كي تنجح في القيام بواجبها اتجاه قضيتها العادلة
حافظ الكرمي: أهمية كبيرة للنهوض بالجاليات الفلسطينية في أوروبا
عرض الأكاديمي الفلسطيني الدكتور حافظ الكرمي، المقيم في بريطانيا، لمقومات استنهاض دور الجاليات الفلسطينية في القارة الأوروبية، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس، الذي انطلقت أعماله في كوبنهاغن، السبت الثالث من أيار (مايو)، تحت شعار “ستون عاماً .. وللعودة أقرب”، بمشاركة عشرة آلاف فلسطيني حضرت وفودهم من شتى أرجاء أوروبا. ونظّمت المؤتمر الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في الدانمرك، بالاشتراك مع المؤسسات الفلسطينية العاملة في الدانمرك وخارجها.
وفي ورقته “الشتات الفلسطيني في أوروبا في مواجهة العدوان والحصار- الدور المطلوب”؛ أوضح الدكتور حافظ الكرمي أنّ “النهوض بالجالية الفلسطينة في أوروبا أمر في غاية الأهمية، وذلك من أجل أن تقوم بواجبها اتجاه قضيتها العادلة”.
ورأى الكرمي أنّ عوامل النهوض بالجالية الفلسطينية تتمثل في “الوحدة والخروج من حالة التشرذم والخلاف التي تعصف بالعمل، والتعاون بين الجميع من أجل المصلحة العليا، فالساحة تتسع للجميع إذ لا بد من الابتعاد عن القضايا الخلافية والتركيز على المبادئ المشتركة والمتفق عليها”.
وحدّد الأكاديمي الفلسطيني من عوامل النهوض أيضاً “الاستفادة من تجارب السابقين والجاليات الاخرى والبناء عليها”، و”الاستفادة من الطاقات المتنوعة لأبناء الجالية في المؤسسات المختلفة، والخروج من شرنقة الحزبية والفئوية والمناطقية والمحسوبية والشخصانية، وهذا يتطلب عمل إحصاء للفلسطينين في كل بلد وحصر طاقاتهم من أجل الإستفادة الكاملة من مهارتهم المختلفة”، وفق تقديره.
كما رأى الكرمي أهمية “إفساح المجال لأبناء الجيل الجديد ممن ولدوا وترعرعوا في هذه البلاد (الأوروبية)، فهم الأقدر على مخاطبة المجتمع والتعامل معه، واستخدام أساليبة بمهارة وإقتدار دون انتقاص من دور الأباء والمؤسسين”.
ومن متطلبات النهوض أيضاً، كما ذكر الأكاديمي في ورقته “الإكثار من المؤسسات الجامعة لكافة أطياف الشعب الفلسطيني، ويمكن أن يكون مؤتمر فلسطيني أوروبا نموذجاً في هذا الصدد”، و”غرس روح الانتماء للوطن وقضاياه، وتغذية الأجيال الجديدة بالثقافة والعلم والوعي السياسي اللازم، من أجل النهوض بأعباء القضية في كافة الميادين”.
ويلحق بذلك، حسب الكرمي، “التنسيق الكامل بين كافة المؤسسات الفلسطينية بما يحقق التكامل وليس التضاد”، وإقامة نقابات ومؤسسات خاصة بكل أصحاب مهنة “من أجل تنسيق جهودهم في خدمة القضية بشكل مؤسسي مثمر”، حسب عرضه.
ولخّص الدكتور الكرمي الدور المطلوب من الجاليات الفلسطينية في أوروبا من أجل دعم القضية بشكل عام وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني بشكل خاص، بعدد من النقاط تشمل التحركات الشعبية الجماهيرية، وتشكيل مجموعات ضغط سياسي، وإبراز ناطقين إعلاميين باللغات الأوروبية، والبحث في إمكانية رفع قضايا قانونية في المحاكم الأوروبية ضد الاحتلال، وإنشاء مؤسسات متخصصة في متابعة الحالات الإنسانية، وإقامة قنوات تواصل بين المؤسسات في فلسطين ونظيراتها لأبناء الجاليات في الدول الأوروبية كالنقابات التخصصية والأجسام الشبابية وغيرها، وتنسيق الجهود بين المؤسسات الإغاثية المختلفة، والمساهمة في بناء المجتمع الفلسطيني ودعم صمود خريجيه وتثبيتهم على أرضهم وتشغيلهم بالاستفادة من من وسائل الاتصال الحديثة، وإيجاد فرص اعمال لهم يمكن القيام بها وهم في فلسطين، وإنشاء مواقع إعلامية على شبكة الإنترنت.
وخلص الدكتور حافظ الكرمي إلى أنّ “عمل الفلسطينيين مع أشقائهم من العرب والمسلمين وأصدقائهم في الساحة الأوروبية، لا شك سيكون له تأثير كبير في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في الوقت القريب، أما على المدى المنظور فالتأثير سيكون على القضية بمجملها”.
وانتهى الكرمي إلى القول إنّ “تحوّل الجاليات الفلسطينية في أوروبا إلى قوة ضغط سياسي ذات فعل في المجتمعات الأوروبية على مستوى الرأي العام وفي البرلمانات والأحزاب والحكومات؛ يتطلّب تطويراً لعلاقات التنسيق القائمة فيما بينها، وتوفير آليات لتحديد دور كل منها حتى تتكامل الجهود ولتصبح قوة مؤثرة في بلدانها المختلفة”، كما أورد في ورقته.