يعد مجال السيرة النبوية مجال خصب وواسع فسيح ، لتعدد جوانبها ولا جرم كونها سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فثمة من كتب في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل مولده ، أي عن مجتمع قومه وعن نسبه ، وثمة من كتب عن طفولته وأيام شبابه ، ومنهم من كتب عن مبعثه وإرهاصات النبوة ، وهناك من خص الكتابة عن هجرته ، ومنهم من جمع ذلك كله وكتب عن سيرته المكية ، ثم هناك من كتب عن سيرته المدنية وعن مجتمع المدينة في عهده ، وبعض المؤلفين قصروا الكتابة على غزواته ، ومنهم من سلك مسلكاً آخر إذ كتب عن أزواجه أو أولاده ، ومنهم من جمع ذلك كله مكيه ومدنيه قرب أم بعد بل حتى الكتابة عن أصحابه ، أما هذا الكتاب لمؤلفه حسين بن حيدر الهاشمي فموضوعه نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسب أمهاته من أي الجهات كُنَّ ، وهو موضوع جدير بالبحث والتتبع وهو وإن كان الأقدمون قد دونوا فيه إلا أنهم لم يتوسعوا ذلك التوسع الذي كنا نتطلع إليه ؛ ذلك
التوسع الذي لو نتج بفعل أيديهم لكان أفضل وأكمل ، ولكن لا ضير ؛ إذ قد جمع هذا الكتاب أنساب أمهات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمهات آبائه. وقد استخرجهن الباحث من أسفار الأوائل ، وتتبع الكتاب طرق أنسابهن من لدنه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ واسطة القلادة وخلاصة المطيبين البطاح ، وسليل الفضول الكرام والصميم من ذؤابه هاشم ، الذي ملأ الله بالصلاة والسلام عليه السماء والأرض ، وشهد له العدو و الصديق ، القريب والبعيد ، بطهارة النسب وخلوص الحسب الممحض من كل عيب وسفاح ، صاحب ذروة الحسب ومعدن المجد ، سليل قريش الصريحة من كنانة ، الصريحة من ولد اسماعيل ، القائل : ( نحن بنو النضر ، لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا ) .
وسليل كل ذي بيت وشرف من العرب بمختلف أعراقها ، ومن غير العرب .
وكان جل اهتمام من كتب منصباً على بيان آباء النبى وأجداده من الرجال ، ولم يكن أحداً منهم يهتم ببيان نسبه من جهة أمهات أبيه وأمه حتى جاء النسابة الأستاذ / السيد حسين بن حيدر بن محبوب الهاشمي المقيم بالمدينة المنورة بصاحبها عليه الصلاة والسلام ، واهتم بجمعهن في هذا الكتاب من سائر المصادر ، فبين فيه أم أبيه وأم جده … وهذا من جهة آبائه ، ثم أم أمه ، وأم أبيها وأم أمها … وهكذا ، معتمداً في جمعه على مصادر الأنساب ، ثم توج عمله في كل فصل برسم مشجرات تقرب لذهن القارئ بالرسم ما تعب في بيانه بالشرح . وقد وضع في كتابه هذا لبنة جديدة في علم الأنساب وخاصة النسب الشريف .
حمل وأقرأء باقى الكتاب من هنا >> اقرأ الكتاب على شكل MS Word