بعد أن رفعنا أيدينا إلى السماء راجين من الله أن تنكسر موجة الحزن في عالمنا، الذي بات علامة مميزة من علاماته جاءت الأمسية الأنيقة التي أقامتها هيئه إغاثه العراق بفيينا لأبناء الجاليه العربيه والإسلامية بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك فى ليلة السبت الموافق 1/1/2007م، للمرة الثالثه على التوالي. فالهيئة تحرص على تنظيمها لتكون ملتقى خير ومحبة لأبناء الجاليه الإسلامية كافة، حسبما ذكر المهندس علاء الراوي المتحدث الرسمي باسم الهيئة في كلمته التي ألقاها في بداية الحفل، والتي رحب فيها أيضا بالذين لم يبخلوا بالعطاء للأيتام والمهجرين من أبناء العراق الحبيب.
هشام الحصرى والنقشبندى وأنشودة طلع البدر عليينا
وذكر علاء الراوي الحاضرين بأن جميع العاملين بهيئة إغاثة العراق سواء بالنمسا أو بالعراق من المتطوعين. ووعد ببذل الجهد والعطاء لتوسيع شبكة الإغاثه داخل العراق لتشمل مناطق جديدة لم تطرقها يد الهيئة من قبل دون أعتبارات طائفية أو دينية أو عرقية.
كما كرر شكره لجميع من أسهم ويساهم معهم من مؤسسات وأفراد مسلمين أو مسيحيين من أجل تخفيف معاناة أطفال العراق الذين يعيشون ظروف مأساويه من تهجير وتطهير وأبادة بسبب العدوان الأمريكي الغاشم.
الفارئ أسامه محمد عطيه وأفتتاح الحفل بأيات الذكر الحكيم
قدم الحفل الدكتور أحمد جاويش والسيدة حرمه الماجيستر إيمان، وهما من الناشطين فى مجال العمل العام منذ سنوات.
قام الاثنان معا بالتنقل بين الفقرات بشكل سلس أضفى على الحفل جوا من الوقار والمرح والبهجة معاّ .
بدأ حفل الهيئة بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم بصوت الشاب الحافظ أسامه محمد عطية. ثم توالت كلمات الترحيب فبدأ البروفيسور أنس شقفه رئيس الهيئه الإسلاميه بالنمسا موجهاّ الشكر الجزيل للقائمين على العمل بهيئة إغاثة العراق وما يقومون به من جهد لتوصيل مستلزمات الإغاثة إلى داخل العراق.
وأكد شقفه على أن العراق من أغنى البلاد العربية وأنه كان بمثابة العمود الفقري للأمة العربية، وقد كسر هذا العمود بعد الاحتلال وأصبح فى احتياج إلى هيئة إغاثة.
وحذر شقفه من بعض الأصوات المنكرة التي تهمس هذه الأيام لتحث أبناء الجالية على وقف التبرعات لأيتام العراق أو فلسطين أو عدم مؤازرة من يحتاجون الدعم.
وقال شقفه إننا لم نطلب من هؤلاء “الهامسين” شيئاّ وما عليهم إلا أن يهتموا بأنفسهم وشئونهم.
وفي كلمته الترحيبية قال المهندس عمر الراوي: “إن الهيئه تأسست قبل ثلاث سنوات باقتراح من المهندس أحمد حميد، وأعتقدنا بأن الهيئة لن تدوم أكثر من سنة واحدة وبعدها يرجع العراق إلى ما كان عليه قبل الاحتلال وأن يعود العراق سنداّ وعوناّ للآخرين..إلا أننا نرصد الأوضاع إلى اليوم بعد مرور ثلاث سنوات لنجد الأوضاع كما هي… فنأمل أن يعود اليوم الذي لا تحتاج فيه العراق ولا فلسطين لهيئات إغاثية”.
أما المهندس وضاح الحصان القادم من العراق مرافقا لزوجته – ضحية رصاصة غدر أمريكية – لتتلقى العلاج بالنمسا، في إطار برنامج هيئة إغاثة العراق لعلاج الحالات المرضية المستعصية. فقد ألقى كلمة نيابة عن مرضى العراق الذين يحلون ضيوفاّ على فيينا، وتقدم بالشكرلجميع القائمين على العمل بالهيئة وإلى المهندس عمر الراوى على دوره فى التنسيق بين هيئة إغاثة العراق وحكومة فيينا لإحضار المرضى من العراق إلى النمسا.وشكر أيضا الدكتورة السودانية أميمه الجيلادي على ما قدمته من مساعدة لزوجته.
وبدورة انتقد الدكتور تمام كيلاني رئيس رابطة الأطباء والصيادلة العرب وأمين عام الجالية السورية فى كلمته توقيت إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين صبيحة يوم العيد، قائلا: “ها هي الديمقراطية على الطريقة الأمريكية التي سعت إلى تنفيذ الحكم في أول أيام العيد متجاهلة كل المواثيق والمعاهدات والأديان.. التنفيذ كان استخفاف بالعرب والمسلمين واستخفاف بالأديان عامة والإسلام خاصة.. نحن نرفض القتل المتعمد ونرفض الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه ونحن لم نكن يوماّ مع صدام ولا مدافعين عنه”.
ونوه كيلاني أيضاّ بعلاقة المحكمة وتعيينها من قبل بريمر الحاكم الأمريكى السابق للعراق. وفند كلمة الرئيس الأمريكي الذي اعتبر إعدام صدام علامة رائدة على طريق الديمقراطية فى العراق وندد بالحكومه المعينة بالعراق من قبل الاحتلال. وسأل أين الأمن والأزدهار الذى وعد به بوش فى العراق..فالعكس تماما قد حدث، فأصبح هناك 5 مليون مهجر بالعراق، ومليون شهيد.
وتوالت فقرات الحفل بإنشاد لفقرة المرح للأطفال بقيادة السيدة ندى الشققي، أعقبها فقرات غنائية من فرقة الدكتور صفاء رومايا بصحبة باقة من الفنانين العرب. ثم تلتها كلمات نارية زجلية من شاعر الدانوب الأزرق عصام علم الدين.
واختتم الدكتور رومايا الحفل بأنشودة فلسطين التي أهدتها هيئة إغاثة العراق لأهل فلسطين عامة ولرابطة فلسطين الخيرية خاصة لما لها من دور كبير ومشاركة فعالة في دعم نشاطات هيئة إغاثة العراق.
حضر الحفل ما يقرب من 700 شخص من أبناء الجالية العربية والإسلامية بقاعة تركية بالحي العاشر، نعموا بالمأكولات الشرقية التي أتقنت إعدادها نساء هيئة إغاثة العراق، إضافة إلى برنامج الأطفال الذي أشرف عليه لفيف من أعضاء منظمة الشباب المسلم النمساوي.
فكل عام وأنتم بخير وإلى الملتقى في حفل جديد يجمع أبناء الجالية