آجرى الحوار في فيينا : الزميل حسين عون
مصر تعكف على دراسة احتمال انضمامها لمنظمة الأوبك
رأى وزير البترول المصري الدكتور سامح فهمي بأنه من السابق لأوانه تعليق آمال عريضة على ما يسمى بـالطاقة البديلة (الإيثانول والنبات) سواء على المدى القصير أو المدى المنظور. وأكد أن “عملية التوصل إلى طاقة بديلة تقوم مقام الطاقة النفط الخام أو الغاز الطبيعي هي عملية معقدة وتحتاج إلى فترة زمنية طويلة”. وأوضح الوزير فهمي في حديث خاص أدلى به إلى الزميل حسين عون بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء النفط والطاقة في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، والذي اختتم أعمال دورته الـ 144، بعد ظهر أمس بمقر الأمانة العامة للمنظمة في العاصمة النمساوية فيينا “ان مصر تنتج الآن حوالي 2 مليون ما بين برميل وطن من النفط الخام والغاز المسيّل، وهذا ما يؤكد بأنه أصبح لها مستقبل واعد في مجال صناعة الطاقة على المستوين الإقليمي والدولي”.
المهندس سامح فهمى وزير البترول المصرى
أمنيات البترول والغاز السائل
وأكد الوزير سامح فهمي بأن مصر ستملك مخزوناً قد يصبح استراتيجياً من النفط الخام والغاز السائل خلال العقود المقبلة، ولكنه استدرك قائلاً “في المرحلة الراهنة، لا تملك مصر قدرة هائلة تمكنها من تصدير كميات كبيرة من النفط الخام أو الغاز إلى الدول المستهلكة”. وأضاف الوزير المصري قوله “لقد أصبح واضحاً أن الإعلان عن اكتشاف أو استخراج أي كمية من النفط الخام او الغاز الطبيعي في أي بلد في العالم يكون له تأثير مباشر على أوضاع السوق وتطورات الأسعار”. ولكنه أكد عن استنتاج قوي مفاده بأن الغاز الطبيعي والمسيّل سيظل يلعب دوراً بارزاً باعتباره أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أنه سيدخل بقوة إلى جانب منظمة الدول المصدرة للبترول بما تملكه من مخزون نفطي استراتيجي هائل في تعزيز استقرار السوق بما يخدم المصالح المشتركة للدول المنتجة والمستهلكة للنفط والغاز. ودعا الوزير المصري منظمة الاوبك، وخصوصاً الدول الأعضاء التي تملك طاقات هائلة من الغاز الطبيعي وفي طليعتها قطر وإيران والجزائر، كي تولي هذا العامل أهمية قصوى لأنه “يساهم مساهمة فعالة” في توازن أسعار الطاقة من خلال المواءمة بين العرض والطلب ولا سيما عند دراسة أحوال السوق والعناصر الفاعلة والمؤثرة في تحديد أسعار النفط والغاز السائل على حد تعبيره.
ورداً على سؤال حول رؤية مصر لكيفية توطيد استقرار السوق النفطية العالمية وتوازن الأسعار والعوامل المؤثرة قال الوزير سامح فهمي “في الواقع، أنا أرى بأن الأجواء الحالية التي تحيط بمصادر الطاقة الرئيسية وفي طليعتها النفط الخام والغاز هي أجواء إيجابية بشكل عام، ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار بأن فصل الشتاء خلال هذا العام لم يتميّز بحالة من البرد القارس، وخصوصاً في منطقة السطح الشمالي للكرة الأرضية حيث تتواجد غالبية الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للنفط وخصوصاً أوروبا والولايات المتحدة”. وأعرب الوزير المصري عن اعتقاده القوي بان حالة الطقس الدافئ خلال الربع الأخير من العام الماضي والربع الأول من العام الحالي ساهمت إلى حدٍ بعيد في تراجع الطلب العالمي على النفط الخام، مشيراً إلى أن غالبية الدول المنتجة والمستهلكة للنفط قد التقت عند رؤى متقاربة حول الحلول المطلوبة للسيطرة على العوامل المؤثرة على أوضاع السوق النفطية والأسعار.
علاقه مصر مع منظمه الأوبك
ورداً على سؤال عما إذا كانت مصر تنوي الانضمام إلى منظمة الأوبك في المستقبل المنظور قال وزير البترول المصري “في الحقيقة، إن مثل هذا الموضوع ما زال قيد الدراسة
المعمقة من مختلف الدوائر والأجهزة المعنية بشؤون الطاقة في الحكومة المصرية ووزارة البترول. ونحن نرى أنه عندما نشعر بأن توقيت انضمام مصر للأوبك أصبح ملائماً، وإن المنظمة ترحب بهذا الانضمام، فإن مصر لن تتأخر عن إعلان ذلك في حينه”. وأشار الوزير فهمي إلى أن بلاده تقوم الآن بدور بارز ومحوري وحيادي على صعيد تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة للنفط والغاز والدول المستهلكة. وأوضح بأن مصر ستستضيف خلال هذا العام مؤتمراً عالمياً للطاقة يشارك فيه عدد كبير من الدول والمنظمات من بينها منظمة الدول العربية المنتجة للنفط (أوابك) ومفوضية الطاقة في الاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة ومنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لمناقشة واقع ومستقبل الطاقة وما تواجهه من تحديات، بالإضافة إلى مناقشة موضوع رئيسي مدرج في جدول الأعمال هو الطاقة البديلة وآفاقها والطاقة المشتركة. وأعرب الوزير المصري عن اعتقاده القوي بأن هذا المؤتمر يكتسي أهمية بالغة سواء من حيث التوقيت أو من حيث الحضور أو المواضيع المدرجة في جدول الأعمال وفي طليعتها تشجيع الاستثمارات في قطاع الصناعة النفطية وقطاع الغاز الطبيعي، والسبل الكفيلة باستقرار السوق وتوازن أسعار الطاقة وأمان وصول الإمدادات النفطية إلى الأسواق.