أثار قرار منع الإعلامي عمرو الليثي، من السفر، اليوم الخميس، أثناء توجهه لدولة الإمارات برفقة أسرته، بمطار القاهرة الدولي، تساؤلات حول أسباب المنع، خاصة وأنه ليس متهمًا في أية قضية تحيل بينه وبين سفره.
وأكد حقوقيون أن السبب الحقيقي وراء منع الليثي من السفر، يكمن في بثه لمقطع فيديو عبر برنامجه “واحد من الناس” المذاع على قناة “الحياة”، مع سائق “توك توك” هاجم النظام الحالي بضراوة شديدة، نظرًا لارتفاع الأسعار ما أدى لتفاعل الرأي العام معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لم يكن يتوقعها النظام تسببت في وقف البرنامج ومنعه من السفر.
وقال المحامي، نبيه الوحش، إن “قرار منع الليثي من السفر بمثابة فضيحة للنظام، كون القرار غباء سياسي وأمني لعدم وجود شبهة جنائية ضده”.
وأضاف الوحش، أن “الدستور ينص على حرية الرأي والتعبير والتنقل والترحال وعدم منع أي شخص من السفر إلا بحكم قضائي وبعد التحقيق معه وثبوت اتهامه وهو ما لم يحدث مع الليثي، لذا فإن القرار منعدم شكلًا وموضوعًا”.
وأضاف: “الدولة مهتزة ولا تدري أي قرار سيعود عليها بالنفع”، متسائلًا:” ما الهدف وراء منع الليثي من السفر وأي خطر ممكن أن يشكله على النظام الحالي، خاصة وأن الدولة أجبرت إدارة قناة الحياة على وقف برنامجه عقب حلقة سائق “التوك توك”.
وقال المحامي والحقوقي عمرو عبد السلام، نائب رئيس “منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان”، إن “قرار منع الليثي من السفر منعدم ويأتي من باب التضييق على أي معارض للنظام في الوقت الحالي”، مضيفًا: “القرار يأتي عقب عرضه لرأي سائق التوك توك المخالف للنظام”.
وأضاف عبدالسلام أنه “من المفترض أن يتم المنع من السفر في حال اتهام الشخص الممنوع في قضية بعينها وبعد عرضه للتحقيق من قبل النيابة العامة وبعدها يتم إصدار قرار المنع من السفر بأمر النائب العام شخصيًا أما ما حدث مع عمرو الليثي فهو مخالف للقانون لكونه لم يتم استدعاءه للتحقيق من قبل النيابة وتفاجئ بالقرار اليوم خلال وجوده داخل مطار القاهرة”.
وطالب المحامي الحقوقي، الليثي باللجوء إلى محكمة القضاء الإداري للمطالبة بإلغاء قرار منعه من السفر، متوقعًا أن يتم إلغاء القرار لعدم وجود أي اتهام ضده أو حتى التحقيق معه من قبل السلطات المختصة.
وقال المحامي حسين حسن حسين، عضو منظمة “الاتحاد المصري لحقوق الإنسان”، إن “قرار المنع من السفر هي صفة من صفات الدولة الديكتاتورية، حيث تنص المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والدستور المصري على حرية السفر والتنقل ولا يمنع أحد إلا بحكم قضائي”.
وأضاف: “منع الليثي جاء بسبب المقابلة الشهيرة مع سائق “توك توك”، ما أدى إلى هجوم الدولة عليه”، واصفًا منعه من السفر بأنه “أمر طبيعي للنظام الذي تعود على النهج القمعي”.
وتابع حسن “ما يحدث من منع السفر يأتي بقرارات شفويًا وليست قضائية، بدليل عدم أخبار الممنوعين وإعلانهم بالأمر عند وصولهم إلي المطار عند السفر أو العودة ، ويتكرر ذلك مع عدد كبير من الحقوقيين الذين يعملون لصالح مصر”.
وحذر من أن “قرارات المنع تضر بسمعة مصر عالميًا في مجال حقوق الإنسان، وبالتالي ستخسر الكثير والكثير من تكرر هذا”. وكانت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولي منعت الليثي من السفر إلى دبي، اليوم الخميس، مرجعة ذلك إلى صدور قرار من النائب العام.
وقالت مصادر أمنية بالمطار إنه أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب رحلة مصر للطيران المتجهة إلى دبي، تقدم الليثي ويرافقه زوجته وأولاده على الطائرة، وبوضع بيانات اسمه على كمبيوتر الجوازات تبين إدراجه بقوائم الممنوعين من السفر تنفيذًا لقرار النائب العام ، وتم إبلاغه بالقرار وإنزال حقائبه من الطائرة، التي استأنفت رحلتها بدونه.
وأضافت المصادر أن الليثي أبلغ سلطات المطار أنه زار مكتب النائب العام أمس وأبلغهم برغبته في السفر إلى دبي اليوم وأكدوا له بأنه غير مدرج على قوائم الممنوعين، لكن سلطات المطار أبلغته بأنه ممنوع بقرار النائب العام.