أيام قليلة وتحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف، ويحتفل المصريون في تلك الذكرى بشراء عرائس المولد والحلوى من المحلات المختلفة، إلا أن هذا العام يبدو أن الأمر اختلف كثيرا، فشهدت محلات الحلوى ركودًا في بيع المنتجات خاصة مع أزمة السكر التى تعيشها مصر في الوقت الحالي، فضلا عن ارتفاع سعر الدولار لما يترتب عليه من صعوبة استيراد من الخارج.
ففي منطقة السيدة زينب، وعلى غير المعتاد، بالأعوام الماضية التي كانت دائما وأبدا تشهد حالة من الزخم في انتشار لمحلات الحلوى، إلا أن لا وجود لأي محل لبيع حلوى وعرائس المولد في جميع شوارع المنطقة.
ومن السيدة زينب للسيدة عائشة، لم يختلف الوضع كثيرًا، بعد عزوف التجار عن بيع حلوى المولد بعد موجة الغلاء التي تشهدها السوق المحلية في الوقت الحالي، نظرًا للقرارات الاقتصادية الأخيرة.
وقال أحد الباعة بمحل حلويات بالمنطقة, إن إدارة المحل قررت تأجيل عرض حلوى المولد لحين استقرار السوق, موضحًا أن أزمة السكر وتعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار ورفع الدعم عن الوقود, تسبب في تضاعف أسعار الحلوى.
وتابع أن المحل لن يعرض الكميات المعتادة لكل سنة تحسبًا لأي خسارة, وعن رأيه في حملة مقاطعة حلوى المولد، قال: “أنا أؤيد بشدة قرار المقاطعة وعن نفسي لن أشتريها, وأدعو الكل بالمقاطعة”.
وقال علاء سعيد, مدير فرع أحد المحلات الكبرى بالسيدة عائشة, إن السبب الرئيس لتأخر عرض الحلوى هو أزمة السكر وارتفاع سعره وسعر الدولار, مشيرًا إلى أن إدارة المحل أغلقت عددًا من الفروع حتى الآن, بسبب تلك الأزمة.
وتابع أنهم سيكتفون بعرض الحلوى في الفروع الكبيرة فقط, وذلك لعدم رضا الأهالي بالمناطق الشعبية بتضاعف الأسعار عليهم. وفي منطقة شبرا، قالت أمل محمود، إحدى العاملات بمصنع “عرفة”، إن معظم أسعار الخامات التي تستخدم في صناعة حلاوة المولد زاد سعرها 3 أضعاف عن العام الماضي، كما أن زيادة أسعار السكر في الفترة الحالية أثرت بشكل كبير على ارتفاع أسعار الحلاوة بل وقلة الإنتاج، فإنتاج المصنع قل بنسبة 50% عن العام الماضي.
وتابعت أمل أن الإقبال على الشراء من قبل المواطنين ضعيف للغاية مقارنة بالأعوام الماضية، وتساءلت من المتسبب في الارتفاع الجنوني للأسعار، هل هم تجار الجملة أم الدولة وعدم وجود رقابة مشددة على الأسواق والجهات المعنية بذلك.
وفى جولة خارج المصنع، لمعرفة ردود أفعال المواطنين حول موجة الغلاء في أسعار حلوى المولد، قالت شيماء، محاسبة في إحدى الشركة التجارية، إن ما يحدث من ارتفاع في الأسعار أمر غير مقبول. وتابعت: “إحنا مش عارفين نلاحقها من أيه ولا أيه، حتى حلاوة المولد حرموها علينا”، على حد قولها، مشيرة إلى أن هذا الاحتفال بهذا الموسم والذكرى العظيمة هو من أبسط حقوقنا.