرئيس السابق للاتحاد من الاتحاد استقالته، نظرًا لسابقة تأكيد القيادات الإخوانية بالخارج استمرار الاتحاد كأحد الكيانات التابعة لجماعة الإخوان، وأحد مصادر دعم الجماعة على الساحة الأوروبية.

وقال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، والناشط الإخواني السابق، إن “جماعة الإخوان كانت تصور لكل الجمعيات والمنظمات الإسلامية أنها جماعة دعوية تدعو للموعظة الحسنة، لكن ما حدث في مصر أثبت لهم خلاف ذلك وهي أنها جماعة سياسية تنازع للوصول للحكم، وهو ما كان له أثر في كبير في هذا القرار”.

وأضاف الزعفراني “النظرة تغيرت عن الجماعة بعد الأزمة الشعبية التي ظهرت بعد أحداث 3 يوليو، فضلاً عن الانشقاق التي انفجرت بينهم، واتجاه فئة منهم للعنف، كل ذلك كان سببًا في هذا الانفصال”.

وربط الزعفراني قرار الانفصال بوصول ترامب إلى البيت الأبيض، قائلاً: “إن الخوف دب في مثل هذه الجماعات بعد وصول ترامب خوفًا من أن يوصموا بهذا الإرهاب الذي ينتوي ترامب فعله”.

من جهته، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن “معظم المنظمات الإسلامية، بدأت الانفصال عنها بشكل إداري، لكن هذا لا ينفي استمرار أعضائه في انتمائهم للجماعة كأفراد”.

وعن سبب ذلك، أوضح أن “الاتحاد يخشى وقوع أي عقوبات على الجماعة، لاسيما في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، والذي توعد كثيرًا بحظر الجماعة، ما قد ينعكس عليه بتجميد أرصدته وأمواله، أو اعتباره يضم جماعات مصنفة إرهابية على المستوى العالمي، أو أن يطول قياداته ملاحقات أمنية”.

ووافقه الرأي أحمد الخطيب، الكاتب المتخصص في الحركات الإسلامية، الذي وصف الأمر بأنه “انفصال تكتيكي جاء بالتزامن مع وصول ترامب للسلطة، تحسبًا لوضع التنظيم علي لائحة الإرهاب الأمريكية والذي سيتبعه التحفظ علي أموال كل المنظمات والهيئات التابعة للإخوان في أي مكان بالعالم، فضلاً عن تفكيكها ومحاسبة القائمين عليها ووضعهم على قوائم اللائحة”.

جدير بالذكر أن الاتحاد هو هيئة إسلامية أوروبية جامعة، تشكل إطارًا موحدًا للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية، ويضم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 بلدًا أوروبيًا.

ويعتبر الجناح الأوروبي لتيار الإخوان العالمي نشأ في أوروبا، منذ أواخر الخمسينات، على يد الطلبة الوافدين الذين جاءوا من مصر وبدأوا العمل بصفوف الطلاب، بعد فرارهم من مصر خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عقب حملته ضد “الإخوان”، فآثروا الهجرة تجاه أوروبا وألمانيا وأسسوا العمل الإسلامي هناك.

ثم تم تأسيس الاتحاد كمظلة تحوي كل هذه الأنشطة على مستوي أوروبا، وكان من أوائل قادة هذا العمل الإسلامي سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا والسكرتير الشخصي له، والذي بدأ التأسيس الفعلي للاتحاد عام 1989، ثم توسع فيه حتى ضم مؤسسات إسلامية على مستوى أوروبا، وهيئة عمومية، ومجلس شورى، ومكتب تنفيذي.

ويهدف إلى الحفاظ على الوجود الإسلامي في أوروبا، والارتقاء بمستواه العام وخدمة مصالحه وتمكينه من أداء رسالته في التعريف بالإسلام والدعوة ضمن الأطر القانونية الأوروبية، وتوطين الإسلام في الغرب بالاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، اندماجًا يجمع بين الحفاظ على الهوية الإسلامية وممارسة المواطنة.

ويضم الاتحاد أعضاء من العرب والأجانب وهؤلاء يمثلون ما لا يقل عن 1000 جمعية ومركز ومؤسسة تعمل في مختلف مجالات العمل مثل الشبابية والنسائية والطفولية، ويوجد أشخاص يعملون في المجالس البلدية، والاتحاد لا يمثل كل المسلمين في أوروبا، وإنما هو أكبر منظمة إسلامية هناك لها انتشار أفقي وتغطي معظم دول أوروبا وينتشر في دول العالم بفروع عدة، إذ يضم في عضويته اتحادات، ليس كجمعيات بل اتحادات، متواجدة في 30 قطرًا أوروبيًا، من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية وروسيا وغيرها، هذه الاتحادات على الصعيد القطري في الأقطار الأوروبية لها نشاط لها مراكز جمعيات إنتاجية، ومنتديات شبابية، وجمعيات شبابية، وكشافية، وعمل دعوي.

Check Also

النمسا ترسل 81 جندياً إلى مهمة الأمم المتحدة في لبنان

أرسلت النمسا 81 جندياً، من بينهم 10 سيدات، للانضمام إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في …