دشن الاتحاد الإسلامي التركي بفيينا حملته الإعلامية السنوية الثالثه في مؤتمر صحفي جمع فيه مراسلي وسائل الإعلام العربية والنمساوية والتركية.عقد يوم الخمبس الموافق 16 من أكتوبر الساعه السادسه مساءّ بمقر الاتحاد بالحى الخامس عشر – فيينا- للتعريف بمكارم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ استنادا إلى حديث نبوي شريف لهذا العام : ” خَيْرُكُمْ
خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ…” للتعريف بالمبادئ والأهداف السامية والإنسانية ومكارم الأخلاق التي دعا إليها نبي الرحمة محمد بن عبدالله. ولإبراز القيم الإنسانية السامية وتوطيد التواصل الاجتماعي وتوعية المواطنين ببعض من القيم الإسلامية الداعية إلى الدفء الاجتماعي وخدمة الصالح العام داخل المجتمع. وللتعريف بأساس الرسالة المحمدية هو الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ومستحسن العادات ، كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فى حديث أخر:” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ، ولهذا فقد أولى الإسلام الآداب والأخلاق بأهمية بالغة، وخصها بمكانة عالية، حتى جعلها أساس الدين وقوام التدين ، بل ومظهر الخيرية ودليل الفضل، وفي حديث أخر :”إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا غدا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ” .
وتبلغ تكاليف الحملة لهذا العام حوالى 100 ألف يورو، تم تمويلها في جانب كبير منها من التبرعات التي تم جمعها من أعضاء المساجد التركية خلال شهر رمضان المبارك .
ومن المقرر أن يتم نصب المئات من اللوحات الإعلانية الكبيرى بينها 163 لوحة إعلانيهة متحركة ( رولينج بودز ) وكذلك 105 لوحة إعلانية مضاءة “سيتى لايتس” ستوزع فى الميادين ومفترقات الطرق والساحات الرئيسية بمختلف المدن النمساوية، في العاصمة فيينا ونحو 5 مدن نمساويه كبرى والتي تحمل نص الحديث النبوي الشريف القائل: ” خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ…”، باللغة الألمانية.
وبحسب القائمين على الحملة، فإن الحديث الذي ترجم للغة الألمانية، سوف يزين شوارع وميادين5 مدن نمساويه (Wien, St. Pölten, Graz, Salzburg, Linz) ضمن المرحلة الثالثه والتي تنطلق يوم الأربعاء 22-10-2008، وتستمر مدة أسبوع كامل، حتى يوم الأربعاء 29-10-2008 داخل فيينا.
وأشار الشبخ محمد ترهان فى المؤتمر الصحفي إلى الاحتفالية الكبرى للعناية بالقرآن الكريم “مائدة القرآن” التى تقام يوم الخامس والعشرين من أكتوبر، بالتزامن مع بدء حملة التعريف بتعاليم الرسول الكريم، وستقام الاحتفالية بقاعة المؤتمرات الكبرى ” أوستريا سنتر “.
وصرّح الشيخ ترهان أيضاً إن إطلاق المرحلة الحالية جاء بعدما ‘لمسنا ترحيباً كبيراً فى السنين السابقة، وبعد أن وصلتنا رسائل إلكترونية وبريدية واتصالات هاتفية من مختلف أطياف المجتمع سواء ما يتعلق منها بالإعلانات الكبرى أو بما قمنا به من نشاطات اجتماعية مكثفة، خاصة وأننا كنّا حريصين على أن نترجم الدفء الذي يستشعره مسلمو النمسا خلال شهر رمضان إلى حالة من الدفء الاجتماعي العام’، وأضاف ‘ما أردناه هو أن نبعث بإشارة إنسانية صادقة، ونأمل أن نكون قد نجحنا في ذلك’.
ويقوم “الاتحاد الإسلامي في فيينا” بتنظيم تلك الحمالات للحضّ على التضامن الاجتماعي والدفء في العلاقات الإنسانية والأسرية في المجتمع الواحد، والتى تتخذ من أحاديث نبوية شريفة، للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) شعاراً لها.
حدبث شريف ( ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع )
ففي عام 2006 انطلقت حملة الاتحاد الإسلامي، والتي اشتملت على حملة إعلانية كبرى، مصحوبة بفعاليات للتواصل الاجتماعي الرامي لتجسيد المعاني التي تشتمل عليها اللوحات الإعلانية، وذلك تحت شعار قوله (صلى الله عليه وسلم) “خير الناس أنفعهم للناس”.
أما في العام 2007 فقد انطلقت حملة الاتحاد الإسلامي للعام الثاني على التوالي، اشتملت على حملة إعلانية أكبر، مصحوبة بفعاليات للتواصل الاجتماعي الرامي لتجسيد المعاني التي تشتمل عليها اللوحات الإعلانية، وذلك تحت شعار قوله (صلى الله عليه وسلم) “ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع”.
الحديث الشريف لعام 2006 فى لوحه ضوئيه داخل محطه لمترو الأنفاق
وهذا العام تركز الحملة على دف العلاقات الأسرية، وذلك انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله”.
طبيعة الحملة الكبرى
جرت الحملة بالتعاقد مع أكبر مؤسسة نمساوية متخصصة في الإعلانات الكبرى، وذلك عبر الوسائل الإعلانية التالية:
· واجهات زجاجية تُضاء ليلاً، في الميادين العامة ومفترقات الطرق وجوانب الشوارع الرئيسية في عموم مدن النمسا بما فيها العاصمة فيينا.
· إعلانات تلفزيونية يتم بثها في المحطات الكبرى لقطارات الأنفاق في العاصمة النمساوية فيينا.
· إعلانات في أبرز الأركان الإعلانية المتحركة دائرياً والمضاءة ليلاً في مدن النمسا.
· إعلانات ثابتة في محطات المواصلات العامة (كمحطات الترام).
· سيارات الأجرة.
· غير ذلك من الوسائل الإعلامية.
وتسير الحملة على التوازي في عدد من مدن النمسا، أبرزها العاصمة فيينا.
مضمون الحملة الكبرى
الشبخ محمد ترهان بشرح معنى الحديث فى مؤتمر صحفى
وفي العام 2006 تتضمّن اللوحات الإعلانية الحديث الشريف “خير الناس أنفعهم للناس”، باللغتين الألمانية والإنجليزية، مكتوباً بشكل بارز على أرضية خضراء تعكس الروح الإيجابية ومفهوم النماء والتجدد والنفع العام، بينما تبرز وردة
حمراء في إشارة إلى الدفء الاجتماعي وقيم العطاء والتواصل الودي.
وفي العام 2007 تضمّنت اللوحات الإعلامية الحديث الشريف “ما آمن بي من نام شبعاناً وجاره جائع”، وتضمنت إبرازاً لفكرة الشعور التضامني المتبادل في المجتمع الواحد بين من يملك ومن يحتاج.
وهذا العام (2008) تركز الحملة على الموّدة الأسرية والترابط والدفء الاجتماعي داخل الأسرة وبالتالي ضمن المجتمع.
وعلى التوازي من إبراز مئات اللوحات الإعلانية الكبرى؛ يبادر الاتحاد الإسلامي في فيينا، إلى القيام بنشاطات لتجسيد القيم والتوجيهات الواردة في الإعلانات.
فقد خصّص الاتحاد العديد من البرامج والأنشطة طوال شهر رمضان المبارك للتعريف بالمفاهيم الإسلامية في مجال التواصل الاجتماعي، وخاصة من خلال تنظيم موائد الإفطار
أول حملة من نوعه فى أوروبا
الرمضانية الجامعة، وتقديم المساعدات المادية للفقراء والمحتاجين.
وفي السياق ذاته؛ قام الاتحاد بتكريم شخصية في مجال خدمة الآخرين وإعانتهم، وهي عاملة الخير النمساوية ماريا لولاي (82 عاماً)، التي كرّست حياتها لتقديم العون، وكان لها إسهام ملموس في استقبال اللاجئين القادمين من البوسنة والهرسك خلال سنوات الحرب الطاحنة (1992 ـ 1995) وتوفير المأوى والمساعدة لهم.
رسـالة الحمـلة
إنّ الدافع وراء هذه الحملة الكبرى؛ كان إبراز القيم الإنسانية السامية، وتعزيز مفاهيم التواصل الاجتماعي، والحث على تقديم الخدمات الإيجابية في كافة المجالات التي تخدم الصالح العام.
إنّ الرسالة التي تودّ هذه الحملة العملاقة إيصالها، هي أنّ الجميع مدعوّون إلى القيام بالأعمال الصالحة التي تعود بالنفع على الآخرين، وهي رسالة العالم في أمسّ الحاجة إليها في هذه المرحلة التي تخيم عليها الأزمات ونزعات الصدام والخصام.
والرسالة التي تركز عليها الحملة، هو أهمية العناية بالعلاقات داخل المجتمع، بدءاً من المستوى الأسري الصغير، حيث ينبغي أن يشيع الدفء والمودة والوئام.
أول حمـلة من نوعها في أوروبا
إنّ هذه التجربة المباركة المستمرة للعام الثالث على التوالي، بإطلاق حملة إعلانية ومجتمعية عامة تجعل من حديث شريف للرسول محمد صلى الله عليه وسلم محوراً لها، هي أول حملة من نوعها في أوروبا. ولعلّ هذا يلفت الانتباه إلى حجم الإسهامات التي يمكن للمسلمين أن يقدموها للجميع، بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة.
تقوم فكرة الحملة السنوية هذه على اختيار باقة من توجيهات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من الأحاديث النبوية الشريفة، ومواقف السنة المطهّرة، من ضمن فيض القيم والمعاني السامية من هديه عليه الصلاة والسلام، وذلك من قبيل: التعاون على الخيرات، والتكافل بين الناس، والرحمة بالضعفاء، وإعانة الفقراء، والتضامن المجتمعي، والمساواة بين البشر، وإشاعة البرّ، وحب الخير لكلّ الناس.
وتأتي هذه الحملة لإبراز التوجيهات السامية، التي تشتدّ حاجة المجتمعات الإنسانية إليها اليوم، خاصة في ظل التحوّلات المتسارعة التي تعيشها في عصر العولمة والتغيّرات التقنية والتبذبذات القيمية، والتي تجعل الأفراد يتوقون إلى الوقوف على أرضية ثابتة من القيم والمبادئ والتوجيهات المنبعثة من مشكاة النبوة والتي يمكن الوثوق بها.
إنّ هذه الحملة اعتبرها كثيرون ردّاً ضمنياً وعميق الدلالة وبعيد المغزى، على محاولات الإساءة المُنكَرة، والتشويه المقيت، للمقام النبوي الشريف. فهذه الحملة تسعى لأن تفتح الأبصارَ ومغاليقَ القلوب على سموّ النبوة ورفعة توجيهاتها. ولا شكّ أنّ الأمر في جوهره، يبقى تعريفاً بالدين الإسلامي، وتفتيحاً للقلوب والعقول له، ونفياً ضمنياً لطائفة من المزاعم والشبهات المثارة حوله في البيئة الأوروبية، بدون وجه حق.
وتأتي هذه الحملة في ظل تداعيات أزمة الإساءة المتكررة للدين الإسلامي ومقدساته، وبخاصة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، في وسائل إعلامية أوروبية وصعود بعض الأصوات المتطرفة.
أعضاء الاتحاد الإسلامى التركى أثناء المؤتمر الصحغى
عن الاتحاد الإسلامي وعن النمسا
ـ “الاتحاد الإسلامي في فيينا” (Islamische Föderation in Wien) هو أحد أبرز مؤسسات المسلمين في النمسا وأعرقها، وهو يقدم خدمات ثقافية واجتماعية عدة، ويعمل على تشجيع اندماج المسلمين والمسلمات في المجتمع النمساوي ومشاركتهم الإيجابية في شتى المجالات. ويتعاون الاتحاد في هذا المجال مع العديد من شركائه في المجتمع، ومن أبرزهم الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية بالنمسا.
أعضاء الاتحاد الإسلامى التركى أثناء المؤتمر الصحغى
ومعروف أنّ الدولة النمساوية تتعامل مع الدين الإسلامي على أساس التقدير، الذي يستند إلى تراث عريق من العلاقة مع المسلمين، وإلى “قانون الإسلام” الصادر في عام 1912.
أما النمسا فموقعها مركزي في قلب القارة الأوروبية، وهي ذات أهمية خاصة على المستوى الدولي كون عاصمتها فيينا تحتضن المقر الثالث للأمم المتحدة، ومقار عدد من المنظمات والوكالات الدولية والإقليمية.
شاهد صور المؤتمر الصحفى من هنا
لمزيـد من المعلـومات:
Islamische Föderation in Wien
Rauchfangkehrergasse 34, 1150 Wien
www.ifwien.at
مواضبع ذات الصله
حملة للتعريف بتعاليم الرسول الكريم لعام 2007
شموس تلتف حول مائدة القرآن فى مدينه النور فيينا
أحاديت مترجمة للغة الألمانية لثلاث سنوات سابقة