“قد يكون كلامى وشهادتي تأخرا، إذا ما قيسا من منظور الزمن؛ حيث الأحداث انتهت وجاء الكثير من المستجدات، وأصبح الحديث عن هذه الفترة أمرًا قديمًا.
قد تكون شهادتي لا تضيف جديدا أو تفاصيل سبقتها شهادات الآخرين، بعد أن تعددت الروئ وكثرت الروايات وغطت الكثير من جوانب هذه المرحلة.
ولكن تبقى الشهادة واجبًا فرديا لازمًا، ولابد أن يؤديه كل إنسان ولا يحجبه، مهما تعددت وتنوعت الشهادات ومهما تكررت المعاني والروايات؛ فهي لا تسقط إلا بأدائها”.
انسابت هذه الكلمات لتعبر عما بداخل الدكتور طارق عفيفي؛ الذي استضافه النادي المصري يوم 5 يونيو ليدلي بشهادته حول ما رأته عيناه بقطاع غزة، الذي زاره في مهمة إنسانية استمرت 8 أيام.
روى الدكتور طارق عفيفي العائد بالصور العديد من القصص والمشاهد والحكايات عن شعب صمد في وجه آلة فتك عسكرية شرسة. عاد طارق عفيفي ليتحدث عن حرب إبادة تنافت مع كافة المقاييس الإنسانية والقانونية.
تنقل الطبيب المصري الأصل خلال بين مستشفيات وعيادات قطاع غزة محاولا تقييم احتياجات السكان بالقطاع، ودراسة إمكانية تأسيس مركز للعلاج الطبيعي لجرحى العدوان الإسرائيلي، ودمجهم مرة أخرى فى الحياة.قال طارق عفيفي: “تملكتني الحيرة كيف أبدأ في سرد هذه الشهادة، وكيف أنقل إليكم ما بداخلي المشاعر تجاه ما رأيت. فهل أسردها بالتسلسل الزمني للأحداث، أم أسردها باللحظات الفارقة في هذه الرحلة، أم أسردها بالتحليل للمواقف وربطها بالواقع، أم أسردها من لحظات النهاية حيث مشاهد العزة والفخار، حيث معاني الانتصار”.
ويتابع دكتور طارق قائلا: “إن هذه التجربة مليئة حقاّ
بالثراء الفكري والنفسي اللذين يجعلان محاولة الإحصاء أمرًا عسيرًا… المهم تخطينا الصعاب الأولى ودخلنا معبررفح المصري وبدأنا نسير تجاه معبر رفح الفلسطيني، وصلنا إلى هناك، وطأت أقدامنا أرض غزة، خطونا أول خطوات على ترابها الغالي، أحقًّا نحن هناك؟ لحظات من الحديث مع النفس غير مصدقين لهذه الحقيقة وما إن استقرت المشاعر حتى وجدنا أنفسنا ساجدين لله شكرًا نقبل ذلك الثري الذي لو سائلة أحد لنادى يا أمة الإسلام، أتتركونني في أيدي الاحتلال؟
وإذا بالنفس تقف وقفة وتنادي أين كنت أنت؟ ماذا فعلت أنت؟ ماذا قدمت أنت؟ أم تحاول أن تتهرب من واجبك الفردي وتلقي بالتبعة على غيرك، إحساس بالندم, إحساس بالتقصير، إحساس بالذنب. أسئلة واتهامات تضع الإنسان أمام نفسه وتظهره على حقيقته. كل هذه المشاعر في تلك الثواني الأولى التي التصقت فيها أرجلنا بتلك الأرض المباركة، كل هذا في هذه الثواني فما بالكم بباقي الرحلة؟
,للحديث باقية فى الجزء الثانى من الرحلة قريباّ إن شاء الله أذا يسره الله لنا ّ!!!!