قالت مجلة “الإيكونومست” البريطانية, إن ما سمته الأسلوب القبيح, الذي اعتمد عليه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للوصول إلى البيت الأبيض, أدى إلى انقسام غير مسبوق في المجتمع الأمريكي.
وأضافت المجلة في مقال لها في 10 نوفمبر, أن ترامب تعمد وصف خصومه بأنهم حقيرون, وغير منطقيين, أو غير مؤهلين, أو حتي غير أمريكيين، أو حسب عبارته المفضلة “مثيرون للاشمئزاز”، وهو ما جعل الأمريكيين يكرهون بعضهم بعضا.
وتابعت ” هذا الكره ظهر واضحا أمام مراكز الاقتراع، حيث أصبح الأمريكيون متسرعين في نبذ الذين يختلفون معهم, ووصفهم بأنهم غير منطقيين, أو سفلة, وهذا لم يحدث أبدا في أي من الانتخابات السابقة”.
وخلصت المجلة إلى القول :” إن الأسلوب القبيح القائم على الشعبوية والاستقطاب وعبارات هم ونحن, أوصل ترامب للبيت الأبيض, إلا أنه أوجد في الوقت ذاته أمة منقسمة, وهو ما من شأنه أن يشكل عقبة كبيرة أمام الرئيس الأمريكي المنتخب”.
وكان آلاف الأشخاص تظاهروا في مدن أمريكية عدة للتعبير عن غضبهم ورفضهم انتخاب ترامب، وانتقدوا تصريحات وجهها أثناء حملته الانتخابية للمهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى.
وقد أصيب خمسة أشخاص بجروح إثر إطلاق نار وقع في مدينة سياتل قرب موقع الاحتجاج في المدينة، غير أن مساعد قائد شرطة المدينة أكد أن إطلاق النار لا علاقة له بالمظاهرات المناهضة لترامب, وإنما نجم عن مشاجرة شخصية. وفي نيويورك, نزل آلاف المحتجين إلى شوارع وسط مانهاتن، وشقوا طريقهم إلى برج ترامب حيث يعيش الرئيس المنتخب في الشارع الخامس, وتجمع مئات آخرون في متنزه بمانهاتن وهتفوا “ليس رئيسي”.
وأمام البيت الأبيض في واشنطن, احتشد مئات الشبان حاملين شموعا ورافعين لافتات كتب عليها “لدينا صوت!”، مصرّين على إيصال صوتهم رغم الطقس الماطر، ومنددين خصوصا بأفكار ترامب وتصريحاته التي يعتبرونها عنصرية تجاه النساء والأجانب وغير البيض.
ونقلت “الجزيرة” عن أحد منظمي المظاهرة ويدعى بن ويكلر إن “الناس لديهم الحق بالشعور بالخوف”، مؤكدا في كلمة أمام المتظاهرين أنهم ليسوا وحدهم وأن مظاهرات مماثلة تجري في الوقت نفسه في عموم البلاد، في حين راح جمعٌ من المحتشدين يهتف “لسنا وحدنا”.
وفي لوس أنجلوس، ألقت الشرطة القبض على نحو 13 شخصا عندما كانت تحاول تفريق مسيرة ضمت أكثر من خمسة آلاف شخص أغلبهم من طلبة المدارس الثانوية والجامعات، بعد أن عطلوا حركة المرور في إحدى الطرق الرئيسة بالمدينة.
كما قام نحو ستة آلاف محتج بتعطيل حركة المرور في أوكلاند بكاليفورنيا. وأضرم المحتجون النار في القمامة وسط تقاطع طرق, وأطلقوا الألعاب النارية وحطموا واجهات متاجر.
وقالت “رويترز”, إن الشرطة ردت بإلقاء مواد كيميائية مهيجة للأعين على المحتجين، في حين ذكرت متحدثة باسم إدارة شرطة أوكلاند أن شرطيين أصيبا في أوكلاند ولحقت أضرار بسيارتين للشرطة.
وفي وسط شيكاغو, تجمع 1800 محتج تقريبا خارج برج وفندق ترامب العالمي، ورددوا هتافات مثل “لا لترامب”, و”أمريكا لن تكون عنصرية”.
وفي سياتل، عبر المحتجون عن رفضهم الشديد لتعهد ترامب خلال حملته بإقامة جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين غير النظاميين.
وتجمع مئات أيضا في فيلادلفيا وبوسطن وبورتلاند في أوريجون، وقالت الشرطة في أوستن عاصمة تكساس إن نحو 400 شخص خرجوا أيضا في مسيرة احتجاجا على فوز ترامب.