المؤتمر العام للوكالة الذرية:
سورية تؤكد استعدادها للتعاون
مع الوكالة بشرط عدم المس بأمنها الوطني
حسين عون (الأمم المتحدة/فيينا في 3 تشرين الاول/أكتوبر 2008
أكد مندوب سورية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور إبراهيم عثمان، أن بلاده تتعاون بشكل شفاف مع الوكالة الذرية، وأنها ستواصل هذا النهج في المستقبل على الرغم من عدم حصول سورية على عضويتها في مجلس المحافظين. واستدرك ليقول ” ولكن ينبغي الأخذ في الاعتبار أن تعاون سورية مع الوكالة الذرية لا يمكن أن يكون بأي حالة من الأحوال على أساس الكشف عن المواقع العسكرية السورية أو تهديد الامن القومي السوري”.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المندوب السوري أمام المؤتمر العام للوكالة الذرية الذي استأنف اعماله اليوم بعد عطلة عيد الفطر أمس، وعبّر فيها عن “الأسف الشديد لما ورد في كلمات بعض الدول الغربية والأوروبية التي طالبت سورية بابداء المزيد من التعاون والشفافية مع الوكالة الذرية”. وفي هذا السياق، أشار المندوب السوري إلى أهمية الكلمة التي ألقاها المدير العام للوكالة الذرية الدكتور محمد البرادعي أمام مجلس المحافظين في الأسبوع الماضي وأكد فيها مجدداً أن سورية تتعاون مع الوكالة وتلتزم بالإجراءات المتفق عليها بين الجانبين.
وتناول المندوب السوري البند المتعلق بالقدرات النووية الاسرائيلية، فعبر أيضاً عن “خيبة الامل” لأن المؤتمر العام لم يتمكن من دراسة البند بشكل مستفيض خلال السنتين الماضيتين، حيث فشل في إصدار قرار دولي بهذا الشان الأمر، وهو ما اعتبره بأنه سيبعث مجددا برسالة سلبية لشعوب منطقة الشرق الاوسط نظرا لمنهجية استخدام المعايير المزدوجة التي يمارسها المجتمع الدولي ازاء الخطر الكامن من وجود هذه القدرات النووية غير السلمية، على حد تعبيره.
ولاحظ مندوب سورية أنه “على الرغم من القرارات العديدة التي صدرت في السابق حول خطر قدرات التسلح النووي الاسرائيلي التي ظلت خارج منظومة منع انتشار الاسلحة النووية، إلا أنها لا تزال تشكل ترسانة نووية عسكرية، وهي تتطور متزايد وبدعم تقني ومالي من بعض الدول الكبرى التي تمارس في الوقت نفسه حظرا على الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في دول اخرى.
وبعدما أعرب المندوب السوري عن اعتقاده بأن القدرات النووية الإسرائيلية تشكل خطرا ليس فقط على السلم والامن الاقليمين وانما على السلم والامن الدوليين، خلص إلى التعبير عن الاسف كذلك لاستمرار الشرق الأوسط بعيدة عن أي مبادرة دولية جادة لإخلائها من الأسلحة النووية، الأمر الذي بات ينذر بسباق محموم للتسلح في المنطقة.
وكان مندوب سورية سحب ترشيح بلادة لعضوية مجلس المحافظين خلال فترتي العام 2009 و2010، وذلك حرصاً منها على حالة التوافق داخل مجموعة دول الشرق الأوسط وجنوبي آسيا (ميسا)، وحفاظاً على العرف القائم في الوكالة الذرية منذ تأسيسها في العام 1957، والذي يقوم على أساس وضرورة اتفاق دول الأعضاء في مجموعات الجغرافية. واوضح المندوب السوري في تصريح صحافي أدلى به إلى وكالة أنباء الإمارات في فيينا أن بلاده حرصت في نفس الوقت، على مطالبة رئيس المؤتمر العام وهيئة مكتبه بضرورة تحديد معايير تحكم توزيع انتخاب الدول الأعضاء في مجلس المحافظين بصورة عادلة