يواكب “المجمع الإسلامي الثقافي” (بالنمسا)، بأسى شديد، الأنباء المأساوية الواردة من قطاع غزة، اليوم السبت، حيث تجري اعتداءات بربرية تفوق الوصف على الشعب الفلسطيني المحاصر، من خلال سلسلة غارات يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
إنّ العالم يشاهد حالياً مجازر مروِّعة بحق شعب أعزل، بلغ عدد ضحاياها المئات في وقت وجيز، بما يشكِّل حملة إرهابية غير مسبوقة، ولا يمكن تبريرها أو الصمت إزاءها. بل من بواعث الذعر أن تبدأ الغارات في وقت الذروة، وفي موعد انصراف التلاميذ من مدارسهم، وقصف المساجد بمن فيها.
إنّ ما يفاقم من خطورة الموقف أنّ المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، عانوا طويلاً من حصار مشدّد قطع مقومات الحياة الأساسية عنهم، من غذاء ودواء وإسعافات. وما يزيد من مأساوية الموقف؛ انعدام مقومات الإسعافات الأولية ومستلزمات أعمال الإنقاذ في قطاع غزة، ما يؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا.
وإزاء ما يجري؛ فإنّ “المجمع الإسلامي الثقافي” تدين وبأقصى العبارات، هذا العدوان الوحشي، الذي تمارسه أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط. فما يجري من قتل جماعي بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، هو بمثابة جرائم حرب صارخة، تنتهك القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والحقوقية، والمواثيق الدولية.
إنّ العالم الحرّ لا يسعه أن يقف مكتوف اليدين إزاء هذا العدوان الذي تنتفض له الأبدان، ولذا فلا بد من تحرّكات عاجلة تمليها المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، خاصة مع تتصاعد تهديدات المسؤولين الإسرائيليين، الذين يتحدثون عن نواياهم لاقتراف المزيد من القتل الجماعي في غزة.
وإنّ المنتظر من النمسا والاتحاد الأوروبي، بما لهما من مكانة ونفوذ في المنطقة، أن يعملا على لجم الآلة الحربية الإسرائيلية الماضية في مجازرها الدامية. كما يتوجب العمل على كسر الحصار الخانق المفروض على المليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة، فوراً وبدون إبطاء.
ومن المثير للاستهجان، استمرار تمتع الاحتلال الإسرائيلي بالامتيازات والمساعدات، بينما يواصل انتهاكاته الصارخة والخروق الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، بما في ذلك هذه الحملة العسكرية المروِّعة.
كما أنّ الحكومات العربية مطالبة بإبداء موقف في مستوى ما يجري، تقف فيه إلى جانب الشعب الفلسطيني وترفع الحصار عنه وتفتح معبر رفح الذي لا يجوز الاستمرار في إغلاقه وهو الذي يشكل قصبة التنفس الوحيدة لسكان القطاع.
ويتوجب في ظل ما يجري التحرك العاجل والحثيث، لإغاثة الشعب الفلسطيني المنكوب في قطاع غزة، وتضميد جراحه النازفة، وتأمين الغذاء والدواء للأبرياء المنكوبين.
ـ فيينا، السبت 27 ديسمبر 2008
المجمع الإسلامي الثقافي