لن نمل القول بأن بلدنا النمسا تحظى بوضع متميز بين الدول الأوربية جميعها فيما يختص بتنظيم حياة الأقليات المسلمة وفق قوانين تمتد بجذورها إلى أوائل القرن العشرين.
وبموجب هذه القوانين يتمتع أبناء الأقلية المسلمة في النمسا بحرية ممارسة العقيدة وإقامة الشعائر تحت مظلة قانونية ممتدة تشمل جميع مناحي الحياة.
ومما يحمد للقائمين على شئون الأقلية المسلمة بالنمسا تمكنهم من الوصول إلى تحقيق أكثر متطلبات إخوانهم من المسلمين. ولعل أهم هذه الإنجازات هو المتمثل في إشراف الهيئة الدينية الإسلامية الممثل الرسمي للمسلمين بالبلاد على عمليات تغسيل ودفن الموتى من خلال إثنين من المتطوعين من أبناء الجالية وهما الحاج عبد العال عياد والأستاذ إيراهيم السيد علي (روما).
ويعمل كلاهما على تيسيير عمليات استخراج تصاريح الدفن والتغسيل دون مقابل مادي، فهما يبغيان بما يقومان من عمل، والله حسيبهما، وجه العلي الكريم. ومن خلال هذين الشخصين يتم تغسيل الموتى وتجهيز المقابر لهم دون إقحام أهل المتوفي في أمور روتينية لا يفهمها.
وكل من الرجلين لديه من الخبرة في هذا المجال ما يكفي ليكونا محل ثقة من قيادات وأفراد الأقلية المسلمة لتولي شئون هذا الملف الشائك.
وفي هذا الإطار تسير إجراءات الغسل والدفن حسب شريعتنا السمحاء وما يستتبعها من استخراج تصاريح دون أية عوائق أو عراقيل. وهذا يرجع في المقام الأول إلى ثقة الجهات النمساوية في التعامل وثقه أفراد الجاليه مع هذين الشخصين ، وفي المقام الثاني إلى حصر المهام فيهما دون تدخل إضافي من أشخاص آخرين ( زيد أو عبيد ).
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الشخصيات التي فتحت أبواب للتبرع لدفن الموتى أو تسفير الجثامين لخارج البلاد للدفن في الوطن الأم. ومع كثرة أبواب التبرعات التي فتحت بعيدا عن نطاق هذين الشخصين بدا هناك بعض التخبط والتداخل في المهام مما أضاف إلى مصيبة الموت مصيبة أخرى، وهي احتمالات التعرض للاستغلال باسم الموت..فنحن لا نعيش في مجتمع ملائكي، فبيننا الطيب وغيره، ومنا من يوقعه الشيطان في موطن زلل يجر معه إليه أشخاص آخرين دون دراية.
ولذا وجب التنبيه إلى أن أفراد الجاليه الإسلاميه على تنوعها بجاتب الهيئه الإسلاميه الرسميه بالنمسا ، أوكلت ملف تكريم الموتى إلى كل من عبد العال عياد وإبراهيم السيد علي (روما)، ومن خلال هذين الشخصين تتم جميع الأمور المتعلقة بحالات الوفاة، بدءا من الغسل حتى الدفن. أي أنهما مسئولان أيضا عن تنظيم سير الجنازة وسط المقابر وتحديد خطها، وهما أدرى من غيرهما بأساليب تسيير الجنازات، من كيفية حمل الجثمان وكيفية الدفن…وما شابه من أمور قد لا يعلم كثير منا عنها شيئا.
فنرجو من إخواننا ترك العمل لأهله حفاظا على هيبة الموت واحتراما لسير العمل وتنظيمه وفق الإجماع الذي وصل إليه وارتضاه غالبية مسلمي البلاد.
مواضيع ذات الصله
ما هى جمعيه تكريم الموتى
أجرأت دفن الموتى بفيينا