أن ضرب قمم الائمة ، والاماميين علي الهادي والحسن العسكري ( ع ) التي جرت اليوم ، لايمكن ان تنفذها ايادي مسلمة مهما كان مذهبها ، وتصوراتها الدينية . لاشك انها صهيونية الهوى ، والهدف ، والغايات . فالكل يعرف ان الامامين وان كان لهما مكانة خاصة عند شيعة اهل البيت ، الا ان لهما ايضا مكانة لاتقل في الدرجة عند بقية المسلمين . ولهما مكانة خاصة تتجاوز هذه وتلك عند اهل سامراء بالتحديد ، اللذين تتجاوز نظرتهم للامامين بقية المسلمين فهم اضافة الى ما يكنونه من احترام وقدسية للامامين ، يعتبرون انفسهم بانهم من سلالة الامامين واولادهم .، فهم يرتبطون معهما بالدم اضافة لما للامامين من قدسية . لذلك لم يحصل في تاريخ سامراء ان وقع مثل هذا الاعتداء على مرقدي الامامين ، بمثل ما حصل هذا اليوم ، فقد كان اهل المدينة جميعا حراس وخدام لهذا المرقد الشريف وزواره .
يضاف الى ذلك معرفة واحساس اهل سامراء من ان خلود مدينتهم وديمومتها ، بعد ان تركتها الخلافة العباسية ، يعود الى وجود هذا المرقد الشريف ، وعليه تعتمد ايضا حتى مصادر رزقهم وعيشهم وديمومتهم في الحياة لقاء ما يقدموه من خدمات لزوار هذا المرقد الشريف .
وقديما حاولت سلطة الاحتلال البريطاني ان تستخدم وضع المرقد الشريف في سامراء ، سببا لاثارة الفتنة بين طوائف المسلمين ،عندما اقترح السفير البريطاني على المرجع الكبير الميرزا محمد تقي الشيرازي ابدال كليدار وخدم المرقد الشريف ، الا ان الميرزا بما يمتلكه من وعي وقدرة على فهم مؤمرات المحتل الاجنبي رفض بشدة هذه اللعبة واعلن تاييده ورضاه عن الكليدار وبقية الخدم .
واليوم ومهما يكن الهوية التي يدعيها منفذو هذه الجريمة لايمكن ان يكونوا مسلمين فعلا ، بل خداما للصهيونية والاحتلال الاميركي الغاشم . فمن الواضح ان المطلوب من هذه العملية الجبانة اثارة الفتنة الطائفية . تنفيذا لمشروع شارون وايتان اللذان اعلناه عام 1982 بضرورة تقسيم العراق الى ثلاث دول طائفية واثنية صغيرة متناحرة ، ضمانا لامن اسرائيل ولمنع العراق من ان يحقق تطوره الى المستوى الذي يمثل تهديدا لامن اسرائيل . ولانتحرج هنا من الاشارة الى دعاة الفيدرالية اليوم ، وهو ليسوا بغفل عن نوايا الصهيونية التي تتربص بالعراق منذ اليوم الاول لقيام دولتها في فلسطين ، خاصة وان العراق ظل الدولة الوحيدة التي ترفض توقيع الهدنة مع دولة العدو الصهيونية . وهم ليسوا بغفل او جهل بهذا المشروع الفيدرالي الشاروني .
أن دعاة الطائفية من الطرفين ، ومروجي فكرة الفيدراليات ، يتحملون المسؤولية المباشرة في مثل هذه الجرائم ، ومراجعة سلوك وادبيات اهل بيت النبي تؤشر الى حجم الهوة بين هؤلاء ممن يدعون ويتظاهرون بالولاء لاهل البيت ، والتشيع كمذهب اسلامي يعتمد على فقه الائمة عليهم السلام ، رايناهم يقفون متفرجين ويتهازمون من العراق بحجة وادعاء المرض ، والدبابات الاميركية تهدم الجدران الخارجية وابواب حضرة الامام علي ، وجزمات الجنود الاميركان وسرفات دباباتهم تدوس عظام اجدادنا في مقبرة وادي السلام . ولو لم يسكتوا عن ذلك لما تجرأ عملاء الصهيونية والاحتلال لتنفيذ جريمتهم في نسف قبة الامامين العسكريين (ع) .
سكتوا عن ضرب مرقد الامام علي ( ع ) ، بامل ان يتخلصوا من قيادة دينية يعتقدون انها تنافسهم السيد مقتدى الصدر ، كما سبق ان شتموا ابيه المرجع الكبير محمد صادق الصدر ، واتهموه بشتى التهم ، لالذنب الا انه برز كقيادة دينية يمكن ان تهدد زعاماتهم ، انهم شيعة امتيازات ، وطلاب امتيازات ، تتحكم بكل سلوكياتهم روحية الجشع والطمع في ملذات الدنيا بعيدا عن كل قيم اخلاقية ودينية ، والهوة بينهم وبين قيم واخلاقيات اهل البيت ، تقربهم من اهداف الصهيونية العالمية . والا فماذا قدموا للجنوب ولم يتم فيه اصلاح ولا مستشفى واحد . ولايحتاج اصلاح مستشفى الناصرية اكثر من نصف مليون دولار ، لم يتم صرفها ، مقابل مليارات الدولارات نسمع ، كل يوم ، بسرقتها من هذا الوزير او السياسي او ذاك ، ويسكتون عن بناء قوى الاحتلال لسجن في الناصرية بمبلغ 120 مليون دولار ويبخلون علىاهل الناصرية بنصف مليون دولار لاصلاح مستشفى مدينتهم الذي هدمته دبابات اسيادهم المحتلين . ناهيك عن بقية الخدمات الاخرى التي قد يوحي اصلاحها بشئ من الحرص على اهل الجنوب ومظلومية اهل الجنوب التي يدعون انهم يريدون تصحيحها .
هروبا من المسؤولية ، ولكي يكسبوا رضى اسيادهم من الصهاينة والمحتلين ، يروجون لفكرة ان التيار السلفي التكفيري يقف وراء مثل هذه الاعمال ، ولنتكلم بصراحة ، يعنون التيار الوهابي ، ليؤشروا من خلال ذلك لجميع سنة اهل العراق . ويتناسوا او يتغافلوا عن ان سنة العراق وقفوا صفا واحدا مع الشيعة في تناخيهم للدفاع عن مدينة الناصرية عندما هاجمها الاخوان الوهابيين بقيادة الدويش ، عام 1924 ، واعلن سنة بغداد وسامراء وتكريت والموصل عن نياتهم للتطوع جنودا بالمال والسلاح للدفاع عن الناصرية الشيعية ، وشاركوا بقوة في مؤتمر كربلاء الذي دعى له المرجع الكبير الشيخ مهدي الخالصي ، للمطالبة بتسليم مسؤولية الدفاع عن العراق للعراقيين .
كما يتناسون ان عشائر زوبع وجنابات ، والعكيدات في محافظة الرمادي ، انضمت لثوار ثورة العشرين استجابة لنداء المجتهدين في النجف ، يوم كان هناك مرجعيات وطنية ، تغلب مصلحة العراق والمسلمين على مصالحها وامتيازاتها ، وتتاسى باخلاقيات ائمة ال البيت في تعاملهم وتمييزهم بين الحاكم والمسلمين ودولتهم . لااولئك اللذين يتوسلون رضاء المحتل والسيد شارون والنبي بوش على حساب مصالح الاسلام والمسلمين .
ليس سنة اهل العراق من يمارس مثل هذه الاعمال والجرائم القذرة ، بل هم الصهاينة والمحتلين ، اعداء كل العراق وكل العراقيين .يعرف ذلك جيدا عداة الفيدراليات الطائفية ، ويغطون على جرائم رعاة البقر والصهاينة . ولم نسمع منهم غير الاتهامات التي تشق الصف الوطني وتحقق اهداف اسرائيل ، ولم يتم الكشف عن الجرائم الاخرى المماثلة ، مثل تلك التي جرت في النجف وكربلاء والكاظمية ، واخيرها جريمة جسر الائمة . ولم تعلن لحد الان نتائج التحقيقات في مثل هذه الجرائم البشعة . واليوم يصرح الشعوبي صولاغ انه شكل لجنة تحقيقية .
يا أبناء شعبنا العظيم
أنهم هم المجرمون الحقيقيون ، المسؤولين عن مثل هذه الجرائم التي شاركوا بها وخططوا لها يوم ارتضوا لانفسهم ان يكونوا ادلة اذلاء لدبابات المحتل الاجنبي ، انهم هم المجرممون الحقيقون ، وان لبسوا عمائم سنية او شيعية ، فتلك العمائم ، وكما وصفها السيد الخميني ،وضعت للنصب والاحتيال لاللحفاظ على الاسلام وقيمه ، وسلوكياتهم خلال هذه السنوات الثلاثة تاتي مصداقية لقول السيد الخميني ، فهم مشغولين عنكم وعن حريتكم واستقلالكم وتوفير الامن بنهب اموال الدولة العراقية وسرقتها وتهريبها للخارج باسمائهم واسماء اقاربهم وابنائهم . انهم شيعة الشيطان الاكبر ونبيه الدعي بوش . وكسب رضى الصهيونية العالمية في المضي بتفتيت العراق طائفيا . فاطردوهم واسيادهم من ارض الرسالات ، الارض المقدسة التي ضمت مراقد ائمتنا الاطهار .
ان الاعتداء على مراقد اهل البيت ليس توجها سنيا بل يؤشر على اصابع اولئك اللذين يغذون النزعات الطائفية من اي طائفة كانت ، واولئك اللذين يروجون للفيدراليات الطائفية ، فمثل هذه الاعمال تخدم اغراضهم واهدافهم ، وتحقق رضى المحتل وقادة الصهيونية العالمية عليهم .
انبذوهم دعاة الطائفية هؤلاء ، ففقه جعفر الصادق ( ع ) وفقه ابو حنيفة واحمد بن حنبل والشافعي براء منهم . انهم انجاس ملاعين لاأمام لهم سوى سيدهم بوش . هذا الذي يدعي النبوة والاتصال بالله و بالوحي الذي امره لضرب العراق وافغانستان .
قال نبيهم بوش لمحمود عباس الرئيس الفلسطيني في حزيران 2003 : ” اخبرني الله ان اضرب القاعدة في افغانستان ، فضربت ، ثم اعلمني الله لضرب صدام في العراق ، وعملتها “
وقال سيد شباب اهل الجنة الامام الشهيد الحسين ( ع ) مخاطبا جيش عمر بن سعد يوم العاشر من محرم :
“ويلكم ان لم يكن لكم دين ، وكنتم لاتخافون المعاد ، فكونوا في امر دنياكم احرار ، وارجعوا الى احسابكم وانسابكم ان كنتم عرب كما تدعون ، امنعوا رحلي واهلي من طغاتكم وجهالكم . “
سلام الله عليك سيدنا الامام علي الهادي ، سلام الله عليك سيدنا الامام الحسن العسكري ، لقد وصلت بهم الذلة والخسة والدناءة ان يضربوا مرقدكما ارضاء لسادتهم الصهاينة والاميركان ، املا في ان يحصلوا على فدرالياتهم التي تسمح لهم سرقة نفط العراق واموال العراق ، اخساء ، اذلاء كما هو عمر بن سعد الذي اباح دم سيد الشهداء املا في ملك الري .
الا لايهنئوا بفلس واحد مما سرقوه من اموال العراق ، فهذا العراق ، وشعبه صانع التاريخ والاديان والمذاهب ، ولا مفر لهم غدا ولن يحميهم اسيادهم ، اللذين سيتخلوا عنهم كما تخلوا عن الشاه والسادات .
هذا العراق العظيم .. ارض الامام علي ، والامام الحسين والكاظمين ، وارض علي الهادي والحسن العسكري ( عليهم السلام اجمعين ). لا موضع قدم لهم ولااسيادهم فيه
الحزب القومي الديمقراطي
بغداد في 22 شباط 2006