أثار ظهور المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، أمس، بالأوبرا، واليوم بميدان التحرير، بالتزامن مع ثورة الغلابة، علامات استفهام كثيرة، فضلاً عن تركه لغزًا محيرًا في الأذهان.
وكشف خبراء سياسيون أن ظهور طنطاوي يعد من باب استعراض القوى أمام الشعب ودعمًا للسيسي، فضلاً عن إثبات تماسك الجيش وقوات الأمن في مواجهة المعارضة، فيما رآه البعض لا قيمة لهذا التصرف منه ولا وزن؛ لأن شعبيته انتهت بانتهاء نظام مبارك.
وفاجأ المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، منذ قليل، المحتفلين في ميدان التحرير؛ حيث لاقى ترحيبًا كبيرًا من قبل المواطنين. وتصادف مرور المشير طنطاوي بسيارته عصر اليوم، الجمعة، بالميدان، وعبّر المواطنون عن سعادتهم برؤيته، وحرصوا على مصافحته والدعاء له، وكذا الدعاء للجيش المصري، وتأكيد أن الشعب والجيش إيد واحدة في مواجهة كل أشكال الحروب والمؤامرات في الخارج والداخل.
واستقبل طنطاوي، تعليقات المواطنين بمحبة وابتسامة، وهو جالس في المقعد الأمامي من سيارته إلى جوار السائق، وسط عبارات “الله أكبر وتحيا مصر”.
من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، الخبير السياسي، إن ظهور المشير طنطاوي اليوم بميدان التحرير أثار الكثير من علامات الاستفهام حول خروجه اليوم، مشيرًا إلى أن طنطاوي يتمتع بشعبية ضئيلة في ظل الحديث عن البديل السياسي للسيسي.
وأضاف “صادق” في تصريحات لـ”المصريون” أن المشير طنطاوي انتهى سياسيًا مثلما انتهى جمال مبارك وغيره من الرموز، موضحًا أن حالته الصحية كذلك لا تسمح بحكم البلاد أو الدفع به لتشكيل منصب سياسي.
وأوضح المحلل السياسي، أن طنطاوي متهم لدى الكثيرين من الشعب المصري بأنه السبب في تورط البلاد في المجيء بنظام الإخوان المسلمين، محذرًا من إعطاء الموضوع حجمًا أكبر من حجمه؛ لأن زيارته لا معنى لها سياسيًا ولا قيمة لها.
وتابع أن طنطاوي يسعى لتأييد الرئيس السيسي ومساندة الدولة المصرية في ظل دعوات 11/11 التي يراها النظام تخريبية أكثر من كونها هادفة، مضيفًا أن الرئيس السيسي استدعاه أكثر من مرة في احتفالات عديدة، بينما استبعده الإخوان نهائيًا من المشهد باعتباره من “فلول نظام مبارك”.
من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة، الخبير السياسي، إنه من المعروف أن المشير طنطاوي اختار السيسي مديرًا لمكتبه في مرحلة من المراحل، مشيرًا إلى أنه يرد الجميل اليوم في استعراض للقوى أمام المعارضة للتلويح بالتماسك والثبات.
واستبعد “نافعة” في تصريحات لـ”المصريون” أن يكون ظهور طنطاوي أمس بالأوبرا واليوم في ثورة الغلابة له علاقة باستبعاد الإخوان له في فترات حكمهم، موضحًا أن البعض يعتبره متهمًا في الفساد الذي تسبب فيه نظام مبارك السابق وحاشيته.
وتابع: “ظهوره يعطي إيحاء للناس بصمود الجيش أمام محاولات اختراقه فهو من باب الدعاية السياسية للسلطة في مواجهة ما كان يروجه البعض قديمًا أن هناك محاولات لشق الصف داخل الجيش بين أنصار طنطاوي والسيسي.