شبكة رمضان الإخبارية شبكة إخبارية تهتم بشئون الجالية العربية فى النمسا ودول الجوار
تقديرا للدور الإيجابي الذي لعبه الزعيم اليميني النمساوي يورج هايدر منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان توجه وفد إعلامي عربي إلى مقاطعة “كيرنتن” ليلتلقي بهايدر في مدينة كلاجنفورت عاصمة المقاطعة لتقديم الشكر له.حيث أن يورج هايدر هو السياسي النمساوي الوحيد الذي دعا علانية إلى طرد السفير الإسرائيلي لدى النمسا من البلاد احتجاجا على المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان، إلا أن دعوته ذهبت أدراج الرياح.
د يورج هيدر زعيم حزب مستقبل النمسا
وانتقد المعارض اليميني النمساوي وزعيم حزب مستقبل النمسا الدور السلبي الذي غلف وجود دول الاتحاد الأوربي إبان الأزمة اللبنانية. كما وصف هايدر المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في لبنان بأنها جرائم حرب.
وشدد هايدر على ضرورة مثول قادة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي لمحاكمتهم كمجرمي حرب. مشيرا إلى أن إسرائيل تستغل عقدة الذنب التاريخية التي تطوق بها رقبة أوربا لإسكات أي صوت ينتقدها. وأعرب عن استعداده لاستضافة جرحى لبنانيين لعلاجهم على نفقة مقاطعة كيرنتن التي يحكمها.
وأبدى هايدر خلال اللقاء، الذي دام نحو ساعة، ترحيبا مطلقا باستقدام جرحى لبنانين، وخاصة الأطفال منهم، للعلاج على نفقة حكومة مقاطعة كيرنتن، مشيرا إلى أن المقاطعة قد أتمت إعداد برامج المساعدات الإنسانية لمتضرري العدوان، على أن يشرع في تنفيذها مع سريان قرار الأمم المتحدة الأخير الخاص بوقف الحرب.
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على لبنان والذي دام أكثر من شهر دون توقف أكد هايدر على أنه لا يقبل بأي حال شن هجوم على دولة وتدمير بنيتها التحتية فقط من أجل إطلاق سراح مجندين اختطفا على يد حزب الله.
وقال هايدر: “يجب على إسرائيل أن تلتزم بالقوانين الدولية، وأن تنسحب حتى آخر جندي لها من الأراضي اللبنانية وتعلن احترامها لحدودها الدولية، ثم تأتي بعد ذلك خطوة المفاوضات السلمية لتكلل هذا الانسحاب وليس العكس”.
ودعا هايدر أوربا إلى لعب دور إيجابي في المنطقة من أجل الخروج بصيغة اتفاق سلام حقيقي بعيدا عن السيطرة الأمريكية على مقدرات المنطقة.
وأكد الزعيم اليميني النمساوي على أن الممارسات الإسرائيلية ووحشية جيشها تندرج تحت بند جرائم الحرب، وهو الأمر الذي يستلزم محاكمة المتورطين من قادة إسرائيل في هذه الحرب التي مورست فيها ألوان من انتهاك حقوق الإنسان وترويع الآمنين
واعتبر هايدر أن الأزمة التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية قد يكون مادة دسمة لموضوع حملة انتخابية بالنمسا، مؤكدا على أنه لا يجب التقليل من شأن هذه القضية. وذكر بأن جيرهارد شرودر تمكن من الفوز بفترة ولاية ثانية بألمانيا بعد أن وقف أمام الولايات المتحدة رافضا سياستها في العراق، وهو ما ساهم في منحه ثقة الشعب الألماني للمرة الثانية، وقد يكون الحال كذلك في النمسا التي يرفض شعبها اتباع السياسة الأمريكية على عواهنها، حسبما قال يورج هايدر.
وأشار هايدر إلى أن حالة الصمت التي التزمتها أوربا منحت صفة الشرعية على العدوان الإسرائيلي على لبنان بدعم من الولايات المتحدة.
وأكد على ضرورة أن تكون الدول عند التزاماتها وأن تزول حالة الخوف من أمريكا، مشيرا إلى أن أوربا تبدو كالأرنب أمام الأفعى (إسرائيل)، التي تضغط على الدول الأوربية محاولة ابتزازها بحلقة من التاريخ المنصرم متمثلة في عقدة الذنب تجاه أحداث النازي ضد اليهود غبان الحرب العالمية الثانية. وهي الوصمة التي تحاول بها إسرائيل إسكات جميع الأصوات الأوربية التي تحاول أن تعارضها أو تنتقد سياستها
وعلى الصعيد الداخلي، وحول بداية موسم الانتخابات بالبلاد أكد أن مسألة الأجانب داخل الدول الأوربية ستظل في صلب الحملات الانتخابية لجميع الأحزاب لما لهذا التواجد من تأثير على سوق العمل والضمان الاجتماعي، وما يرتبط بهما من خطط تنموية وشدد هايدر على أنه يسعى من خلال برنامج حزبه إلى تحقيق اندماج ايجابي للأجانب المقيمين داخل البلاد، بما يضمن لهم حقوقهم ويكفل احترامهم لقوانين البلاد وطابعها الثقافي.
وأضاف هايدر أنه يجب أن يتم العمل على تقنين الهجرة إلى النمسا لتتسق مع المتطلبات الفعلية لسوق العمل. كما أنه يرى ضرورة أن يحدث نوعا من توفيق الأوضاع للأجانب المقيمين داخل البلاد بالفعل ليكونوا أعضاء فاعلين داخل المجتمع، على أن يغادر البلاد كل من لا يحمل إقامة شرعية.
وبهذا الصدد أكد هايدر على أن هذا البرنامج لا يستهدف أبناء جنسيات أو عقائد بعينها، ولكنه ينظر في المقام الأول إلى المصلحة العامة للنمسا.
وعند هذه النقطة من الحوار انتقد هايدر لجوء بعض الأحزاب إلى العزف على وتر الخوف من الأجانب ومن الإسلام، مشيرا إلى أن النمسا دولة يكفل دستورها حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع من يقيمون على أرضها.
