اختتمت بمدينة ميلانو العاصمة الاقتصادية الإيطالية يوم السبت 2 مايو فعاليات الملتقى السنوي لفلسطيني أوروبا في نسخته السابعة والذي حمل شعار “العودة حق، لا تفويض ولا تنازل”. وشارك في أعمال المؤتمر هذا العام، أكثر من عشرة آلاف فلسطيني جاؤوا من مختلف أرجاء القارّة الأوروبية، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة من فلسطين وخارجها، علاوة على حشد
من الشخصيات العامة وممثلي المؤسسات وقطاعات المتضامنين العربية والإسلامية والأوروبية. وقد نظّمت هذا المؤتمر السابع، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والتجمّع الفلسطيني في إيطاليا، بالاشتراك مع مؤسسات فلسطينية عاملة في إيطاليا وخارجها.
يكتسب انعقاد مؤتمر ميلانو هذا العام أهمية إضافية بسبب توقيته الذي يتعدى مجرد التزامن مع الذكرى الحادية والستين للنكبة الفلسطينية عام 1948 كما في كل سنة، فهو ينعقد لأول مرة عقب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي راح ضحيته نحو 1400 شهيد وستة آلاف جريح.
وتبنى المؤتمر عددا من التوصيات تضمنها البيان الختامي الذي حمل اسم “إعلان ميلانو”، حيث أبدى فيه الفلسطينيون في أوروبا انتقادات للأداء الرسمي الأوروبي من الحرب الأخيرة على قطاع غزة، معربين عن قلقهم من بعض المواقف التي اتخذتها دول أوروبية في ظل الحرب وبعدها.
ونددت أمانة المؤتمر من خلال الإعلان “ببعض المواقف الأوروبية الرسمية السلبية من العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة وفرض الحصار عليه”، محذرة من أنّ تلك المواقف “لا تعبِّر عن شعوب هذه القارة والقيم التي تعتزّ بها”. وأضافت الوثيقة الفلسطينية: “ينظر الفلسطينيون في أوروبا بقلق إلى السياسات الخارجية والعسكرية والأمنية الأوروبية تجاه قضيتهم العربية، كما تجلّى في سياق الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في غزة”.
تفاعلات الحرب على غزة
وأبى فلسطينيو أوروبا أن تنمحي محرقة غزة من ذاكرة الإنسانية، وهي الحرب العدوانية الجائرة، التي شنّتها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على مدى ثلاثة وعشرين يوماً، فارتكبت المجازر الجماعية الدامية، وأمعنت في اقتراف جرائم الحرب وممارسة الفظائع بحق المواطنين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، على مرأى من العالم ومسمع؛ حيث أعرب فلسطينيو أوروبا خلال المؤتمر عن اعتزازهم بصمود الشعب الفلسطيني، الذي استحقّ التفاف الضمير العالمي حوله”.
وأكدت الوثيقة على حقيقة أن الشعب الفلسطيني قد تكبّد ثمن ما وقع من انحياز رسمي أوروبي إلى آلة الحرب الإسرائيلية، عندما تواصل سقوط الضحايا من أطفاله ونسائه وشيوخه ومرضاه بشكل مروِّع، ومن تشديد للحصار على قطاع غزة وتصعيد القيود على الضفة الغربية وشنّ حملات التطهير العرقي في القدس وتفشي حمّى العنصرية ضد أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948″.
وذكِّر الفلسطينيون في أوروبا بأنّ “المساهمة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة، تمثل استحقاقاً مترتباً على الحرب العدوانية الإسرائيلية، مع ضرورة عدم خلط ذلك بالتوظيف السياسي أو أي من صور الاستعمال، أو تحويله إلى ورقة ضغط على الشعب الفلسطيني بأي شكل كان”.
إخضاع قادة الاحتلال للمساءلة والمحاكمة الجزائية
كما أوضح إعلان ميلانو أن الفلسطينيين في أوروبا يشدِّدون على “ضرورة إخضاع دولة الاحتلال الإسرائيلي للمساءلة، ومحاسبة قادتها المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب وانتهاك القانون الإنساني الدولي، وضمان عدم إفلات مجرمي الحرب الإسرائيليين من العقاب بموجب محاكمات جزائية دولية”. وتابعت الوثيقة قائلة “إنّ الشعب الفلسطيني ليحيِّي كافة المبادرات القانونية الرامية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين جزائياً، ويعلن دعمه له”.
وأكد المؤتمر على أن الجهود تمضي قدما للوقوف إلى جانب الحق، وأن سفن كسر الحصار ستواصل إبحارها، والقوافل الأخوية والوفود التضامنية ستستمر في التتابع.
المطالبة بإصلاحات وبالمشاركة في القرار الفلسطيني
وشدّدت الوثيقة على أنّ “الفلسطينيين في أوروبا، يؤكدون مجدداً ضرورة مشاركتهم في صياغة القرار الفلسطيني، عبر عملية ديمقراطية حرة وشفافة، تفرز تمثيلاً فاعلاً لهم، ولقطاعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات”. وأضاف الإعلان “يؤكد الفلسطينيون في أوروبا ضرورة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والذي يتطلّب ابتداءً إعادة بنائها وتشكيلها على أسس ديمقراطية وانتخابات حرة بمشاركة كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات”، حسب النصّ.
وعلاوة على تأكيد التشبث بحق العودة الفلسطيني ورفض التنازل عنه؛ جدِّدت الوثيقة التمسّك بما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا الستة الماضية، التي انعقدت بحضور مؤسّساتهم وجمعيّاتهم واتحاداتهم وجماهيرهم في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، منوِّهة بما شهدته أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع، المنعقد في ميلانو، من وقائع ومداولات ومشاورات وفعاليات متعدِّدة بمشاركة قطاعات الشتات الفلسطيني في أوروبا.
ومن الإضافات الجديدة للمؤتمر فى هذا العام تنظيم معرض الكاريكاتير الدولي عن غزة، شارك فيه أكثر من مائة فنان كاريكاتير من شتى قارات العالم، يجسدون حالة العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع وما تخلله من صمود ومقاومة من جانب الشعب الفلسطيني بحسب ما قاله رئيس التجمع الفلسطيني في إيطاليا محمد حنون لشبكه رمضان.
ويمثِّل مؤتمر فلسطينيي أوروبا منصّة موسعة تستقطب أطيافاً فلسطينية متنوِّعة علاوة على شرائح الأكاديميين والنقابيين والمثقفين والناشطين والفنانين والإعلاميين الفلسطينيين في أوروبا، بما في ذلك قطاعات المرأة والشباب. ويعبِّر فلسطينيو أوروبا عبر هذه المؤتمرات التي تميّزت بضخامتها وتنظيمها الجيد، عن تشبثهم بحق العودة الفلسطيني، وحرصهم على تطوير مشاركتهم في خدمة قضيتهم والعمل الفلسطيني العام.
المتحدثون فى المؤتمر هم : –
الأستاذ عادل عبد الله (أبوالبراء) الأمين العام لمؤتمر فلسطيني أوروبا … النمسا
الدكتور ماجد الزير الأمين العام لمركز العودة الفلسطيني .. إنجلتر
الأستاذ محمد حنون رئيس التجمع الفلسطيني في ايطاليا … ايطاليا
الدكتور عرفات ماضي رئيس الحملة الأوربية لرفع الحصار … إنجلتر
رئيس وزراء فلسطين إسماعيل هنية والتي وصلت إلى المؤتمر عبر الأقمار الصناعية
البارونة جيني تونغ عضوة مجلس اللوردات البريطاني
الأستاذ شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا
الأب جوليو برونيلا من الكنيسة الملكية
الدكتور سلمان أبو ستة الأكاديمي الفلسطيني المختص في شؤون اللاجئين
وزير الإعلام الفلسطيني السابق ورئيس المبادرة الوطنية د.مصطفى برغوثي
الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية داخل اراضي فلسطين المحتلة
شاهد صور المؤتمر من هنا
أقراء البيان الختامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع
مواضيع ذات الصله
“قافلة الأمل” هدية فلسطينيي أوروبا لغزة
في ستينة النكبة: فلسطينيو أوروبا يعقدون مؤتمرهم السادس في كوبنهاجن ي
فلسطينيو أوروبا يحييون ذكرى “النكبة” بتأكيد حق العودة
مبادرة روتردام” تسعى لتحسين أوضاع الفلسطينيين في الدول العربية وصون حق العودة
الوزير نعيم يخاطب فلسطينيي أوروبا رغم منعه من الوصول إلى مؤتمرهم
مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس في روتردام
مؤتمر فلسطينى أوربا الرابع بالسويد ( مدينه مالمو )
مؤتمر فلسطييني أوروبا الثالث بمدينه النور فيينا
مؤتمر فلسطينيي أوروبا القادم سيضمّ حشداً من القيادات والشخصيات البارزة
أقرأء ايضاّ اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة وفق القانون الدولي