زهير الوزير يشيد بنجاح مؤتمر المانحين
ويؤكد تمسك اللاجئين بحق العودة ورفض التوطين
الزميل حسين عون (الأمم المتحدة/فيينا)
وصف سفير فلسطين لدى النمسا ومندوب بلاده الدائم بصفة مراقب لدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة في فيينا، السيد زهير الوزير، المؤتمر الدولي للدول والمنظمات الدولية المانحة المخصص لإعادة بناء مخيم نهر البارد في شمالي لبنان، والذي استضافته الحكومة النمساوية في قصر الهوفبورغ مؤخراً، كان مؤتمراً ناجحاً ومهماُ للغاية
بكل المقاييس والاعتبارات، حيث جمع تعهدات بلغ مجموعها 122 ملون دولار ستخصص للمساهمة في إعادة بناء المخيم، كما تميّز بحضور عدد كبير من كبار المسؤولين في العالم. وأعرب السفير الوزير عن اعتقاده أن “نجاح مؤتمر فيينا يعود إلى الإعداد الجيد والجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة النمساوية وكل من الحكومة اللبنانية وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي”. وأكد السفير زهير الوزير في حديث أدلى به إلى الزميل حسين عون، أن مؤتمر الدول والمنظمات الدولية المانحة بعث بعدة رسائل سياسية إلى كافة الاطراف والجهات المعنية، وبينها رسالة التضامن المزدوجة إلى الشعبين الفلسطيني واللبناني، ورسالة تؤكد حرص المجتمع الدولي على ضرورة العمل المشترك من أجل تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين، ليس في مخيم نهر البارد وضواحيه حيث كان يقطن عدد كبير من الأشقاء اللبنانيين فحسب، بل وفي جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان”. وشدّد السفير الوزير على أهمية المشاركة العربية الرفيعة المستوى في مؤتمر فيينا الدولي، وخصوصاً أعضاء الوفدين اللبناني والفلسطيني اللذين كانا على مستوى رؤساء الحكومة، بالإضافة إلى مندوبين عن صناديق التمويل العربية والإسلامية التي تعهدت بالمساهمة المالية في عملية إعادة بناء مخيم نهر البارد جنباً إلى جنب أربع دول عربية هي السعودية والكويت والإمارات وقطر التي سبق لها أن أبدت استعدادها للمساهمة بتحمل نصف نفقات إعادة تعمير مخيم نهر البارد والتي تصل إلى 450 مليون دولار، مشيراً إلى أن مندوبين عن مجموعة صناديق التمويل العربية والإسلامية سيعقدون اجتماعاً مهماً في السعودية خلال شهر تموز/يوليو المقبل في السعودية لاقرار الصيغة النهائية للمساهمة المالية في إعادة تعمير مخيم نهر البارد.
ورداً على سؤال على من يعتبر أن إعادة بناء مخيم نهر البارد يشكل خطوة نحو توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قال السفير الوزير “في الواقع، أنا هنا أصرّ على التأكيد بأن اللاجئين الفلسطينيين جميعهم وبدون استثناء، ومع كل احترامهم وتقديرهم ومحبتهم الغالية للبنان والشعب اللبناني الشقيق، هم على قناعة راسخة بأنهم كانوا وما زالوا ضيوفاً مؤقتين على تراب لبنان الذي عاشوا فوقه لأكثر من ستين عاماً، حيث لم يكن الأجداد والآباء يحسبون أن فترة اللجوء القسري ستطول إلى هذا الأمد”. واضاف السفير الفلسطيني قائلاً “ولكن الأجيال الفلسطينية ستظل حريصة كل الحرص على الاحتفاظ بمفاتيح العودة إلى الديار والممتلكات في فلسطين مهما طال الزمن، لان مشاعر الوفاء والحنين إلى فلسطين ستظل متجذرة في نفوس وعقول وأفئدة جميع الفلسطينيين في أرض الشتات، وذلك إيماناً منهم بأن حق العودة هو حق مقدّس ومكرّس في قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ولا يستطيع أحد أن يساوم عليه أو يملك صلاحية التصرف به”.
وشدّد السفير الوزير على القول “لا بدّ لي من التأكيد أيضاً أن مسألة التوطين هي مسألة مرفوضة قولاً وعملاً من قبل جميع الفلسطينيين والحكومة الفلسطينية وكافة المسؤولين الفلسطينيين الذي أجمعوا على القول بأنهم لن يرضوا عن فلسطين بديلاً”. وأشار في نفس السياق إلى أن “منظمة التحرير الفلسطينية سبق لها أن أكدت مراراً وتكراراً رفضها القاطع لأي مشروع يستهدف توطين اللاجئين الفلسطينيين سواء من حيث الشكل أو المضمون لقناعتها بأن التوطين سيفقد الفلسطينيين حق العودة إلى وطنهم الأم”. وبعدما رأى أن قرار الأمم المتحدة رقم 194، والذي أقرّ بحق عودة اللاجئين كان وما يزال يشكل أرضية لحل هذه المشكلة، استشهد السفير الوزير بمقولة اعتبرها “خالدة” للقائد الفلسطيني الراحل أبو أياد، والتي أكد فيها أنه “حتى رفات وعظام الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا في الدول العربية، نحن متمسكون بنقلها وإعادة دفنها في تراب فلسطين”. ورأى السفير الوزير أن “هذه المقولة الشهيرة هي خير ردّ على كل من يروّج لتوطين الفلسطينيين خارج وطنهم الأصلى فلسطين”.
كما نوّه سفير فلسطين لدى النمسا بأهمية المبادرة التي أعلن عنها رئيس الحكومة الفلسطيني سلام فياض في كلمته التي القاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدول والمنظمات المانحة، ورأى أن “تنظيم حملة في أوساط الشعب الفلسطيني من أجل جمع عشرة ملايين دولار كمساهمة فلسطينية في إعادة بناء مخيم نهر البارد، هي رسالة تؤكد أن الشعب الفلسطيني متلاحم في تضامنه مع اللاجئين الفلسطينيين ويتفهم ظروفهم الصعبة، ويتابع معاناتهم المأساوية تحت وطأة الإجراءات الإسرائيلية”. وأعرب عن اعتقاده القوي بأن رجال الأعمال الفلسطينيين سيساهمون بدور أساسي في هذه الحملة مع الأخذ في الاعتبار بأنهم كانوا دائماً السباقين في تقديم كل وسائل الدعم المادي والمعنوي للاجئين الفلسطينيين في المخيمات وتعزيز العمل الوطني الفلسطيني. وخلص السفير زهير الوزير إلى الإشارة إلى الكثير من المناسبات والمؤتمرات الاستثمارية التي جرت في رام الله وعدد من الدول العربية التي شارك فيها رجال الأعمال الفلسطينيين وأصحاب المصانع، والتي أكدوا فيها على العلاقة التي لا يمكن أن تنفصم عراها بين مختلف شرائح الشعب الفلسطيني.