فيينا – أحمد المتبولى —
رغم رفاهية الحياة والأمن الاجتماعي الذي ينعم به المواطنون بالنمسا؛ وخاصة كبار السن منهم، إلا أن إحصائية صدرت\ حديثا أشارت إلى وفاة مسن أسبوعيا بالبلاد نتيجة سقوطه أثناء صعوده أو هبوطه السلم نتيجة عدم توفر عوامل الأمان الكفيلة بحماية المسنين من السقوط أو الانزلاق.
فمع الاستخدام اليومي للسلم سواء في المنازل أو المنشآت العامة لا يفكر أحد أن يكون السلم أحد الأسباب التي تؤدي إلى وقوع إصابات أو الوفاة. إلا أن مجمع أمن المواصلات النمساوي أصدر مؤخرا إحصائية أوضحت أن شخصا مسنا على الأقل يتوفى أسبوعيا بالنمسا نتيجة إصابته بجروح وكسور في أنحاء جسمه بعد سقوطه من فوق سلالم منزله أو في الحديقة المجاورة لبيته أو في ساحة المجمع السكني الذي يعيش فيه.
وأشارت الإحصائية أن عام 2005 وحده شهد إصابة 42.300 ألف شخص جراء سقوطهم من فوق السلالم، ونقل معظمهم إلى المستشفيات فيما كانت غالبيتهم من كبار السن – ممن تجاوزا سن الستين- بنسبة 34% (أي نحو 14.500 ألف شخص)، فيما تعرضت نسبة 42% من المصابين إلى كسور في العظام. وتوفي في العام نفسه 62 مسنا متأثرين بإصابات مختلفة بعد سقوطهم.
وأوضحت نتائج الإحصائية أن نسبة 69% من الضحايا المسنين هي من النساء. وأرجعت السبب في ذلك إلى حقيقة أن السيدات يقمن بأداء الأعمال المنزلية والتسوق أكثر من الرجال، إضافة غلى أنهن الأكثر تعرضا لمرض هشاشة العظام وبالتالي إلى سهولة السقوط أثناء السير أو الصعود والهبوط على السلالم.
وقال روبرت كيسر Rupert Kisser المسئول بمجمع أمن المواصلات النمساوي في تصريحات أوردها التليفزيون النمساوي: “إن نسبة 66% من الإصابات التي يتعرض لها المواطنون، الذين تزيد أعمارهم عن ستين سنة تحدث داخل البنايات التي يعيشون فيها؛ فيما تبلغ نسبة الإصابات التي يتعرضون لها جراء السقوط أو الانزلاق في المناطق المحيطة بمناطق سكناهم 10% فقط”.
وأضاف كيسر أن “السلالم هي المسرح الرئيسي للإصابات؛ خاصة في البنايات القديمة التي استهلكت فيها درجات السلالم نتيجة كثرة الاستخدام وهو ما يجعلها ملساء ويصعب على المسن السيطرة على حركته عليها إذا اختل توازنه”.
ولفت كيسر إلى أن بعض السكان يضعون صناديق ورقية أو متعلقات شخصية على درجات السلالم يكون من الصعب رؤيتها؛ خاصة إذا كانت الإضاءة غير جيدة داخل البناية، وهو ما يؤدي إلى تعثر كبار السن فيها.
وحذر كيسر من معالجة السلالم الملساء بوضع سجاجيد عليها، مشيرا إلى أن “نسبة التعرض للإنزلاق تكون أكبر لأنها غير ثابتة مما يسهل التعرض للمخاطر بصورة أكبر… وإذا كان صغيرو السن يجتازون الإصابة من السقوط ببعض الكدمات إلا أن الأمر يختلف مع كبار السن الذين يصابون بصورة أكبر وأشد بدرجة تعرض حياتهم للخطر”.
وأوضح كيسر أن نصف حوادث السلالم يمكن تجنبها إذا حرص إدارات المساكن والمنشآت العامة على وضع إرشادات للمواطنين.
ووفق الإحصائيات السكانية تبلغ نسبة المسنين في النمسا 22% من تعداد السكان البالغ نحو 8 ملايين نسمة، أي نحو مليون و800 ألف شخص.