علي بعد أمتار من ضريح سيد الشهداء وقع حادث التفجير الارهابي الجبان الذي استهدف اهم المناطق السياحية في مصر وكأن قدر الحسين ان يشهد حيا وميتا علي الخسة والتواطؤ ضد الحق ويدفع ثمن شهوة راغبي الكراسي وطالبي السلطان دون سند من حق او شرعية هذا و في ظل ضبابية الرؤي التي يؤلها كل حسب هواه وتصوره الشخصي وبالتالي اختلفت المطالعة الاعلامية حول تفسير حادث الانفجار بحي الحسين شرق القاهرة حيث مسجد الإمام الحسين والجامع الأزهر وهي من أبرز المناطق السياحية بقاهرة المعز ، و اسفرت الوقعة التفجيرية عن وفاة سائحة فرنسية متأثرة بأصابتها الخطيرة التي أودت بحياتها ، كما أصيب 20 آخرين في الانفجار، بينهم 13 فرنسيا وألماني و4 مصريين و3 سعوديين في الانفجار.
وقد اختلفت الروايات التي تفسر ملابسات الحادث ، لكن بيان وزارة الداخلية حسم الموقف حيث أوضح أنه في حدود الساعة 6.50 انفجرت عبوة كانت موضوعة أسفل مقعد حجرى بموقع الحادث
هذا ولم تعلن حتي الآن دوافع الانفجار و أية جهة مسئوليتها عن الحادث مما يزيد الأمر غموضاً وإلتباساً مما يذيد الضباب الذي قد يحجب الرؤية عن الكثيرمن اجل تفسير الحادث ، وتخوفاً من تشكل مجموعات أرهابية جديدة تبدأ الخروج من وراء الظل لتمارس أنشطتها الاجرامية ضد حقوق المدنين الابرياء الذين لا ذنب لهم في أية أنواع من تصفية الحسابات الفكرية والعقائدية التي قد تتبناها هذه الجماعات ، ويلاحظ ان المجتمع المصري يشهد من وقت لأخر ظواهر ارهابية حديثة الميلاد وليس لها جذور سابقة .
وربما تعود أسباب الحادث إلي تردي الأوضاع الاقتصادية وتزايد معدلات البطالة التي تساهم في زيادة فرص استقطاب الشباب لتلك الجماعات الارهابية.
هذا الحادث يأتي في وقت إعلان جميع الجماعات الجهادية التقليدية كالجماعة الاسلامية تخليها عن العنف ، وفي ظل الأحداث العالمية الأخيرة والعدوان علي غزة ، مما يستدعي توسيع دائرة البحث للتعرف علي الطرف صاحب المصلحة في الحادث الأخير .
وتأسف كل مصر لتكرار حدوث هذا الحادث خاصة وأنه سبق وتكرر، حيث شهد حي الحسين انفجاراً في أبريل عام 2005 ، قتل على إثره أربعة أشخاص ، بينهم سائحة فرنسية وسائح أميركي وجرح 18 مصرياً وأجنبياً في الانفجار الواقع بشارع جوهر بحي الحسين وسط القاهرة .
والملفت للنظر أنه لم تعد هذه التنظيمات الارهابية والمتطرفين ظاهرة مقتصرة على دولة بعينها ، بل غدت ظاهرة دولية خطيرة ، يتم تنفيذ مخططاتها الاجرامية في مختلف بلدان العالم شرقاً وغرباً ، لعله يخطئ من يظن أن الأمن يستطيع وحده محاربة الإرهاب واستئصال منابعه وقوة أمريكا مثالاّ على ذلك، لأن القوة والعنف وحدهما لا يمكن أن يحققا الأمن والسلام المجتمعي في العالم ، ولا بد من معالجة الأسباب الحقيقية لهذا الداء العسير .
و أنه بغض النظر عن الجهة التي تقف وراء العملية والمبررات التي ربما تسوقها للإعلام محاولة كسب الرأي العام في صفها ، فلا توجد شرائع دينية أو تشريعات دنيوية تبيح مقتل الأبرياء والمدنيين.
وأصبح الأن مطلباّ شعبياّ سرعة اصدار قانون مكافحة الارهاب بالشكل الذي يحافظ علي الحريات العامة ويحفظ حق الفرد والمجتمع لانه من الواضح ان قانون الطوارئ عجز عن تحقيق هذه المعادلة ، وغلى الأجهزة الأمنية تكثيف الجهود لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الإرهابية التي تُفقد مصر أهم مميزاتها في منطقة الشرق الأوسط وهي ميزة الامن والامان إضافة إلي أنها من أعلي معدلات السياحة في العالم كما نقدم تعازينا لأهالي السائحة الفرنسية ونتمنى تمام الشفاء للجرحى الأخرين .