ليبيا: امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية
تهديد خطير للأمن والسلم ويصعّد سباق التسلح
حسين عون (الأمم المتحدة/فيينا 1 تشرين الأول/أكتوبر 2008
عبّرت ليبيا عن “القلق البالغ” لتصاعد وتيرة الخطر الذي يداهم منطقة الشرق الأوسط بسبب امتلاك “إسرائيل” للأسلحة النووية، وأكدت أن استمرار “الإسرائيليين” في التمادي إلى حد الاعتراف بامتلاكهم للاسلحة النووية على مرأى ومسمع من العالم أجمع، سيجعل الشرق الأوسط منطقة أكثر توتراً. وشدّدت ليبيا على القول أن”بقاء البرنامج النووي الإسرائيلي خارج نظام ضمانات الوكالة الذرية الشاملة، ورفض إسرائيل الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية يمثلان تهديداً خطيراً ومباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي، إضافة إلى إضعاف مصداقية المعاهدة، وبالتالي المساهمة في سباق محموم للتسلح في المنطقة، وينذر بإخلال أمني من شأنه أن يهدد السلم والامن الدوليين”.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم وزير الشؤون الأوروبية والتعاون الخارجي في الحكومة الليبية، السيد عبد العاطي العبيدي، أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنعقد حالياً في فيينا، وانتقد المندوب الليبي”ازدواجية المعايير وسياسة المكيالين” التي تعتمدها بعض الدول تجاه منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً لدى مناقشة بند بالغ الحساسية يتعلق بـ “القدرات النووية الإسرائيلية ومخاطرها على الأمن والسلم والاستقرار في الشرق الأوسط”، وشدّد على القول “إن استمرار إسرائيل في امتلاك قدرات نووية يشكل مصدراً للتوتر، ويمكن أن يسفر عن سباق للتسلح النووي في المنطقة”
كما أعربت المندوب الليبي عن اعتقاده أن تعاون إيران الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبمنتهى الصراحة والشفافية، سيزيل كافة الشكوك الدولية التي تحيط بطبيعة البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن”أسلوب التهديد والوعيد ولغة التحدي لا تجدي ولا يمكن أن تساعد على التوصل إلى حلٍ مرضٍ بالنسبة إلى جميع الاطراف المعنية للمسالة الإيرانية”. وفي نفس الوقت، رأى السيد العبيدي أن سياسة العقوبات لم تنجح في إرغام الدول الأعضاء في الوكالة على التنازل عن سيادتها وحقوقها في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، إضافة إلى أن تطبيق العقوبات يصيب الشعوب أكثر من أصحاب القرار”
ورأى رئيس الوفد الليبي إلى المؤتمر العام أن “استخدام القوة، هو أسلوب مدمّر للعلاقات بين الشعوب،إضافة إلى أنه يتسبب بنمو التطرف، ويشجع المتطرفين على تجنيد عناصر كثيرة لخدمة أهدافهم”. وفي هذا السياق، دعا المندوب الليبي، الوكالة الذرية إلى إعادة تأكيد حق إيران وجميع الدول الأعضاء في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، ولكنه طالب إيران في نفس الوقت بزيادة تعاونها وبمنتهى الشفافية، لأن ذلك سيساهم في إزالة كافة الشكوك، ويرد على كافة التساؤلات حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني، مع التأكيد أن التفاوض هو الأسلوب الأمثل والأجدى في التعاطي مع المسألة الإيرانية، على حد تعبيره. ووصف المندوب الليبي مبادرة ليبيا بالتخلي الطوعي عن برنامج إنتاج الأسلحة المحظورة بـ “التاريخية والشجاعة”، وخلص إلى الإشادة بمستوى التعاون العلمي القائم بين ليبيا والولايات المتحدة وقال أن “باكورة التعاون الليبي الأميركي سيكون إنشاء المركز الإقليمي للطب النووي في ليبيا”.