احتضن نادي الفراعنة ورابطة مشجعي الأهلي بفيينا مساء يوم الجمعه الموافق 14 من نوفمبر حفل تكريم شمعة فيينا المضيئة، الدكتور ممدوح الشرقاوي المصري الكفيف الذى كان قدره ألا يكون مبصرا، لكنه بإرادته قهر هذه المحنة، إلى أن تحولت ظلمات العمى عنده وعلى يديه إلى أنوار وما حرم منه من نعمة البصر عوضه الله به من سرعه الفهم وقوة الذاكرة ومهارة فى المحاورة والنقاش.
حضر الحفل جمع من أبناء الجالية المصرية بفيينا يتقدمهم قنصل مصر العام المستشار حسام الدين عبدالعال.
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية للأب الفاضل محمود فوزي، شكر فيها الحضور وأثنى على الدكتور شرقاوي قائلاّ: “إن الدكتور الشرقاوى شرف اسم مصر في بلاد المغترب، كما شرف كل مصرى يعيش هنا فى النمسا. كما أن الدكتور الشرقاوي يمثل دليلا لمن يريد أن يثبت ذاته ويتحدى ظروفه.. فبرغم فقدانه نعمة البصر وبرغم الظروف المادية المتعثرة لأسرته إلا أنه التحق بكلية الألسن فى مصر قسم لغه ألمانية، ثم حل طالبا على العاصمة فيينا حيث واصل تعليمه فى النمسا وألمانيا وحصل على درجه الدكتورة فى علوم اللغه الألمانيه ، وقد أثبت من خلال مشوارة أنه لا يوجد مستحيل مع الإرادة الصلبة”.
كما طالب كابتن أحمد قاسم من القنصل المصرى أضافه أسم الدكتور الشرقاوى إلى قائمه السفارة المصريه من ضمن المدعون للحضور لحفلات الأفطار الرمضانى وأعياد مصر القوميه .
فبالإصرار والعزيمة.. يمكن صنع المعجزات .. فالدكتورممدوح صاحب واحدة من أندر قصص
الكفاح في بلاد الغربة، سطرها بحروف من نور. دفعه إصراره إلى مزيد من النشاط الفكري والثقافي لكي يعوِّض ما فقده ، فالكفيف هو شخص حرمه الله من نعمة البصر ولكنه يستطيع الرؤية ببصيرته وكم من كفيف أدهش الجميع بما لديه من قدرات ليست لدى العديد من المبصرين.
الذهول سيصيبك حتما عندما ترى الدكتور ممدوح، الذي نجح في تحقيق ما قد يراه الكثيرون مستحيلاً، وينتابك أحساس بالضآلة أمام هذا الشخص الذي تحدى إعاقته وسطر تجربة فريدة من نوعها وسط الجاليه العربيه بالنمسا وربما على الصعيد العالمي
وهكذا تعمَّق في الدراسة ولم تمنعه الظلمة من تحقيق ما لم يستطع تحقيقه كثير من المبصرين، فحصل بقوة بصيرته على درجه الدكتوراة فى علوم اللغه والأدب الألمانى من النمسا وألمانيا، ثم أصبح خبيرا فى برمجيات الكمبيوتر وهندسه الأطباق اللاقطة (الستالايت)، وعمل مستشارا لكثير من
شركات الكمبيوتر النمساوية والألمانية، ومن ثم قام بتطوير برامج لخدمة المكفوفين في مصر والعالم العربي قام هو بتعريبها.
ويشغل الشرقاوي حاليا رئيس قسم جديد يسمى الإسعاف الاجتماعي بمدينة فيينا؛ الذي يقدم المساعدة للمواطنين الذين لديهم مشاكل .
تخلل الحفل عرض تقرير أخبارى لقناة الدليل السعوديه من أعداد الدكتور طه عاشور سرد فيه قصه حياة الشرقاوى من الطفوله وحتى تطويرة برامج لخدمة المكفوفين .
وهكذا تكشف لنا الأيام يوما بعد يوم عن عظيم من عظماء المكفوفين.
شاهد صور حفل التكريم من هنا