تسعى أمريكا جاهدة عبر كل السبل المتاحة لها إلى إفقاد العرب بريقهم ونسب كل ما هو جيد إليها بالشراكة مع إسرائل، ليبقى العرب في النهاية أقل ما يوصفون به أنهم عالة على هذا العالم، دون أن يلتفت أحد إلى تاريخ هؤلاء وإسهامتهم في العلوم والثقافة، فالعرب اليوم بفضل الإغراءات الأمريكية أصبحوا يتجهون نحو التسلية والسبل التي لا تعود بالنفع على أوطانهم.
لقد نجحت أمريكا وإداراتها المتعاقبة في إخضاع الحكام العرب إليها وتنفيذ رغباتها بعدما أدركوا أن مصيرهم ومستقبلهم السياسي مرهونا بإرضاء واشنطن وحلفائها الإقليميين، ومن هنا جاء فتح باب التطبيع لدى الحكام العرب على مصراعيه، أملا في البقاء وحفاظا على عروشهم التي تهتز من اخفاقاتهم المتكررة.
وبعدما أخضعت أمريكا حكام العرب، اتجهت إلى شبابها الذي هو عماد أي أمة تسعى للنهوض، وبدأت مخطط تدمير هوية هؤلاء الشباب عبر التعلق بكل ما هو غربي ونسيان الحضارة العربية وتاريخها، فضلا عن إنشاء برامج إلهاء موجهه خصيصا للجمهور العربي، حتى ينسى قضيته الأولى والمركزية.
ولعل بلمحة بسيطة على هذه البرامج نجدها تستهدف بشكل خاص دول عربية هي عماد الدفاع عن الأمة العربية، ورمزا لتاريخها وأمجادها، وأخرى جريحة تكتوي، فخلال الفترة الأخيرة ركزت هذه البرامج في الشريحة المستهدفة على الشباب العراقي والسوري والفلسطيني، إلى جانب المصري واللبناني.
وختاما على هذه الأمة نفض غبار التعلق بكل ما هو أريكى والتمسك بالهوية العربية التي يأتي في مقدمتها القضايا المركزية العروبية، حتى يتفرغ شباب هذا الوطن لفهم قضاياه والبحث عن سبل الدفاع عنها ومقاومة الاختراق الثقافي الأمريكى والإسرائيلى.