تسابق الحاضرون بالملتقى الفلسطيني الـ19 إلى جزل العطاء والمساهمة بالنفيس والغالي من أجل مساعدة ضحايا العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل على غزة العزة.
فتحت شعار ” غزة تحت النار ” نظم المجلس التنسيقى لدعم فلسطين بالنمسا مساء السبت 10 من يناير “ملتقى فلسطين السنوي الـ19، بمشاركة
قيادات الأقلية المسلمة وبحضور نحو ألف شخص من أبناء الأقلية العربية والإسلامية بالبلاد، أكتظت بهم قاعة الاحتفالات الكبرى بالحي الـ22 بفيينا، متوافدين من مختلف مقاطعات النمسا برغم درجات الحرارة التي وصلت إلى أدنى معدلات لها فى تلك الأيام. كما حضر الملتقى من خارج النمسا كل من د.عبدالله الأشعل أستاذ القانون الدولي من مصر، والمهندس أمين أبو راشد، الأمين العام للمنتدى الفلسطيني في هولندا، ود.إبراهيم حمامى الناشط والمفكر الفلسطينى المعروف والبارونه جيني تونوغي من لندن ود. عرفات أبو ماضى رئيس اللجنه الأوربيه لفك الحصار.
قدّم ملتقى هذا العام الشيخ إبراهيم الدمرداش إمام وخطيب مسجد الهداية بلغة عربية خطابية سليمة، حفظه الله فقد تأنّق وتألّق في حديثه وتقديمه متنقل بين فقرات الملتقى ببعض الأدعية التي أججت مشاعر الحاضرين.
وافتتح الملتقى بتلاوة قرآنية مباركة للقارئ التركىالشيخ محمد فياض، تلتها كلمة ترحيب
باسم المجلس التنسيقى لدعم فلسطين ألقاها عادل عبدالله “أبوالبراء” رحب فيها بالحضور، قائلا: “نلتقي مجدداً في هذا المهرجان المبارك، الذي عهدناه عاماً بعد عام محطةً متجددة نلامسُ فيها فلسطين. فمع هذا الملتقى كبرت أجيال على حب القدس، والتعلق بالأقصى. مع هذا المهرجان جددنا العهد الذي قطعناه على أنفسنا، بأن ننحاز إلى الحق والعدل، وأن نعمل لانتزاعِ حقوقٍ سليبة من مخالب الاحتلال الاستعماري، وهي حقوق لن تضيع بإذن الله .. ما دمنا بها مطالِبين ولأجلها مكافحين”.
وأكد ابوالبراء على أن هذة المرحلة هى مرحلة دقيقة، في توقيت جسيم. فأنظار العالمِ أجمع متعلقهٌ بغزة، وأنظار البشر جميعا مشدودة إلى بيت لاهيا وحي الزيتون، والأفئدة تخفق مع الراقدين في مستشفى الشفاء، وحدقات عيوننا لا تعرف النوم كأطفال القطاعِ المحاصر.
ونوة عبدالله إلى المشاهدُ المفزعة التي تصبغ شاشاتِ التلفزة وصفحات الجرائد ومواقع الإنترنت بلون الدم .. ينتفض العالم فَزِعاً مما يرى .. فهي فاشيةٌ جديدة صارخة، توثـقها مشاهد حسب بعضهم أنها قد ولت إلى غير رجعة ..وشدد أبو البراء على أن غزة اليومَ تقول الكثير؛ من دماء ساخنة وأشلاء ممزقة، ومقاومة أسطورية. فغزة تبعث بأصدائها المدوّية في كل الأرجاء من بلدانِ الجوار العربي إلى الدائرة الإسلامية الممتدة وحتى الفضاءِ العالمي.
وأكد عبدالله على أن علينا جميعاً، في هذا الموقفِ المشهود، أن نواصِل العمل ونضاعف الجهود، كي ننزع القناع عن العدوان . فلا ننسى مَن يرون بعين واحدة ويسمعون بأذن واحدة، يردد بعضهم ما تقوله آلةُ العدوان بوعيٍ أم بدون وعي .. ولذا فما زال أمامنا الكثير لنقوم به .. نحن وشركاؤنا في هذا المجتمع، كي نضع الحقائق أمام الجميع، ليقفوا أمام مسؤوليتهم الإنسانية والأخلاقية في رفع الغطاءِ عن الاحتلال .
وتابع أبو البراء قائلا : “ربما نجحت آلةُ العدوان في قصفِ منازل ومساجد .. في سحقِ سياراتِ إسعاف .. أو في دك مدينة محاصرة بمن فيها؛ لكن غزة اليوم تخرج من شريطِها الضيق المكتظ باللاجئين، لتفترش المشهد العالمي بأسره معبِرة عن عدالةِ قضية متألقة في ستينيتها”.
وإننا في المجلس التنسيقي لدعم فلسطين، ونحن نعايش وإياكم ما يجري لحظة بلحظة، نود أن نشدد على العناوين التالية:
ـ سنواصل التحركَ وسنضاعف الجهود، ولن نتوقف حتى لو وضعت الحرب أوزارها. فالمسؤولية التاريخية تملي علينا أن نفضح القائمين على العدوان، أن لا نجعلهم يهنأؤون بالدماء التي سفكوها والأشلاءِ التي مزقوها.
ـ سنواصلُ التحرك ونضاعف الجهود؛ .. حتى يتحقق الإنصاف للضحايا، وننتزع الإدانة البليغة من عالمٍ استمرأ الصمت على المظالم.
ـ سنواصل التحرك ونضاعف الجهود؛ حتى تقام محاكم الجزاء لقتلة الأطفال والأمهات والمرضى، للقائمين على الحصار وسياسات الإبادة، سواء في غزة .. أم في جنين .. أو غيرها.
ـ سنواصل التحركَ ونضاعف الجهود؛ حتى تستيقظَ كلّ الضمائر .. وتتكاتفَ كلّ الأيادي .. لِكنسِ الاحتلال .. وإزاحته إلى المكان اللائق به في صفحات التاريخ السوداء.
ـ وما زلنا نؤكد للجميع: لن نتفرجَ على هذه الحرب .. لن نقف مكتوفي الأيدي .. لن نكافئ المجازر بالصمت ..
ـ وباسمكم جميعاً نتعهد لغزة ورفح وبيت حانون: .. لن نتوانى عن متابعة الواجب .. فكل بيتٍ دمرته آلة الخراب .. سيجري تعميره، .. كلّ مسجد دكه القصف .. سينهض مجدداً بإذن الله .. كلّ جامعة ومدرسة وروضة أطفال .. ستعودُ منارةً للعلم والنور والأمل .. هذه مسؤوليتنا جميعاً .. وسنعمل وإياكم حتى نضمد جراح النازفين .. ونَجبر كسر المصابين .. ونَرسم البسمة على وجوه الأطفال الذين روعَهم القصف ..
ونقول أيضاً: .. من ترك غزة وحدها في جحيمِ القصف .. لن يكون بمنأى عن الشرر .. فالمشروع الصهيوني لا يستثني أحداً في الأمة .. ونذكر الجميع: أن فِلَسطينَ تقع من الأمة موقع القلب .. فلا تفرطوا بقلب الأمة ..
وما زلنا نقول ونعاود القول: إغلاق معبر رفح حكم بالإعدام .. حكم بالشنق .. حكم بالموت .. على القابعين بين مِطرقة العدوان وسندان الحصار ..
ليس مقبولاً أن يستمر الإغلاق .. ليس مقبولاً أن يستمر الحصار .. والذرائع لا تقنِع أحداً ولن تقنِع قائليها .. فنحن جميعاً شهود على الجريمة .. ونقول لكل المعنيين: هذا يكفي
أما الشيخ عدنان إبراهيم فقد عبر فى كلمته عن معاناة الشعب الفلسطيني التي لا تنتهي وراء الجدران والحواجز التي تقيمها قوات الاحتلال الإسرائيلية، فيما تتواصل ملاحم الصمود والتحدي لأبناء غزة مجسدة معاني الأمل والإصرار على أرض الواقع، ومنادية الغافلين بتعلم دروس الوفاء والإخلاص في زمان عزت فيه هذه المعاني.
ودعا الشيخ عدنان المجتمعات العربية والنمساوية والأوروبية إلى تحمل مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني المناضل، وأن تسهم في رفع اله القتل والدمار الأسرائيلية عنه، ووضع نهاية للمأساة غير المسبوقه من المعاناة والحصار والقتل والتشريد .
ومن جهته شدد أستاذ القانون الدولي عبد الله الأشعل إلى دور عربي واضح، يتصدى للمشروع الصهيوني قولا واحدًا، كما يتصدى للموقف الأمريكي المهين والظالم، ويقدم مساندة مادية ودبلوماسية للشعب الفلسطيني, ويضع إسرائيل أمام مسؤوليات الدولة المحتلة، ويلزمها بأن تحدد الهدف الحقيقي لها في فلسطين.
ونبه الأشعل إلى أنه حتى عام 2002، كان العالم العربي يفخر بمساندته للمقاومة الفلسطينية، واحتضانه للقضية الفلسطينية, أما اليوم فالكل يتراجع عن تقديم الدعم خشية أن يتهم بدعم ما تسميهم واشنطن “الإرهابيين”. مطلوب أن يعود العالم العربي مرة أخرى إلى هذا الموقف الداعم؛ لأن انتزاع القضية من حضن العالم العربي، هو الذي أدى إلى وصولها إلى هذا الدرك السحيق من الانهيار.
وكرر الأشعل أن المنطقةَ كانت قد استنامت إلى حالة التخدير الصهيوني وقاربت على التطبيع بعد فك الارتباط مع ثوابت وحقوق القضية وملابساتها لولا عدوان الصهاينة وبشاعته في لبنان في صيف 2006م، واستمرار الإبادة في فلسطين التي أراد الكيان الصهيوني وغيره أن تكون مشهدًا عاديًا لا يُثير أحدًا وكأن إبادة هذا الشعب أصبحت من المسلماتِ اليومية لا تجد استنكارًا أو شجبًا وهو ما كنا ننكره لعدم كفايته, فإذا بهذا الحد الأدنى يختفي هو الآخر ويقود الإعلام الصهيوني إلى ترجمةِ هذا الصمت العربي بأنه تسليم بقدر الله في الشعب الفلسطيني أو أنه تسليم بأن الصهاينة فعلاً على حق وتكافح الإرهاب الفلسطيني.وإزاء هذه المهمة الخطيرة رأينا أن نُذكِّر الجميع بحاجة الأجيال الجديدة، وهي رهان المستقبل من الطرفين أن تقدم حدثين في مسيرة المشروع الصهيوني الذي استشرى كالسرطان في فلسطين والمنطقة, وأنا منذ فترة كانت في رأسي فكرة أن أقوم بتشكيل مجموعة من الحكماء ومن المثقفين فى كل بلدان المنطقه للتنبيه عاى خبث وخطورة المشروع الصهيونى .
وشرح الأشعل للحضور معنى حق الدفاع الشرعي والتى حيدت به إسرائيل أوربا وأمريكا والعالم بأعمال الإبادة في غزة وتبريره بأنه تطبيق حقها في الدفاع الشرعي وهو تبرير يقع خارج دائرة الفقه الدولي المعتبر الذي يؤكد ضوابط الدفاع الشرعى. ولكن ما بحدث في غزة يعرض القيادة الإسرائيلية للمحاكمة الجنائية الدولية، وهذا له سياق آخر حسب قوله، لكننا نكتفي بالإشارة إلى أن “إسرائيل” بررت عدوانها عام 1967 بأنه تطبيق لحق الدفاع الشرعي «الوقائي»، ثم ابتدعت مصطلحاً جديداً لتبرير عدوانها عام 2008 بنظرية الدفاع الشرعي العقابي.
من ناحية أخرى، فإن برنامج الإبادة الشامل فى غزة يجعل التذرع بالدفاع الشرعي نكتة سخيفة، ولكن “إسرائيل” لا تتورع عن التذرع بأي شيء مهما كان تافهاً. ومن المعلوم أن الحق في الدفاع الشرعي يتوقف منذ اللحظة التي يتولى فيها مجلس الأمن الموضوع سواء بمجرد الانعقاد أو بصدور القرار باعتباره الحكومة المركزية التي تختص بمعالجة الحالة وضمنت “إسرائيل” أن مجلس الأمن يستحيل أن يدين برنامج الإبادة الذي تمارسه.
وأكد الأشعل على أن التهدئة فى فلسطين لها أمران مختلفان الأمر الأول, من وجهة نظر إسرائيل ويقصد بها أن تكف المنظمات الفلسطينية المقاومه عن التصدى للعدوان الإسرائيلى وتعطيل المشروع الصهيونى بكل الطرق سواء عن طريق المقاومة السياسية أو المقاومة المسلحة. الأمر الثانى, من وجهة نظر المقاومة وتعنى التهدئة الالتزام المتبادل بينها وبين إسرائيل بهدنه تتوقف خلالها كافة الأعمال العسكرية من الجانبين. وقد حاولت إسرائيل أن تتلاعب بمفهوم التهدئة فزعمت أنه لا يجوز الاتفاق على تهدئة مع الإرهاب, وإنما التهدئة من جانب الإرهابيين هو ثمن الإبقاء على حياتهم, وقد شجعت الولايات المتحدة مصر وإسرائيل على التوصل إلى مثل هذه التهدئة مع الجانب الفلسطينى لعل هذا الاتفاق يؤدى إلى وقف الصواريخ الفلسطينية ضد إسرائيل. ولما كانت هذه الصواريخ محدودة الأثر وهى مجرد رمز المقاومة فإن إسرائيل قد حاولت استغلالها أخلاقياً وذلك بالزعم بأهميتها البالغة وخطورتها الفائقة, وحاولت أن تبرر بها أعمال الإبادة والمحرقة التى نفذتها فى غزة, وتظاهرت بأن هذه الصواريخ هى السبب الوحيد للأعمال الإسرائيلية وهذه مناورة واضحة لأن إسرائيل تقوم بأعمال إبادة على أى حال حتى قبل أن تظهر هذه الصواريخ, وهى لاتحتاج إلى أى ذريعة أو مبرر. ترتب على ما تقدم أن التهدئة حتى بالمعنى الفلسطينى قد تعنى الإبقاء على حياة الفلسطينيين, ولهذه النتيجة جانبان متناقضان: الجانب الأول, من زاوية إسرائيل فإن التهدئة تعنى توقف أعمال الاغتيال اليومية ومظاهر الإبادة لكل جوانب الحياة وفقا لمخطط المشروع الصهيونى وهذا أمر غير ممكن لأن المشروع يقوم فى جوهره على إبادة السكان واستخلاص الأرض لليهود.
أما النتيجة الأخرى الخطيرة فهى أن التهدئة تعنى توقف المقاومة مع استمرار برنامج الإبادة الإسرائيلية خصوصاً فيما يتعلق بالقضاء على رموز المقاومة بشكل منهجى ومنظم, أى أن التهدئة تعنى استمرار الاحتلال والمشروع وهى طريقة جديدة من طرق وقف المقاومة.
وأوضح الأشعل أن لدى “إسرائيل” مخططاً أساسياً في المشروع الصهيوني وهو إبادة الفلسطينيين في كل فلسطين لإجبارهم على إخلاء الأرض حتى تقوم الدولة اليهودية الخالصة. ومن الواضح أيضاً أن مخطط إحراق غزة وإبادتها في ما يبدو اتُخذ منذ أوائل 2005 ووضع لمساته الأخيرة شارون وبدأ التنفيذ بانسحاب “إسرائيل” الميداني والمادي من قطاع غزة، ثم اتخاذ الخطوات التالية التي أدت إلى أحداث غزة وفق التصور الإسرائيلي. بل إن التصريحات الإسرائيلية تؤكد أن برنامج إبادة غزة كان جاهزاً ربما قبل بدء التهدئة وهذا يدحض ما قيل من أن رفض الفصائل تجديد التهدئة، هو ما دفع “إسرائيل” إلى تنفيذ برنامج الإبادة. وهذا الإعداد المدبر نظرياً وعملياً لبرنامج الإبادة يهدر الركنين الأساسيين في مزاعم الدفاع الشرعي، وهما: فجائية الهجوم المسلح وتلقائية الرد. أما التناسب بين برنامج الإبادة وصواريخ المقاومة فمن الواضح أنه معدوم، إذ يلاحظ الفرق بين عمل المقاومة الرمزي الذي يؤكد رسالة الإصرار على الحق في مواجهة الغاصب والقوة وبين مشروع جاهز يرتكز على دولة تبحث دائماً عن أسباب القوة لتنفيذ هذا المشروع، ووظيفتها الأساسية هي الحلول محل الفلسطينيين في فلسطين.
وتسابق الحضور في تقديم أسمى صور التضامن والوفاء لأهلنا في غزة؛ “مثال على ذلك” أجرى مزاد خيري على مفرش مطرز بالورود حاكته سيدة تركية، وتم بيعه بمبلغ 10 آلاف يورو. كما سارعت النساء بتقديم حليهن الذهبية لإغاثة الضحايا في غزة.
وشارك في إحياء أمسية الملتقى فرقة الأعتصام للإنشاد – فلسطين، حيث قدمت فقرات ألهبت مشاعر الجمهور، وتخلل الملتقى طبق الخير، الذي يخصص عائده سنويا لصالح أيتام فلسطين، إضافة إلى منتجات فلسطينية مختلفه، ومعلومات مقروءة ومرئية ومسموعة.
لقطات من الملتقى :-
Ø بيع مفرش سفرة من اعمال اخت تركيه بعشرة الاّلاّف أيرو وكان من نصيب الحاج ثروت الصوابى
Ø بيع لوحات من رسوم الأطفال ما بين 300 إلى 350 أيرو للوحه الواحدة .
Ø بيع كعكة مرسوم عليها علم فلسطين 200 أيرو وتنازل عنها المشرى الأول وببعت مرة أخرى بنفس المبلغ
Ø تبرعت نساء بالقاعة بالكثير من مصوغاتهم الذهبية، وسارع الأطفال إلى تقديم ما يستطيعون من دعم مادي
وفي ختام الحفل قام رئيس المجلس التنسيقي مع بعض الحاضرين بتقديم عدد من الدروع التذكارية لكل من ساهم وما زال يساهم في دعم أطفال فلسطين .