في رساله ألكترونيه من المهندس هاني عبد الحليم الأمين العام لرابطة فلسطين الخيرية-النمسا، أمس الثلاثاء 20/1/2009 وهو في طريق عودته من رفح إلى القاهرة، أفاد أن الرابطة نجحت بفضله تعالى بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية بتمويل وإرسال ست شاحنات من الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية في قطاع غزة. ومن المؤمل أن يستطيع الأخ أبو عمر اللحاق بالقافلة الإغاثية، إثر عدم تمكنه في المحاولة الأولى من الدخول إلى أراضي فلسطين في القطاع.
يذكر أن الرابطة أرسلت وفداً يتكون من الأستاذ هاني عبد الحليم والأستاذ هرماس هرماس يوم السبت الفائت 17/1/2009 إلى مصر الشقيقة من أجل سرعة شراء وإرسال قافلة الإغاثة الطبية العاجلة إلى الأهل في القطاع. وقد قام الأستاذ هرماس هرماس بتفقد الجرحى المدنيين في المستشفيات المصرية وقدم لهم مساعدات نقدية عاجلة.
يأتي إرسال القافلة الطبية إلى القطاع وتقديم المساعدات إلى الجرحى المدنيين نتيجة لتبرعات المحسنين وأهل الخير في النمسا ضمن حملة الرابطة “ضمدوا جراح غزة” والتي أُطلقت في أول يوم من أيام العدوان على القطاع وتستمر ليومنا هذا.
يدخل الليل ويزداد الجو برودة ممزوجة برائحة البارود المنبعث من فوهة الدبابات .. لكن أيمن تجرأ وذهب إلى غرفة النوم التي انهار جدارها وتبعثر أثاثها، واستخلص بصعوبة بالغة من وسط الأطلال غطاءين وضع أحدهما على أخيه الذي كان جسده يرتجف وينتفض بشدة، بينما وضع الآخر على جثة والدته ثم نام بجوارها واضعاً يده في يدها التي لم يعتدها يوما باردة إلا في تلك اللحظة ..
ليلة أخرى طويلة تمر عليه، تعارك فيها ظلام الليل وضوء المدافع الذي ينبعث من النوافذ وشقوق الجدران، ثم يفاجئ بشروق الشمس التي ظن أنها استشهدت من طول غيابها.. يحاول الانتقال من مكانه ليوقظ أخيه سائد، فيكتشف أن أطرافه ترفض الاستجابة، فيجبرها على ذلك حبواً، ولكنه لم يستطع إجبار أخيه سائد على الاستيقاظ لأنه استشهد هو أيضاً ..
تمضي الساعات ببطء شديد، ثم يدخل المنزل رجال الإسعاف ليحكي أيمن حكايته ببطء شديد عندما يستفيق في المستشفى.