بالصور – إفطار رمضاني ….. بنكهة نمساوية

كلما حل شهر رمضان حلت البركة والاطمئنان في قلوب المسلمين. وكذلك الحال مع المسلمين بالنمسا؛ حيث يكون الشهر الكريم فرصة سنوية للتجمعات واللقاءات بين أبناء الأقلية المسلمة حول موائد الإفطار التي تعمر بها النمسا طوال شهر الصيام. ناهيك عن الأجواء الروحانية التي تهب نفحاتها على نفس المؤمن فتعمل على تصفية القلوب.

وتختص النمسا دون غيرها من دول أوروبا بعادات وتقاليد في شهر رمضان تميزه عن بقية الاشهر. ففي هذا الشهر تتوالى الدعوات الرسمية والحكومية لموائد الإفطار، حتى أصبحت هذه الدعوات جزء لا يتجزأ من التقاليد النمساوية تجاه الأقلية المسلمة خلال هذا الشهر الكريم.

فمما يزيد الشعور ببهجة شهر الصيام في بلدنا النمسا أننا نجد من قيادات البلاد من يسارعون إلى مشاركتنا فرحة الإفطار بدعوات تعبر عن حقيقة أن المسلمين أصبحوا جزءا من المجتمع النمساوي يفرح لأفراحه ويهتم لأتراحه.

ففي يوم الثلاثاء 9-9-2008 فتحت بلدية فيينا أبوابها ليواصل عمدتها ميخائيل هويبل تقليدا بدأه منذ ست سنوات؛ حيث استقبل نحو 300 شخص من ممثلي المسلمين بالنمسا على مائدة إفطار أقيمت بقبو مبنى البلدية العتيق المحلى بزخارف وطرز معمارية أضفت بهاء ووقارا على المكان.

توافد المدعوون من الساعة السابعه مساء إلى المبني الأثري بوسط العاصمة فيينا وسط ترحيب من مضيفيهم عمدة فيينا ومفوضه شئون الاندماج ساندرا فراوينبرجر وبعض من أعضاء برلمان فيينا.

وبعد أن رفع أذان المغرب بوسط قاعة جانبيه خصصت للصلاة تناول الصائمون حبات من التمر والماء أعقبها إقامة الصلاة، وأعقب الصلاة طعام الإفطار الذي استغرق نحو الساعتين ويزيد.

وأعرب عمدة فيينا دكتور ميخائيل هويبل فى كلمته الترحبيه عن رفضه وخجله كمواطن نمساوي مما يطلق من شعارات انتخابية معادية للمسلمين والأجانب تتبناها الأحزاب اليمينية المتشددة متمثلة في حزبي الأحرار والتحالف من أجل مستقبل النمسا. وأكد على رفضه استخدام العداء للأجانب أو المسلمين كدعاية انتخابية رخيصة مؤكداّ على سعادته وفخره بوجوده وسط مسلمين نمساويين داعياّ فى الوقت نفسه على التعايش معا وليس بجانب البعض حسب قول هويبل.

وأشاد هويبل في هذا الإطار بمستوى الوعي لدى ممثلي وأبناء الأقلية المسلمة بالبلاد، وحرصهم الشديد على التعايش والتعاون مع معتنقي بقية الأديان والطوائف داخل المجتمع النمساوي، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي تصدر من قبل بعض الجهات التي تريد تعكير صفو التسامح الديني بالنمسا.

ومن جهته توجه أنس شقفه رئيس الهيئة الدينية الإسلامية (الممثل الرسمي لمسلمي النمسا) بالشكر لعمدة فيينا على حرصه على الالتقاء بالمسلمين في المناسبات الدينية المختلفة، وهو الحرص الذي يعكس أجواء التعايش المتميزة التي يحظى بها مسلمو النمسا على مستوى القارة الأوروبية مع التنويه على أن الأفطار أصبح تقليدا متبعا فى كل عام ، كما يوجه عدد من المسئولين النمساويين الدعوات للمسلمين لمشاركتهم حفلات الإفطار والأعياد، وعلى رأسهم مستشار النمسا وهانز فيشر رئيس البلاد.

أدركنا بفضل الله هذا الشهر الكريم ونسأله عز وجل أن يتم علينا وعلى هذا البلد نعمة الأمن والأمان، وأن تتمتع الأقليات المسلمة في بقية دول القارة الأوروبية بنفس الامتيازات والحقوق الدستوريه التي يتمتع بها مسلمو النمسا في ممارسة الشعائر الدينية وإقامة المؤسسات والمنظمات التي تدير شؤونهم وكذلك حرية إقامة المساجد والتي يصل عددها الآن نحو 200 مسجد ومصلى، منها نحو 76 مسجدا بالعاصمة فيينا وحدها .

وحصل المسلمون بالنمسا على هذه الحقوق منذ ما يقرب من قرن من الزمان عندما أصدر القيصر فرانس يوسف إمبراطور النمسا عام 1912 قانون الإسلام لاستيعاب المواطنين المسلمين (من إقليم البوسنة والهرسك) الذين انضموا للإمبراطورية النمساوية-المجرية فى تلك الأيام.

شاهد صور حفل الأفطار من هنا

شاهد أيضاً

تفاصيل نص العرض الذي سُلّم لحماس لوقف إطلاق النار في غزة – مكوّن من 3 مراحل

خلال ساعات، يتوقع أن تسلم حركة حماس ردّها على العرض الذي نقله إليها الجانب المصري …