صدر باللغة الأسبانية كتاب جديد شارك في تأليفه الباحث والإعلامي حسام شاكر المقيم بفيينا وعدد من المؤلفين الإسبان، ويحمل عنوان Otro mundo es posible ويعني ذلك بالعربية “عالم آخر ممكن”. ويقع الكتاب في نحو ثلاثمائة صفحة من الحجم الكبير، وشارك فيه أيضاً أكاديميون وباحثون وسياسيون إسبان.
ويعالج حسام شاكر في مساهمته في هذا الكتاب، التي جاءت على هيئة معالجة موسّعة، قضية المسؤوليات المترتبة على الإعلام في ما يتعلق بالتعامل مع واقع التنوّع الحضاري والثقافي سواء في الفضاء العالمي أو في داخل القارة الأوروبية.
واقترح حسام شاكر خطوطاً توجيهية جديدة للأداء الإعلامي أوروبياً وعالمياً، قام بوضعها للاسترشاد بها في واقع حافل بإخفاقات التواصل الإنساني رغم عصر “الثورة الإعلامية” الراهنة.
ويتصدى الباحث لتحديد مسؤوليات متجددة ملقاة على عاتق الإعلام في واقع التنوّع الثقافي في العالم، ومن ذلك مسؤولية التعامل الرشيد مع معادلة الوحدة والتنوّع، ومسؤولية تفعيل دور الإعلام كميدان للحوار، ومسؤولية التعامل الرشيد مع تقاليد العمل الإعلامي التي اعتبر الباحث أنّ بعضها يقتضي المراجعة والتصويب.
كما تشمل تلك المسؤوليات؛ مسؤولية معالجة السياقات وتقديم التوضيحات اللازمة والملابسات والخلفيات، وكذلك التعامل المسؤول مع “لغة الصورة”، فضلاً عن مسؤولية الإعلام في الموازنة بين الحرية والمسؤولية.
وفي السياق ذاته يطرح الكتاب، من خلال مشاركة حسام شاكر، إشكالية المعالجة النقدية للخلفيات الفلسفية والذاكرة التاريخية، ومسألة الموازنة بين ضغوط التغطية المتسارعة ومتطلّبات التدقيق والتوضيح، متطرقاً أيضاً إلى مسؤولية السياسيين والشخصيات الدينية وقادة الرأي في عزل مساعي التحريض والتشويه والتطرف ونبذها، علاوة على أهمية الاهتمام بالمضامين الإعلامية، وليس بالوسائل وحدها.
ويساهم الباحث والإعلامي حسام شاكر حالياً في مؤلفات أخرى باللغة الإسبانية، علاوة على مشاركته مع إعلاميين وباحثين إسبان في مبادرة لوضع دليل مرجعي مساعد للصحافيين الناطقين بالإسبانية في ما يتعلق بالشؤون الإسلامية وشؤون مسلمي أوروبا وقضايا العالم العربي والإسلامي، ضمن الجهود الرامية لمكافحة سوء الفهم والتغطيات المشوّهة وتدعيم فرص المعرفة الأفضل للجميع.
يذكر أنّ اللغة الإسبانية يتحدث بها نحو نصف مليار إنسان في العالم، بما يجعلها من أبرز لغات العالم انتشاراً وتتقدم بذلك على اللغة الإنجليزية. والإسبانية لغة رسمية معتمدة في كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية.