تحت رعاية جمعية لقاء الحضارا ت ومبادرة المسلمين والمسلمات بالنمسا والمنتدى المسيحى الإسلامى بالنمسا، ألقى الشيخ عدنان إبراهيم محاضرة بعنوان “الحريات في الإسلام” بقاعة المحاضرات الكبرى بحرم جامعة فيينا القديم (Altes AKH). وذلك بحضور نحو 600 شخص من العرب والمسلمين والنمساويين
Heinz Nussbaumer المنتدى الإسلامى المسيحى يلقى كلمته
المعنيين بالتعرف على القضايا المطروحة من منظور إسلامي. بدأ اللقاء بكلمات تعريفية بالضيوف .
ألقتها السيدة آمنة بغجاني المسئولة الإعلامية بالهيئة الدينية الإسلامية. ثم تلتها كلمة ألقاها ياسر معروف (من جمعية لقاء الحضارات)، ثم كلمة البروفيسير أنس شقفة رئيس الهيئة الدينية الإسلامية، أعقبتها كلمة هاينز نوسباومر من المنتدى المسيحي الإسلامى بالنمسا، واختتمت الكلمات بمحاضرة قصيرة لضيفة الشرف الدكتورة سوزانا هاينه.
أبو عدنان بغرفه الترجمه
ففى يوم الجمعة 1-12-2006 ألقى الشيخ عدنان إبراهيم إمام وخطيب مسجد الشورى بفيينا محاضرة موسعة باللغة العربية (مصحوبة بترجمة فورية ألمانية من المهندس طرفه بغجاتي)
عن مفهوم الحريات ونطاقه وفق المنظور الإسلامي، وفيما يلي مقتطفات من محاضرة الشيخ عدنان : قد يسأل سائل هل تجّمع الحديث عن الحريات داخل الإسلام نفسه أو بين الإسلام وبين غيره من الأديان والملل. ولكن أتحدث اليوم عن الإسلام من الأخر،.بمعنى الإسلام والأديان الأخرى وليس الإسلام وأبنائه…موقف الإسلام من الحريات بشكل عام
يتبادر إلى الذهن مصطلح من المصطلحات الإسلامية التى تعرضت للتحريف والتشويه مصطلح (الجهاد) ..فما من حقيقة ظلمت كما ظلم الجهاد. فقد عمد الأخرون إلى تصوير (الجهاد) على أنه مرادف للإرهاب!! إن الجهاد قرأنياّ لايعادل القتال، القتال مذكور فى القرأن والجهاد مذكور ولكن بينهم علاقه العموم والخصوص فالجهاد أعم مطلقاّ من القتال ، لأن الجهاد كما بين جميع العلماء والأئمه وكما هو ظاهر فى النصوص القرأنيه والسنه المحمديه ثلاثه أنواع (جهاد النفس .. جهاد العدو الظاهر .. جهاد الشيطان). إن حصر مفهوم (الجهاد) فى القتال ” العدو الظاهر ” خطأ فى فهم الكتاب والسنة، فإن الجهاد فيهما جاء بمعنى القتال، وجاء بمعنى أكبر من ذلك وأشمل.
كما أن الجهاد فى الإسلام له مفهوم وضوابط وأخلاقيات سامية لا عهد للبشرية بمثلها.. وفى الشرع ، أو فى اصطلاح القرآن والسنة ، يأتى بمعنى أعم وأشمل، يشمل الدِّين كله؛ وحينئذ تتسع مساحته فتشمل الحياة كلها بسائر مجالاتها، ولهذا يُسمى حينئذ : الجهاد الأكبر . وله معنى خاص هو القتال لإعلاء كلمة الله ، وهذا يشغل مساحة أصغر من الأولى، ولهذا سُمِّىَ (الجهاد الأصغر)
قال تعالى : (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا) الفرقان:52. قال ابن عباس رضى الله عنهما: (وجاهدهم به) أي بالقرآن الكريم، أقم عليهم الحجة وقدم لهم البرهان تلو البرهان. ومعلوم أن تلاوة القرآن لا يتضمن أعمالا حربية. فليس كل الجهاد قتال وليس كل قتال جهادا والجهاد دعوة إلى الحرية.
فالجهاد لايكون بالسيف أو السلاح والقتال وحدة وأنما يكون أيضاّ بالمعرفه والأستبصار والترقى فى مدارج ومعارج القدس فالجهاد هنا ليس هو القتال، وإنما هو الدعوة والبيان بالحجة والبرهان، وأعظم حجة وبيان هو هذا القرآن، إنه حجة الله على خلقه
وبعد المحاضرة أعلنت السيدة آمنة بغجاتي فتح باب الأسئلة، التي دامت الإجابة عليها وقتا أطول من وقت المحاضرة الأصلية. وانتهى اللقاء في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء.