في مواجهة الحملة الإسرائيلية الشرسة التي يتعرض لها المناضل والمفكر الدكتور عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي بفلسطين (أرض 48)، عضو مجلس الأمناء للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، أقام فرع المنظمة بالنمسا احتفالاً تضامنياً حاشداً، مساء الأحد 29/4/2007، لمناصرة ودعم الدكتور عزمي بشارة، وقد شارك في الاحتفال سعادة سفير دوله فلسطين بالنمسا الدكتور زهير الوزير وقنصل مصر العام يالنمسا المستشار طارق سلام
والحاج صالح الطرسوسى الرئيس الفخري لرابطة فلسطين بالنمسا، مع عدد كبير من المنظمات والروابط العربية والإسلامية والمسيحية..
بدأ الحفل، الذي أقيم بمقر المعاهد الأزهرية الدولية، بتلاوة من القرآن الكريم تلاها الأستاذ محمد حسن عمارة مدير المرحلتين الإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية..
وكان أول المتحدثين في الحفل التضامني الأستاذ أنس الشقفه رئيس الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية بالنمسا.. وتعرض شقفه في كلمته لشخصية الدكتور عزمي بشارة، الذي قال أنه سعد بالتعرف عليه عند زيارته الأخيرة للعاصمة النمساوية فيينا قبل شهور، ولفته ما يمتاز به بشارة من صلابة في المواقف وسعة في الأفق السياسي والفكري..
ووبدورة ركز الدكتور حسن موسى عضو مجلس الأمناء للمنظمة العربية لحقوق الإنسان على أن فرع المنظمة العربية بالنمسا، حينما باشر في التحضير لهذه الاحتفالية التضامنية مع عزمي بشارة، كان يعي أن التضامن مع بشارة واجب كل القوى الناشطة على الساحة النمساوية، لذا كان الحرص على إشراك كل القوى في التظاهرة التضامنية، وقد رحبت جميعها بالمشاركة، تقديراً لما يرمز له عزمى بشارة المناضل والمفكر.. وأضاف أنه في الحقيقة يشعر أن الذي يحتاج للتضامن أكثر، نحن أبناء الجالية العربية والإسلامية في النمسا..
أن نتضامن في مواجهة ظروف المغترب وأن نجنب تبايناتنا وخلافاتنا ونتمسك بالقواسم المشتركة التي تجمعنا.
الدكتور حامد شلاش عضو فرع المنظمة بالنمسا، والذي تولى تقديم المتحدثين في الحفل قال أن دولة فلسطين قادمة، رغم كل صنوف القهر الإسرائيلى، وكان ذلك مدخلاً لتقديم الدكتور زهير الوزير سفير فلسطين في النمسا، الذي تحدث مطولاً عن نضال عزمي بشارة ورفاقه داخل حدود (أرض 48) للحفاظ على القضية الفلسطينية حية في مواجهة محاولات الأسرلة، التي تستهدف تذويب السكان الفلسطينيين في بنية الكيان الإسرائيلى.. وركز الوزير على
أن الشعار الذي رفعه بشارة (دولة لكل مواطنيها) كان كافياً لإزعاج مؤسسات الدولة الإسرائلية التي تشدد على يهودية الدولة، فسعت بكل السبل للتخلص منه.. فجاءت الحملة الأخيرة لتفضح المقولات الزائفة التي تصور إسرائيل على أنها الواحة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
وأكد الأستاذ عادل عبد الله (أبو البراء) الأمين العام لمؤتمر فلسطيني أوربا (حق العودة)، على أن قضية عزمي بشارة ليست منفصلة عن كل قضايا الملاحقة والتضييق الإسرائلي على شعبنا الفلسطيني، والمحاولات المستميتة التي يقوم بها لتغييب حق العودة، وأننا من هنا نطالب أن تقف كل القوى المحبة للعدل في صف قضية المناضل عزمي بشارة، وفي صف كل المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وفي مقدمتهم رئيس وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.
أما الدكتور جورج نقولا الرئيس الفخري للجالية الفلسطينية بالنمسا قال في كلمته أن عزمي شدد في لقاء جمعهما معاً في الربيع الفائت عندما كان في جولة أوروبية شدد على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ قال أن الوحدة الوطنية يجب أن تكون نصب الأعين، وأن لا ننتظر حدوث المشاكل، بل يجب أن نسارع إلى تمتين الصفوف الوطنية، وأن يحترم كل فصيل من فصائل القوى الوطنية الفلسطينية منطلقات بقية الفصائل، لنفوت على الأعداء الفرصة للكيد وزرع الفرقة بيننا.
وتحدث بالألمانية الدكتور دميترى باباس رئيس اتحاد مسيحي الشرق، وأكد على أهمية التضامن مع بشارة باعتباره رمزاً يؤكد وحدة الموقف القومي لطوائف الأمة بصرف النظر عن عقائدهم الدينية أو السياسية..
وتلقت المنصة اتصالاً هاتفياً من الدوحة، خاطب فيه الدكتور عزمي بشارة جمهور الحفل التضامني، ونقل لهم تحية المشاركين في جلسات المؤتمر القومي العربي المنعقد بالدوحة، وتحدث مطولاً عن الضجة التي أثارها الإعلام الإسرائلي حول القضية المرفوعة بحقه من قبل السلطات الإسرائيلية.. وأكد أنه بعد تفكير عميق ومتأنى قرر أن يقلب قواعد اللعبة، فرمى بالاستقالة في وجوه من صوروا أنه يحتمي خلف الحصانة البرلمانية التي تمنحه إياها عضوية الكنيست.. وجدد تأكيده أنه وحتى قبل هذه الضجة المفتعلة كان قد قرر من مدة طويلة، أن يستقيل من البرلمان الإسرائيلي، بعد أن أدرك أن وجوده فيه لن يضيف كثيراً، فقد قدم كل ما يمكن تقديمه داخل هذا البرلمان، للحفاظ على حقوق شعبه في مواجهة القوى الإسرائلية التي تسعى لاقتلاعهم، أو تذويبهم.. وأنه كان قد عقد النية إلى الانصراف إلى الكتابة والتأليف.. وكشف بشارة أن استقالته ليست هروباً من المواجهة بل قصد بها أن يكشف زيف ما يدعون من ديمقراطية زائفة.
الدكتور سمير شنودة نائب رئيس الجالية القبطية بالنمسا قال في كلمته، أن عزمي بشارة الكاتب والمفكر والأديب الذي أثرى المكتبة العربية بمؤلفاته هو تجسيد حى لقدرة المثقف على الارتباط بقضايا أمته وشعبه.
المهندس عمر الراوي عضو برلمان فيينا، ومسئول ملف الاندماج بالهيئة الدينية الإسلامية الرسمية بالنمسا قال أن المرات القليلة التي أتيح له فيها لقاء الدكتور عزمي بشارة عند زيارته للنمسا كانت كافية ليعرف ما يتميز به من ثراء في المعرفة وقدرة منهجية في الاستشراف السياسي ساعدته كثيراً على الفعل والتميز بعيداً عن الغوغائية، لقد كان برلمانياً قديراً حين دافع عن قضايا شعبه الفلسطيني، وكاتباً مبدعاً في تحليلاته السياسية التي تناول فيها قضايا أمته العربية، وكان صلباً في مواقفه إلى جانب كل القضايا العادلة.
السيدة مارى عطية رئيسة رابطة المرأة والأسرة المصرية قالت أن عزمي بشارة هو نموذج للمفكر الجاد والسياسي المخلص المدافع عن وحدة وحقوق شعبه، على الأرض التي تضم كنيستي المهد والقيامة والمسجد الأقصى، أرض التاريخ والحضارة، إن نضال عزمي ووجوده السياسي وبقاؤه داخل العمق الفلسطيني ولا أقول الإسرائيلي هو تأكيد لرسوخ واستمرار وتشبث الجذور بالأرض حتى يكتب لأهل فلسطين النصر والسيادة وتعود كاملة لأبنائها.
وشدد الدكتور عبد الوهاب الحاني رئيس الجالية العراقية بالنمسا على أن ما يحدث في فلسطين والعراق يؤكد على أهمية الوقوف صفاً واحداً خلف كل الرموز المناضلة ودعمها لمواجهة المخططات الإسرائلية والأمريكية التي تستهدف إهدار الكرامة العربية.
وشدد آخر المتحدثين المهندس طرفه بغجاتى، نائب رئيس الشبكة الأوربية لمناهضة العنصرية، على ضرورة الاهتمام بعرب 48 الذين تعرضوا لإهمال الطويل من جانب كل القوى السياسية، كما شدد على أهمية الانتباه إلى حقوق الأقليات في كافة بلداننا العربية، مؤكداً أن حقوق الإنسان لا تتجزأ.
وفي نهاية الحفل التضامني تغنى الفنان الدكتور صفاء رومايا بعدد من الأغنيات الوطنية، وشاركه على العود العازف بشير ميرزا..
لقطات:
* كان مقرراً أن تكون الرسالة التي سوف يبعث بها الدكتور عزمي بشارة من الدوحة صوتاً وصورة عبر الانترنت لكن الضغط الشديد على الشبكة الدولية في كل ما يتعلق بالقضية حال دون استقبال بث الرسالة.. فخاطب بشارة جمهور الاحتفال عبر الاتصال التليفوني.
* تلت إدارة المنصة رسالة تأييد وتضامن للمناضل عزمي بشارة، جاءتها من الأستاذ أحمد سليمان رئيس الاتحاد المصري النمساوي الرياضي.
* تنازل الأستاذ جمال حشمه رئيس جمعيه المغتربين الفلسطنيين بالنمسا عن كلمته نظراّ لضيق الوقت.
* السيدة ماري تيريز كرياكي رئيسة رابطة المرأة العربية بفيينا شاركت بفعالية في التحضير للقاء التضامني..