للمرة الأخيرة قبل مغادرة مقر المستشارية دعا المستشار النمساوي ألفريد جوزنباور ممثلي الأقلية المسلمة بالبلاد لمائدة إفطار، عبر خلالها عن دعمه للتعايش بين الأقلية المسلمة بالنمسا وبين بقية شرائح المجتمع، بما يتيح مزيد من التسامح بين معتنقي الديانات المختلفة.
نمساوى وعربى احتفل جوزنباور مع ضيوفه المسلمين بشهر رمضان المبارك داخل مبنى المستشارية بالحى الأول بالعاصمة فيينا في تقليد يعتبر الأول من نوع الذي يقوم به مستشار نمساوي منذ قيام الجمهورية الثانية في خمسينيات القرن الماضي، كما أنها المرة االثانيه التي يرفع فيها الأذان داخل أروقة مبنى المستشارية النمساوي
وقد سبق إلى هذا التقليد منذ سنوات ميخائيل هويبل عمدة فيينا الذي يستضيف المسلمين كل عام على مأدبه أفطار رمضانى بمقر بلدية العاصمة فيينا.
حضر حفل الإفطار الذي أقيم يوم الأربعاء الموافق 17-9-2008 نحو 350 من ممثلي الأقلية المسلمة بالنمسا، كما شارك فيه ممثلون عن الأديان السماوية الأخرى وسط حشد من وسائل الإعلام التي حرصت على رصد الحدث الذي يشهده مقر المستشارية النمساوية بقلب العاصمة.
ألقى ألفريد جوزنباور مستشار النمسا كلمة ترحيب بالضيوف أظهر خلالها درايته بطقوس الشهر
الفضيل تفصيلاً ، وأشار خلالها إلى سحر هذا الشهر الذي يتجمع فيه المسلمون بجميع أنحاء العالم حول موائد الإفطار في جو من البهجة والمودة.
كما شدد جوزنباور على رفضه إطلاق الأحكام المسبقة ضد الأقليات الدينية أو دعوات التحريض ضد الأجانب التي تطلقها بعض الأصوات المتطرفة من داخل أحزاب اليمين المتطرفه.
واعتبر جوزنباور أن حفل الإفطار يعد دليلا على التوجه المميز للنمسا داخل القارة الأوروبية فيما يتعلق بالتعامل مع الأقليات الدينية، مشيراّ إلى مبدأ التسامح والتفاهم. كما حذر من مغبة أن يصم أحد معتنقي دين ما بأنهم أعداء للوطن أو المجتمع، معتبرًا أن أفضل وسيلة لمواجهة العنف والأفكار المتطرفة هو التمسك بالتعايش السلمي والتسامح بين جميع أطياف المجتمع النمساوي .
وفى كلمة الهيئة الدينية الإسلامية أكدت آمنة بغجاتي المتحدثة الإعلامية باسم الهيئة على ولاء مسلمي النمسا للنظام الديمقراطي، شاكرة القيادات النمساوية مشاركة المسلمين الاحتفال بشهر رمضان ومؤكدة على أن شهر رمضان هو شهرالقيم الروحية والمعنوية وتعزيز روح التكافل الاجتماعي بين أطياف المجتمع الواحد.
وأنهى عمر الراوى عضو برلمان فيينا الكلمات بالتشديد على ضرورة المشاركة فى الانتخابات المزمع أجراؤها فى 28 من الشهر الجاري وعدم التقاعس عن تأدية الوجب الانتخابى، لأن الناخب إذا لم يستغل حقه فسوف يستغل ضده …!
ويتمتع مسلمو النمسا بوضع متميز بفضل الاعتراف الرسمي من قبل الدولة بالدين الإسلامي منذ عام 1912 في عهد القيصر “فرانس يوسف” الذي أصدر ما عرف بـ”قانون الإسلام”.
يشار إلى أن عدد المسلمين في النمسا وفق آخر تعداد حوالى 400 ألف مسلم، أي ما يمثل نسبة 5% من تعداد السكان الذي يبلغ 8 ملايين نسمة. كما يبلغ عدد المسلمين في العاصمة النمساوية فيينا حوالى 121.150، أي نسبة 7.8% من سكان العاصمة، وأعلى نسبة لتواجد المسلمين في النمسا توجد في مقاطعة فورالبرج (غرب البلاد)، حيث تصل إلى 8.4% من عدد السكان هناك. ويبلغ عدد أفراد الجالية العربية في النمسا 50 ألفا تقريباّ.
شاهد صور حفل الأفطار من هنا