فى مشهد إنسانى رائع يدلل على العلاقة المميزة والدفء الإجتماعى بين الأقلية المسلمة وأهل مدينة رافلسباخ “Ravelsbach” التابعة لمقاطعة النمسا السفلى “NÖ” ،وبرغم الأحداث الأخيرة التى شهدتها أوروبا من تفجيرات إرهابيه قام بها متطرفون إرهابيون لاينتمون إلى الإسلام بأى صفه إلا بالأسم فقط، دعا الآب كريستيان راعى أحد كنائس المدينة أسر اللاجئين المسلمين الوافدين عليها ، وهى المرة الأولى التي يحضر فيها مسلمون قداس عيد الميلاد المجيد .
لبى الجميع الدعوة من أصل سوري وعراقي ، حضروا ومعهم أولادهم ، تعبيرا منهم وتقديراّ على الخدمات التي قدمها لهم أهل هذه القرية الكرام.
وفى خطوة غير مسبوقة فى النمسا يشارك النمساوي المصرى الأصل “مصطفى درويش” والمقيم فى نفس المدينة الأب “كرستيان” عظة قداس عيد الميلاد المجيد تحت شعار “ماذا قال القرأن عن المسيح عليه السلام” بتلاوته آيات من القرآن الكريم من سورة مريم ثم تلى على الحاضرين ترجمة لمعاني هذه الأيات باللغة الألمانية.
وبعدها تبادل كل من الآب كريستيان والسيد مصطفي درويش بالتناوب كلمات الشكر والعرفان لكل من قدم يد المساعدة للاجئين من أهل القرية ، فمنهم من قدم المسكن ومنهم من ساهم بتدريس اللغة الألمانية ومنهم من كان يذهب معهم إلى الدوائر الحكومية من أجل الترجمة أو من أجل لشراء احتياجاتهم .
يشار إلى أن هذا العام قد خيم الهاجس الأمني على احتفالات هذه السنة في أوروبا بعيد الميلاد ، بعد اعتداء برلين الذي خلف 12 قتيلا وتبناه تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابى. وتم تعزيز التدابير الأمنية التي تواكب احتفالات الميلاد في العديد من المدن الأوروبية خاصة قرب كاتدرائية إشتيفانز بلاتس فى فيينا
وأشار بابا الفاتيكان فى عظة قداس الميلاد المجيد فى روما ، وأمام آلاف من الحشود أنه “حان الوقت لإسكات صوت السلاح نهائيا، وعلى المجتمع الدولي أن يجهد حتى نتوصل إلى حل تفاوضي” في سوريا المجروحة.
وكان البابا قد انتقد مساء السبت في قداس الميلاد من “يجهتدون في شراء الهدايا” بالمناسبة لكنهم “لا يشعرون بمعاناة المهمشين” ، كما أبدى البابا الأمل في أن يعم السلام الأراضي المقدسة و”أن يملك الفلسطينيون والإسرائيليون الشجاعة والتصميم لكتابة صفحة جديدة في التاريخ”، وأن “تحلّ إرادة بناء لمستقبل من التفاهم المشترك والتناغم، محل الكراهية والانتقام”.