راقبنا في الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظا في نشاط السفارات الإيرانية في أوروبا و خاصة في صفوف الجاليات العربية و الاسلامية و محاولات حثيثة لاستغلال صمود شعبنا الفلسطيني في غزة و تجييره لصالح النظام في ايران لتبيض وجه القبيح و اياديه الملوثة بدماء شعبنا في العراق.
اوساط الجالية العربية في فيينا كانت في الفترة الاخيرة ساحة لبعض هذه النشاطات حيث كانت هناك محاضرات للسفير الايراني في بعض المنتديات العربية و كذلك دعوات للسفارة الايرانية و زيارة طهران لبعض الشخصيات العربية الناشطة في فيينا . اخر هذه التحركات كانت زيارة مستشارالرئيس الايراني و عضو المجلس الثوري في ايران الى احد مساجد فييناو القائه كلمة فيه.
و كذلك مفاجئة مسؤلي بعض الاتحادات العربية في فيينا اثناء حفل خيري لمساندة المنكوبين في غزة لضيوف الحفل بحضور هذا المستشار و القائه كلمة حاول تبيض وجه النظام و تصوير صمود شعبنا في غزة وكأنه من عمل النظام و حسنة من حسناته.
نحن العراقيون خبرنا هذا النظام و نعلم حقيقته ونعرف وجهه الحقيقي بعيدا عن تزويق الكلام المعسول الذي يجيده مسؤليه
و بعيدا عن رتوش الصورة الذي تجيده الته الاعلامية.
نحن جربناه بدمائنا و لا يزال جرحنا يدمي .
نحن نعلم بمساندة إيران و دعمها المستمر للأمريكان في احتلال العراق.و هذا ما لا يخفيه حتي مسؤلي النظام انفسهم حيث صرح علي ابطحي نائب رئس الجمهورية السلامية الإيرانية في موتمر علني انه ” لو لا ايران ما استطاعت امريكا احتلال العراق و لا أفغانستان”.
نحن نعلم ان ايران تساعد امريكا مساعدة مباشرة على الارض ضد المقاومة العراقية.
نحن نعلم ان النظام الايراني هو المسؤل الاول عن إثارة النعرة الطائفية في العراق.و ذلك من خلال طريقيين, الاول هو تمويل و تسليح مجموعات محسوبة على القاعدة لقتل العراقيين الشيعة لإثارتهم ضد اخوانهم السنة. و الثاني بتسليح و تمويل المليشيات الطائفية لقتل العراقيين السنة لإثارتهم ضد اخوانهم الشيعة و كذلك الرعاية المباشرة لعمليات التهجير الطائفي في اغلب مدن العراق.
كما نعلم ان حادثة تفجير قبة سامراء و ما حصل بعدها من حرق و تدميرمنظم لمساجد السنة و قتل لعشرات الالاف وتهجير لمئات الالاف من الاخوة السنة في العراق انما كان بتخطيط ايراني امريكي مشترك و تنفيذ ايراني بحت قام بقيادة عملياته الايراني وزير المالية العراقي الحالي ووزير الداخلية في حينه بيان صولاغ.
نعلم نحن العراقيون ان لا فرق بين الاحتلال الامريكي و الاحتلال الايراني للعراق و انهما يتبعان في العراق استراتيجية واحدة مشتركة.و انهما شركين في جريمة احتلال العراق و في دماء العراقيين.
كما نعلم ان بعض مسؤلي احد مساجد فيينا هم من ساهموا في الاعداد لهذه الاتصالات و نحسب انهم يفعلون ذلك بحسن نية و رغبة في توحيد الصفوف و نبذ الفتن و المشاحنات. و لكن الم يقوموا بسؤالهم عن دماء مئات الالاف من العراقيين ام اكتفوا منهم بالكلام المزين , و نعلم ان الله سبحانه و تعالى سائلهم يوم القيامة عن سكوتهم و مهادنتهم للظلمة.
الم يقوموا بسؤالهم عن وجهوهم المتعددة و تصرفاتهم المتناقضة و الا كيف يمكن فهم قتل و البطش باللاجئين الفلسطنين في بغداد و مساعدتهم في غزة.
او كيف يمكن فهم قتل و مطاردة المقاومين للاحتلال في العراق و مساندة المقاومين في لبنان و فلسطين.
او كيف يمكن فهم الادعاء ليل نهار بمحاربة الشيطان الاكبر امريكا واعانته و مساندته في العراق ضد الشعب العراقي المقاوم.
او كيف يمكن فهم ادعاهم بالدفاع عن حقوق المسلمين و المستضعفين في العالم و انتهاكهم لابسط حقوق ملايين العرب في الاحواز لاختلافهم معهم في القومية رغم ان اغلبهم من نفس الطائفة التي يدعي نظام ايران الدفاع عنها.
او كيف يمكن فهم منعهم الاحتفال بعيد الاضحى و تسميته بعيد العرب فقط و منع العرب في الاحواز بالقوة من الاحتفال به كل عام.
ان المقارنة السخيفة بين المشروع الايراني و المشروع الامريكي في المنطقة و التي يحاول البعض اثارتها بين الحين و الاخر و ايهما افضل لنا لهي من السخف بمكان ان لا يرد عليها و كانما فرض علينا ان لا نختار الا بين احتلالين احدهما ابغض من الاخر.
اما المقارنة الاسخف من ذلك فهي المقارنة بين مواقف بعض الانظمة العربية التي تدور في فلك امريكا و اعتبار ذلك موقف العرب و ادعاء النظام الايراني بمساندته لقضية فلسطين. و محاولت التفضيل بينهما.
برغم التعتيم الاعلامي الشديد فإن دمائنا اهلنا في العراق لا تزال تسيل و جرحنا ينزف بغزارة ولا يعقل ان يطلب منا ان نسكت عن قاتلينا لان هناك مجرمين اسوء منهم في المنطقة. كما لا يمكن ان يطلب من القتيل ان يحمد الله لانه لم يقتل برصاص امريكي او اسرائيلي. ليس هناك فرق بين مجرم امريكي و اخر ايراني و ان ادعى الاخر بانه يسعى للم شمل الامة.