كشف الأمير السعودي ممدوح بن عبدالعزيز معلومة لأول مرة عن نكسة 67 ، مشيرًا إلى أن الملك فيصل بن عبدالعزيز هو من حذر مصر وقتها من هجوم عنيف وخاطف ستشنه إسرائيل على مصر في نفس تاريخ النكسة.
وأشار في رسالته التي أرسلها للكاتب الصحفي عمرو الليثي، ردًا على استضافة الأخير بنجل المشير عبدالحكيم عامر وكشفه بأن فرنسا هي من حذرت مصر من هذا الهجوم الإسرائيلي المحتمل، إلى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قابل تلك المعلومة باستخفاف.
وقال “الليثي” في مقاله المنشور بـ”المصري اليوم” بعنوان ” شهادة للتاريخ “: تناولت القصة التاريخية لنكسة يونيو 67 مرات عديدة فى حلقات تليفزيونية قمت بتقديمها على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، سواء فى برنامج «اختراق»، الذى كنت أقدمه على شاشة التليفزيون المصرى منذ 6 سنوات، أو فى حلقات أخرى قدمتها فى برامج عديدة، وكانت هناك بعض المعلومات التى تذكر بحكم أن مصادرها روايات مختلفة وتراجع بعد ذلك أو تصحح من قبل بعض المصادر التى تشاهد الحلقات وتريد أن تصحح ما يعرض فى داخل البرنامج، ومنذ فترة بسيطة التقيتُ بالأستاذ جمال عبدالحكيم عامر، نجل المشير عامر، فى حلقات قدمتها فى برنامج «بوضوح» على شاشة قناة «الحياة» عمَّن قتل المشير عبدالحكيم عامر؟ وكان من ضمن المعلومات الواردة والمتوفرة أن الرئيس جمال عبدالناصر قد جاءت له معلومة أن هناك هجوماً إسرائيلياً سيتم على مصر فى يوم 5 يونيو 67، والمراجع التاريخية قالت إن من أبلغه هذه المعلومة هو الرئيس الفرنسى شارل ديجول، ولكن جاءتنى رسالة من سمو الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، شقيق الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو من العائلة الحاكمة، وكان يريد أن يصحح هذه المعلومة التاريخية
فأنشر لك عزيزى القارئ الرسالة التى جاءتنى من الأمير ممدوح بن عبدالعزيز حرفياً: «الأستاذ/ عمرو ممدوح الليثى.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد، فى يوم 24/12/1437 هـ الموافق 25/9/2016 م، وفى لقاء لكم مع ابن عبدالحكيم عامر، لفت انتباهى به سؤالكم له عن موضوع اتصال شارل ديجول بعبدالناصر أو بجهات مصرية يُحذرهم فيه من أن إسرائيل ستهجم يوم 5 يونيو، وكان هذا التحذير قبل الحرب بأسابيع قليلة أو أيام قليلة.
وللأمانة الشرعية قبل العلمية وقبل التاريخية فإنى أشهد بأن الذى فعل ذلك هو الملك فيصل بن عبدالعزيز، أى التحذير من هجوم إسرائيلى (محتوم)، ونصح بأن تبادر مصر عن طريق السفير المصرى فى سويسرا بضرورة مضاعفة الاستعدادات لمواجهة إسرائيل، حيث سرب أحد السياسيين، والذين لهم ميل للعرب، عزم (اليهود) توجيه ضربة خاطفة (موجعة) لمصر، حيث كان الملك فيصل قادماً من رحلة علاج فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى طريقه للمملكة مكث أياماً كنقاهة فى سويسرا، لأن العلاقة بين مصر والمملكة كانت مقطوعة والعلاقة فى أسوأ حالاتها- ولا أريد هنا أن أخوض فى من هو السبب!- وكان رد عبدالناصر للسفير المصرى فى سويسرا كالآتى (سيبك منه ده ما بيفهمش حاجة)! واسألوا سفيركم فى سويسرا إن كان حياً..
أما مصدرى أنا فهو من أعلى المصادر فى قيادة بلادنا فى ذلك الوقت!! والشىء بالشىء يذكر فإنى رأيت فيلماً وثائقياً منذ سنوات قليلة فى إحدى المحطات عند استضافة شخصية من شخصيات العالم، على ما أعتقد قالت تلك الشخصية إن الملك فيصل اجتمع مع ديجول بعد حرب الأيام الستة وناقشه عن استيائه من تسليح إسرائيل وهى الظالمة، مما اقتنع به الرئيس الفرنسى فى ذلك الوقت، وأصدر أوامره لسفن فرنسية كانت فى طريقها لإسرائيل تحمل أسلحة بالعودة إلى فرنسا.
ذلك ما سمعته فى لقاء تليفزيونى. ولا مانع عندى من نشر رسالتى هذه على الملأ لتصحيح الخطأ الذى أنا شاهد عليه إن رأيتم ضرورة لذلك، إلا أنه بوصول رسالتى هذه أسأل الله أن تكون براءة ذمة عنده سبحانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ممدوح بن عبدالعزيز».
شكراً لهذه المعلومة التاريخية الجديدة بالنسبة لى، والتى أعتقد أنها أيضاً جديدة وحديثة بالنسبة للسادة القراء، فهذه المعلومة قد تكون الأولى من نوعها التى تأتينى من مصدر موثوق وموثق، وأتصور أن التاريخ ملىء بالأسرار، وأن كل يوم تظهر معلومات جديدة تكشف لنا الكثير من خبايا فترات تاريخية عشناها أو عشنا معها فى كتب التاريخ.