“فورين بوليسي” تكشف مخططا شيطانيا لترامب ضد العرب

tramp-usa

 

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية, إن المرشح الجمهوري في السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض دونالد ترامب, عبر في أكثر من مناسبة عن رغبته في السيطرة على نفط الشرق الأوسط عن طريق القوة العسكرية.

وأضافت المجلة في مقال لها في 14 أكتوبر, أن ترامب صرح أثناء المناظرة الأولى مع مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون في 26 سبتمبر الماضي,  بأن الولايات المتحدة لو كانت سيطرت على نفط العراق قبل الانسحاب في 2011، فإن تنظيم الدولة ما كان ليظهر, لأن النفط في شمال العراق يمثل المصدر الأساسي لموارد التنظيم, حسب زعمه.

وتابعت ” ترامب يرى بضرورة نهب نفط العراق والسيطرة عليه باعتباره مكافأة مستحقة للولايات المتحدة، نظير الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين”. واستطردت المجلة ” ترامب قال أيضا في أحد تصريحاته :عندما كانت تندلع حرب في قديم الزمان، فإن الغنائم تعود للمنتصر”.

وأضافت “فورين بوليسي”, أنه عندما بدأ الربيع العربي في 2011 واندلعت الثورة ضد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، تحدث ترامب أيضا عن سرقة نفط ليبيا، قائلا لمحطة “فوكس نيوز” حينها إنه يرغب في الذهاب إلى ليبيا للحصول على النفط.

وأكدت المجلة أن رغبة ترامب بالسيطرة على نفط الشرق الأوسط عن طريق القوة العسكرية، لا تخرج عن السياسة الأمريكية المتبعة في هذا الصدد, لأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة طالما أقدمت على سياسات متهورة في الشرق الأوسط من أجل تحقيق هذا الهدف. وخلصت “فورين بوليسي” إلى القول :” إن الحديث في الولايات المتحدة بشأن السيطرة على نفط الشرق الأوسط يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وذلك عندما قامت السعودية ودول عربية أخرى بتأميم حقول النفط, التي كانت تملكها شركات أمريكية كبيرة”.

وكانت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية, قالت أيضا إن ترامب أدلى بتصريحات مشبوهة من الناحية الأخلاقية والواقعية حول سوريا, خلال المناظرة الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وأضافت المجلة في تقرير لها في 11 أكتوبر, أن ترامب تحدث باستحسان عن إيران وروسيا ونظام بشار الأسد، زاعما أنهم يلعبون دورا إيجابيا في الحرب الأهلية السورية, بمقاتلة تنظيم الدولة “داعش”.

وتابعت المجلة “ترامب عندما سئل عن خططه إزاء سوريا, قال أنا لا أحب الأسد على الإطلاق، لكنه يقاتل داعش، وكذلك روسيا وإيران يقاتلان التنظيم”.

وأشارت “بوليتيكو” إلى أن هذه التصريحات مشبوهة من الناحية الأخلاقية والواقعية، لأن مجازر نظام الأسد المدعومة من طهران وموسكو, هي التي تسببت في ظهور “داعش”, وجماعات متطرفة أخرى, وجعلت محاربة هذه التنظيمات أمرا أكثر صعوبة.

ونقلت المجلة عن دانييل بليتكا، من معهد “أميركان إنتربرايز”، قوله: إن “الأسد هو السبب في وجود تنظيم الدولة بسوريا”, كما نقلت عن إليوت كوهين، هو مستشار سابق لوزيرة الخارجية الإمريكية السابقة كونداليزا رايس، قوله: “بالنسبة للأسد وإيران وروسيا، تنظيم داعش هو عدو ثانوي، أما العدو الحقيقي لهم, فهو المعارضة السورية, التي يقومون بسحقها، والشعب السوري الذي يخوفونه بوحشية”.

وفي ثاني مناظرة تليفزيونية بينهما في 10 أكتوبر, تبادل ترامب وكلينتون الاتهامات بشأن السياسة الخارجية، والقضايا الداخلية، فضلا عن مسائل أخلاقية شخصية، حيث بدأت كلينتون بالحديث عن تسجيل صوتي لترامب تم تداوله قبل أيام، وتضمن عبارات تجاه النساء وصفت بأنها بذيئة، وبينما قالت كلينتون إن ما ورد في التسجيل يمثل حقيقة ترامب رد بأنه اعتذر عما بدر منه مستحضرا ضلوع الرئيس الأسبق بيل كلينتون في علاقات غير شرعية. وأظهر استطلاع للرأي أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون فازت في المناظرة الثانية.

ووفقا لاستطلاع أولي أجرته شبكة “سي ان ان” وشمل مجموعة ممن تابعوا المناظرة، فإن 57% من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا أن كلينتون فازت بالمناظرة، في مقابل 34% صوتوا لصالح منافسها.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نشرت في 8 أكتوبر تسجيل فيديو يعود إلى عام 2005 , يدلي فيه ترامب بكلام بذيء عن النساء، حيث قال متحدثا إلى مقدم برامج في التسجيل, أثناء وجودهما في حافلة قبل برنامج تليفزيوني :”حين تكون نجما، يدعنك تفعلها”.

واستخدم ترامب في التسجيل كلاما فاضحا ويسمع صوته في شريط الفيديو بوضوح وهو يسوق وصفا صريحا لمحاولته إغواء امرأة، رغم علمه أنها متزوجة.

وحسب “الجزيرة”, لم ينف ترامب صحة التسجيل, إلا أنه حاول احتواء تداعيات تصريحاته البذيئة ضد النساء، وسجل شريط فيديو وزعه على الصحافة, قال فيه :”كنت مخطئا.. أعتذر، الناس الذين يعرفونني يعلمون أن هذا ليس أنا”، مضيفا أنه تغيّر.

وتابع “قلت حماقات، لكن هناك فرق بين الكلام وأفعال آخرين”، متهما الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون زوج منافسته هيلاري كلينتون بأنه “أساء فعليا معاملة نساء، وأن هيلاري قامت بمضايقة نساء أقمن علاقات مع زوجها, وأهانتهن”، واستطرد “بيل كلينتون قال لي ما هو أسوأ من ذلك بكثير على ملعب للغولف”.

وأشار ترامب إلى أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي, وذلك بعد توجيه انتقادات شديدة له حتى داخل حزبه الجمهوري، إثر نشر شريط الفيديو الذي يروي فيه كيفية تحرشه بالنساء.

وكانت استطلاعات للرأي أشارت إلى تقدم المرشحة الديمقراطية الرئاسية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بعد أول مناظرة بينهما أجريت في 27 سبتمبر الماضي. واتهم ترامب خلال المناظرة منافسته بالتسبب في الفوضى بالشرق الأوسط، بسبب ما وصفها بالسياسات الخارجية غير المدروسة تجاه أزمات المنطقة، حيث كانت كلينتون تشغل منصب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأولى, أما كلينتون فقالت إن ترامب لا يصلح للرئاسة لأنه يفتقر إلى الشعور بالمسئولية.

وأعطت استطلاعات الرأي بعد المناظرة تقدما لكلينتون، فقد استطلعت شبكة “سي ان ان” الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة أبحاث الرأي “أو آر سي” آراء 521 ناخبا محتملا، وخلصت إلى أن 62% اعتبروا أن المرشحة الديمقراطية فازت بالمناظرة, مقابل 27% لترامب.

ووفقا للشبكة، فإن الناخبين ممن استطلعت آراؤهم بشأن المناظرة قالوا إن كلينتون عبرت عن رأيها بوضوح أكثر من ترامب، وكان إدراكها للقضايا التي نوقشت خلال المناظرة أفضل بفارق كبير، واعتبر البعض أن كلينتون نجحت بشكل أفضل من ترامب في معالجة وتناول مخاوف الناخبين حول رئاستها المحتملة.

وكانت استطلاعات رأي سابقة للمناظرة أعطت تقاربا في السباق، حيث نالت هيلاري كلينتون 43% من نوايا التصويت مقابل 41.5% لترامب بحسب المعدل الذي احتسبه موقع “ريل كلير بوليتيكس”.

وخلال المناظرة التي استمرت تسعين دقيقة تواجه المرشحان بشأن رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع.

وانتقد ترامب أداء كلينتون السياسي, قائلا إن “هيلاري تحظى بالخبرة، لكنها خبرة سيئة”. وقال :”إن بلادنا تعاني بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذها أشخاص مثل كلينتون”.

وأشارت تقديرات إلى أن عدد مشاهدي المناظرة عبر التليفزيون اقترب من الرقم القياسي المسجل عام 1980 والبالغ ثمانين مليون مشاهد.

وبعد المناظرة, علق جون هوداك -من مؤسسة بروكينغز- بالقول :”لم نشهد من قبل مثل هذا الأداء الممتاز لكلينتون، والسيئ إلى هذا القدر من قبل ترامب”، مضيفا أن “كلينتون كانت مسيطرة من البداية حتى النهاية”.

ومن جهته، علق أستاذ العلوم السياسية في جامعة “أيوا” تيموثي هيغل “كلينتون بدت أكثر بمظهر الرئيس, وهذا أمر ليس مستغربا”.

وتُجرى مناظرة ثالثة في 19 أكتوبر, استعدادا للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستُجرى في نوفمبر المقبل.

 

 

Check Also

روسيا تبيع المزيد من الغاز في أوروبا بعد قطع إمدادات النمسا

أفادت شركات ومصادر وبيانات بأن تدفقات الغاز الروسي إلى النمسا توقفت لليوم الثاني، الأحد، بسبب …