القاهرة – على عويس
عندما تتسول زفة التهريج البحث عن تزوير الحقائق على حساب رضا الناس ومصالحهم ، فلتعلم حينها أنك في قطر شرقي متشنج بقبائح النفاق…
يقفزون في أتونه كما تقفز الحيات إلى جحورها .. ولا يترفع عن هذه المسالك القبيحة أستاذا جامعيا أو خبيرا إعلاميا .. فالكل حال تسول النفاق صعاليك سواء بسواء .. النفاق يوحدهم .. والنفاق يوصمهم فللنفاق في الأوطان الميته قدرة هائلة على تلوين الناس بلون واحد يمنحهم مؤهلات خاصة على الصمود في مواجهة أي حراك ينوي أخذنا للمستقبل أو المناقشة بموضوعيه لمشاكلنا التي كل يوم تزداد وتكبر…!
تحلقوا حول الدكتورة القديرة المناضلة منى مينا وكما تحيط الحية العنيفة بضحاياها وتحاول أن تعصرها عصرا وتسحقها سحقا…
العيدان في عيونهم كجذوع الشجر وينتقدون الغبار إن استقر بجفون غيرهم…!!
ولربما يكون لكل تصريح وقته المناسب وإن كان معبرا عن حقيقه ، وكاشفا عن أزمه نتيجة لحساسية ما يمر به الوطن من أزمات يحاول استغلالها المتربصون بمستقبلنا ، وعندها يصبح التوجيه بشأن التوقيت ضرورة نلفت الأنظار إليها مع السعي الجاد لمحاصرة أزماتنا بدلا من إنكار مجمل السقوط الذى يحاصرنا…!!
إن العمل على تطوير البرامج الصحية التي تقدم خدماتها لمرضانا هي أولوية حاولت إثارتها الدكتورة “منى مينا” حين جرحت مشاعرهم بانزعاجها من معلومات توفرت لديها من مصادر هي تعرفها عن إعادة استخدام المستلزمات الصحية لنفس المريض في بعض مشافينا كما اشارت الدكتورة “منى مينا” إلى ذلك معتبره هذا المشهد تجاوز أساسي وخطير في حقوق المرضى…!!
هاج بوجهها لقطاء الفضيلة في كل ناحيه .. وذهبوا بها إلى المحاكمة والتنديد وكأن مشافيهم تعيش داخل حدود السويد ونحن المواطنين الذين نعاني ونسمع ونلمس ونرى نستطيع بكل أريحيه أن نكون بصفها حين نعلن حجم الإهمال والقذارة والتسيب الذى تضطلع به مشافينا في مواجهة المرضى المساكين والتجارب أكثر من الحصر وصور الإهمال تملأ باحات حدائقهم مع غرف القصر….!!
نحن المواطنين نرى أكثر مما يتصورون ونلمس أكثر مما يعايشون ونعاني كونهم لا تليق في الأصل بهم مشافينا فطبهم في أوروبا ينتظر أوجاعهم فيما المراحيض القذرة غرفه مؤثثه أنيقة يسمونها مشافي وطنيه عريقة..!!
كيف هاجوا على الدكتورة “منى مينا” لمجرد تصريح ليس بعيدا عن الحقيقة وكان في حاجة بدلا من الإدانة للتدلي حول حلقات بحثيه تعمل معا للتقصي من أجل مواجهة المشكلة ، بدلا من إتهام الدكتورة بتشويه البلاد وإسقاط الوطن وعرقلة السياحة الطبية في بلادنا التي لا يستمتع بها الطبقات الراقية…!!
هل عميت أبصارهم وهم يرون الكلاب الضالة والقطط الثمينة وقد اتخذت مع باقي الكائنات والحشرات من مشافينا مأوى وملجأ…؟
هل لا يرون ماذا يحدث في مشافينا العامة من إهمال يسحب المريض من الشارع إلى المقبرة وبعض المشافي تعوم على أوزار قذارة وبرك من المستنقعات نتيجة لتآكل شبكه الصرف الصحي مثلا…؟!
هل غفلوا عن سوء وتردى المستوى الطبي الذى يقدم للمريض ابتداء من التعامل وانتهاء بإهمال الطبيب وقذارة الفراش الحامل لأكوام من الأذى فليس الأمر فقط متعلقا بالسرنجة المعاد استخدامها لنفس المريض كما أعلنت الدكتورة في شكاية واضحة قد جاءتها من أحد المشافي باكيه ومحذره…!
كيف لخصوا أزمتنا في إعادة استخدام المستلزمات الطبية ونحن الذين نعيد تدوير المريض على الأسرة حتى يتحول إلى حقل تجارب أو سلعة تباع أعضاءه وتشترى…!!
هل الوضع الطبي في مشافينا العامة على مستوى الخدمة والنظام والأمان الطبي يبلغ الحدود الدنيا حتى يحاصروا الدكتورة التي تحذر من المشكلة وما يترتب عليها نتيجة الغلاء وانتشار المرض والفقر وما قد يجره من معاناة صحية جديده…؟
مالكم كيف تحكمون وترصدون وتحللون وتنظرون إلى مشاكلنا التي تلفتون نظركم عنها ، وقد سلطتموه كصليات حارقة على الدكتورة منى مينا حين كشفت عن عورات تتاجرون بها…!!
لماذا نصر على إتهام كل صوت لا يخرج من حناجرنا…؟
فهذه مقدمات لا تروق لنهضة من الممكن أن تأخذ هذه البلاد من يدها إليها…!
فكفوا عن ممارسة السقوط .. فإن لكل شيء حد وحدود.