الصحفى حسين عون/فيينا/قصر الهوفبورج
أعرب وزير الثقافة والشباب وتنميه المجتمع في دولة الإمارات العربية والمتحدة الدكتور عبد الرحمن العويس، عن اعتقاده أن الرسالة التقي قدمتها دولة الإمارات من خلال مشاركتها الرفيعة المستوى في المؤتمر الأوروبي العربي للمشاركة عبر الحوار، كانت “رسالة حضارية ونموذجية تنبع من مبادئنا وقيّمنا وتراثنا وتاريخنا، حيث ركزت الدولة على ضرورة تكريس التعايش المتنوّع بين مختلف معتنقي الأديان والأعراق الذين ينتسبون إلى حوالي 200 جنسية من المقيمين الذين يعيشون ويعملون بدولة الإمارات”.
وأكد الوزير القويز في حديث مقتضب قبل الجلسة الختامية للمؤتمر الأوروبي العربي للمشاركة عبر الحوار، في قصر الهوفبورغ التاريخي في فيينا أن “التعايش القائم في دولة الإمارات العربية هو في الواقع خير مثال واضح لمدى تعزيز قواعد الأمن والاستقرار على أساس التفاهم الكامل والاحترام المتبادل، والتفاعل القوي والمتميّز، وذلك استناداً إلى العديد من القواسم المشتركة”.
وأضاف الوزير القويز قائلاً “وأستطيع أن أؤكد أن مشاركة دولة الإمارات العربية في هذا المحفل الأوروبي العربي تكتسي أهمية بالغة، حيث تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور الشيخ عبد الله بين زايد آل نهيان، وعدد كبير من وزراء الخارجية العرب والأوربيين، وحشد من كبار المسؤولين والخبراء وممثلي المنظمات الحكومية والمنظمات الأهلية والقيادات الإسلامية والمسيحية”. ورأى أن “هذه المشاركة الرفيعة المستوى هي بحد ذاتها رسالة تؤكد أهمية دعم
دولة الإمارات الكامل للحوار البناء والدور الفاعل والمؤثر لأوروبا في دعم القضايا العربية العادلة، وفي طليعتها أزمة الشرق الاوسط وقضية فلسطين”.
كما شدّد وزير الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربية على ضرورة العمل الأوروبي العربي، وبما يخدم استراتيجية حماية المصالح المشتركة، والمساهمة الفعالة في تدعيم جسور التلاقي والحوار الإيجابي والبناء بين أوروبا والعالم العربي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، على حد قوله.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد بأن مؤتمر فيينا للشراكة الأوروبية العربية سيشكل نقلة نوعية على صعيد تكريس استراتيجية الحوار العربي الأوروبي ومن ثم الحوار الإسلامي المسيحي قال الوزير القويز “في اعتقادي أن نتائج مناقشات ورش العمل الأربعة التي ناقش المشاركون فيها جدول أعمالٍ حافلاً بالقضايا والمسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى تمكين المرأة وتعزيز دور الشباب، كانت نتائج جيدة للغاية، وسيتم اقرارها خلال الجلسة الختامية بعد ظهر اليوم بتوافق الآراء”.
وأضاف الوزير القويز قائلاً “أود بهذه المناسبة أن أؤكد في هذا السياق، أن كافة الوفود أجمعوا على تأكيد حرصهم المشترك على أن يكون المؤتمر الأوروبي العربي مؤتمراً متميزاً ومختلفاً تماماً سواء من حيث النتائج أو التوصيات، وضرورة بلورة أفكار ومبادرات جديدة تصب في تفعيل آلية الحوار على مختلف المستويات الرسمية والشعبية”. وأشار إلى أهمية الدور الذي لعبته وزارة الخارجية النمساوية، ومساهمتها الفعالة في الاعداد للمؤتمر ونجاحه، وخص بالذكر وزيرة الخارجية النمساوية السابقة أرسولا بلاسنك.
وعما إذا كان يتوقع أن يشكل مؤتمر فيينا خطوة مركزية نحو التعريف بتعاليم العقيدة الإسلامية التي تقوم على المحبة والتسامح والتعايض الديني والثقافي والعرقي المتنوّع، والرد على محاولات الدس والافتراء والتهم الباطلة بحق الإسلام الذي ينبذ العنف ويدين الإرهاب قال الوزير القويز “في اعتقادي، أن أوروبا هي الأكثر علماً بالعالمين العربي والإسلامي، وذلك بحكم علاقات حسن الجوار والتاريخ والثقافة والجغرافيا، وذلك نظراً لعدة اعتبارات أهمها جسور القديمة بالمنطقة العربية، والكلمة التي ألقاها الأمير تركي الفيصل أشارت إلى أن أوروبا لم تلعب دوراً كبيراً في افتعال المشاكل التي نتجت عن الكثير من القرارات الأوروبية، وهي مشاكل ما تزال المنطقة العربية تعاني منها حتى الآن”.
وخلص وزير الثقافة والشباب الإماراتي إلى القول “ولذلك، فإن تسوية تلك المشاكل يستوجب سرعة تدخل أوروبا بشكل عام والاتحاد الأوروبي بشكل خاص من أجل حلها أو المساعدة على حلها، مع العلم أن الحل منوط بأهل المنطقة، ولكن في النهاية، فإن الدور الاوروبي والمساعدة الأوروبية مطلوبة وواجبة”.