توقع خبراء أمن وسياسيون، أن مصر ستشهد الفترة المقبلة توسعًا في مواجهة جماعة “الإخوان المسلمين”، والداعين للفعاليات المناهضة للسلطة الحالية، وآخرها “ثورة الغلابة”، لا سيما بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، والذي أظهر ترحيبه بالنظام السياسي في مصر وعدائه الشديد للإسلاميين، إبان حملته الانتخابية.
وقال العميد محمود القطري، الخبير الأمني، إن “فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة سيعمل على استقرار النظام السياسي الحالي في مصر؛ وذلك بسبب العلاقة الجيدة التي تجمع بين ترامب والسيسي، خاصة بعد دعوة الأخير للرئيس الأمريكي الجديد للحضور إلى مصر”.
وأضاف القطري لـ”المصريون”: “العلاقة بين النظام السياسي القائم في مصر وبين إسرائيل جيدة جدا، خاصة أن إسرائيل تريد للنظام في مصر الاستمرار والازدهار، كما أن قوة مصر من قوة إسرائيل، وهذا ما يهم أمريكا في عهد دونالد ترامب”.
وحول تظاهرات 11/11، المعروفة إعلاميا بـ”ثورة الغلابة”، وعلاقته بفوز ترامب، رأى الخبير الأمني أن “الحالة الأمنية في مصر ستشهد نوعًا من حرية التعامل من جانب الأمن مع جماعة الإخوان والموالين لها، خاصة أن ترامب وحزبه يكرهان الإخوان والإسلاميين”.
وتابع: “فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سيقلب الموازين السياسية في الشرق الأوسط، خاصة في مصر”، متوقعًا أن يصب فوزه في صالح النظام السياسي في مصر.
بدوره، قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن “فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة يحمل الكثير من علامات الاستفهام، ومخيب لكثير من التوقعات”.
أضاف دراج لـ”المصريون”: “ترامب شخصية غير متوازنة نفسيًا، وبالتالي يصعب توقع من المستفيد من فوزه ومن الخاسر، لكن من المؤكد الكثير داخل الشرق الأوسط خاسرون بمن فيهم النظام السياسي القائم في مصر”.
في سياق متصل، قال النائب مصطفى الجندي، رئيس لجنة العلاقات الأفريقية بالبرلمان وصاحب العقار الذي استأجرته حملة ترامب في أثناء فترة الانتخابات الأمريكية، إن وصول المرشح الجمهوري إلى الرئاسة بمثابة كارثة على الإخوان، قائلاً: “إخوان أمريكا وأوروبا هيشوفوا أيام سودة الفترة الجاية”، متوقعًا أن يصدر قانون من الكونجرس قريبا بتصنيفهم كـ “تنظيم إرهابي”.
وأضاف الجندي في تصريحات صحفية: “فوز ترامب جاء في صالح الأمن العالمي، وحال دون وصول المرشحة السابقة هيلاري كلينتون، التي كانت ستتسبّب في حرب عالمية ثالثة لاتباعها سياسة أوباما نفسها”.
وتوقع الجندي، أن تدعم أمريكا، في عهد ترامب، مصر، لعودة السياحة والحصول على قرض صندوق النقد الدولي. وتابع: “الرئيس الأمريكي ينظر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، باعتباره بطلاً، استطاع تخليص مصر من الإخوان، والوحيد القادر على تجديد الخطاب الدينى”.
وشدد على أن فوز ترامب بالانتخابات بمثابة كارثة على الإخوان، خصوصاً أنه يرى أن هذه الجماعة تنظيم إرهابي، على عكس الإدارة الأمريكية السابقة، مضيفًا: “فنحن لم نكن نحارب “داعش” أو “الإخوان”، وإنما كنا نحارب أوباما وهيلارى كلينتون، بدليل أن “ترامب” توعّد بالمحاكمة جراء هذه السياسات التي أوصلت العالم بشكل عام والشرق الأوسط على وجه الخصوص إلى هذه المرحلة الصعبة، وربما يصدر قريبًا قانون من الكونجرس بتصنيف “الإخوان” كتنظيم إرهابي، فـ “ترامب” سيتخذ كل ما يلزم لمطاردة وردع “الإخوان”، وهو ما سيؤثر بطبيعة الحال على موقف بريطانيا هي الأخرى تجاه هذا التنظيم.