قال مينا ثابت، الحقوقي بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن التعذيب أصبح ممارسة روتينية لدى أقسام الشرطة وأجهزة الأمن، مشيرا إلى أن الأمر لم يعد مرتبطا بانتزاع اعتراف من متهم ولكنه تحول لممارسة يومية.
وأضاف ثابت في تصريحات إعلامية، أن هذه الممارسة كانت واضحة في مقتل مواطن بقسم الأميرية، مجدي مكين، موضحا أنه لم يكن متهماً في قضية ولكن طبقا لشهود العيان قبض عليه لمشاجرة نتجية اصطدام عربته الكارو بعربة القسم، وأخذ للقسم لـ”تأديبة”,
وأشار إلى أن تلك الممارسات ليست بجديدة على ضباط الشرطة، مؤكدا أنه لا يوجد مبرر للتعذيب والحق في السلامة الجسدية موجود في كافة القوانين حتى قوانين الحرب لم تسمح لتعذيب مواطن أوالاعتداء عليه وتعرضه للإكراه المادي والمعنوي.
وأوضح أن مكين انتهى به الأمر قتيلاً ورغم ذلك صرح مصدر أمني بأن الوفاة كانت نتيجة إصابته بمرضي السكري والضغط وعدم تناوله للعلاج معلقا: “ضغط الدم لا يسبب تشوهات وآثار تعذيب على جسد الضحية”، معتبرا أن تلك الممارسات تفقد أجهزة الأمن للمصداقية، مؤكدا أنه حتى في حالة تورطه في جريمة لا يجوز تعذيبه.
وتابع أنه لا يوجد ضابط يعاقب على جريمة تعذيب وهو ما كان واضحاً بتولي لجنة حقوق الإنسان لضابط كان متهماً من قبل في قضية تعذيب، معلقا :” لا يمكن استمرار هذا الوضع أكثر من ذلك”.
وروي أهل قتيل قسم الأميرية، مجدي مكين، التفاصيل التي استطاعوا الحصول عليها من 2 من المقبوض عليهم بصحبة “مكين”.
وقال هاني، نجل شقيقته، إن مكين قبض عليه داخل قسم الأميرية بصحبة عامل في قهوة وصاحب كشك وتعرضوا للضرب والتعذيب داخل القسم مما تسبب في وفاته بعد ساعتين من التعذيب.
وأضاف هاني، أن القسم حاول إجبار الـ2 الآخرين بالاعتراف على مكين، بأنه كان بحوزته مخدرات وقبض عليه لهذا السبب، مشيراً إلى أنهم تعرضوا للضرب لإجبارهم.
وأشار إلى أن الموضوع بدأ حين اصطدمت عربة الكارو التي كان يسير بها بميكروباص الأمناء والضابط دون قصده، مشيرا إلى أنهم حاولوا إجباره على الوقوف إلا أنه ظل يؤكد لهم أنه لم يكن قاصداً للاصطدام وبدأ في الركض خوفاً منهم، لكنهم لاحقوه حتى قبضوا عليه، كان ذلك أمام القهوة والكشك الذي قبض على العاملين فيهما معه.
وتابع: “قلعوه هدومه كلها وسحلوه في الأرض، داسوا عليه بالجزم وأجبروه الجلوس على فحم مما تسبب في تهتكات وإصابات في جسده”، مشيراً إلى أنهم أجبروه على النوم على وجهه وقيدت يده من الخلف، وعندما حاولوا إيقافه مرة أخرى سقط أرضا ونقل للمستشفى ليخبروهم بوفاته.
في البداية توقع أهل مجدي وفاته نتيجة حادثة سيارة، ولكن بمعرفتهم وجوده داخل القسم وإصرارهم على معرفة سبب الوفاة رفضت المستشفى وحولته لمشرحة زينهم، موضحاً أنهم تمكنوا من تصوير جثته داخل المشرحة.
وأكد هاني، وقوع عدد من الإصابات في الـ2 الآخرين المحتجزين، موضحاً أن أحدهم مصاباً في رأسه بـ10 غرز وقطع في شفتيه والآخر سقطت أسنانه فضلا عن الكدمات الداخلية في أجسادهم، موضحا أنهم قدموا بلاغ لرئيس نيابة الأميرية الذي استدعى الضابط للتحقيق معه الآن.
واستطرد: “القسم تحول لثكنة عسكرية، ويحاول تحويل الأمر لقضية مخدرات، رغم أن خالي عمره ما دخل قسم ولا حتي عمل فيش في حياته