في الوقت الذي يغوص البعض في كراسيهم ويطلقون العنان لأنفاسهم حتى تكاد لا تُرى وجوههم من دخان الأرجيلة، بينما صوت قرقعة أقراص لعبة الطاولة يصم الآذان ويكسر حاجز سكون الليل، كان هناك شباب يطلقون العنان لخيالهم ويركضون بطموحهم إلى ما هو أبعد وأنجع من ذلك. فترى هؤلاء الشباب يسابقون الزمن ويصارعون الصعاب من أجل تحقيق أهدافهم.
ولما كان لكل مجتهد نصيب، فقد تحقق لهم ما نالوا؛ حيث نجد وسائل الإعلام النمساوية تطالعنا يوما بعد يوم بنماذج مشرفة من أبناء الجالية المصرية ممن حققوا إنجازات في مجالاتهم وبرعوا فيها؛ حتى صاروا في طليعة أقرانهم ، حتى أطلق على هذا العام 2016 عام التميز بنكهة مصرية.
البطل النمساوي من أصل مصري، يوسف عامر لم يكن خارج هذا السياق؛ حيث كرمته وتوجتة الدولة النمساوية بجائزة كأفضل عسكرى بالجيش النمساوي للعام 2016، نظرا لما يقدمه من خدمات للأجئين فى مقاطعة إشتاير مارك ولوطنه النمسا من خلال خدمته العسكرية.
وفي السياق ذاته، وبعد أن أطلق الموقع الإلكتروني لصحيفة “دي برسه” النمساوية استفتاء لاختيار الشخصيات النمساوية التي صنعت الحدث فى العام 2016 في ستة مجالات؛ فقد جاءت نتيجة الاستفتاء معلنة فوز النمساوي من أصل مصري كريم مبروك بلقب شخصية العام،2016 فى المجال الرياضي، لما حققه من إنجازات عالمية وأوروبية في رياضته التي يحترفها الكيك بوكس.
كريم الذي ينافس على بطولة العالم يوم السبت المقبل 3 ديسمبر 2016، يعمل في صمت دون جعجة أو تهافت لحضور وسائل الإعلام أو المزاحمة لالتقاط الصور مع المشاهير والمسؤولين.
هذا النجم العالمي الذي يُتقن اللهجة المصرية، يجمع بين الحياء والجرأة والاحترام والمرح. غير أن السفارة المصرية لم يسبق لها دعوته هو وأمثاله من الشباب من أصل مصري للتكريم والاحتفاء بهم. كما تجهله المنتديات والجمعيات المصرية على كثرتها الموجودة فى العاصمة النمساوية فيينا.
كريم الذي حاورته شبكة رمضان الإخبارية يشق طريق الصعاب وحده دون مساندة معنوية أو مادية من أصحاب المال والأعمال المصريين أو العرب في النمسا. وكريم أيضا لم يكتف بحفر اسمه في قائمة الرياضيين العالمين، بل استغل هذه الرياضة اجتماعيا أيضا؛ حيث أسس جمعية تحت اسم ” Not in God’s Name” لتعليم وتدريب الشباب رياضة “الكيك بوكس” وتوعيتهم بمخاطر التطرف والإرهاب، حاملا شعار الرياضة بديلاّ عن الإرهاب.
فهل مصر الرسمية وغير الرسمية في النمسا تتخلى عن نماذجها المشرفة. وهل وُجدت الكيانات المصرية هنا فقط للدعوة لمشاهدة مبارايات كرة القدم أو إقامة حفلات غنائية وترفيهية خالية من أي هدف أو مضمون. وهل تتفرغ وسائل الإعلام المصرية لاستضافة عواجيز الفرح من النمسا؛ حتى يعتقد المشاهد أن المصريين في النمسا جميعم فوق سن الستين؟!!
حقيق بنا كمصريين أن نفخر بأبناءنا وأن ندفعهم للأمام لتحقيق المزيد من الإنجازات التي فشل جيلنا في تحقيقها. وعلينا كجيل عف عليه الزمان ولم يعد لديه ما يقدمه، أن يزيح نفسه عن المشهد نهائيا ويصدر هؤلاء الشباب بطموحهم وأحلامهم وأفكارهم المبدعة لخدمة بلدنا الأم ، أم الدنيا حتى تكون أد الدنيا.
إذا كنا نُحب مصر كما ندعي، فعلينا أن ننحي جانبا جميع الخلافات ونزيل الاستقطابات والأنقسامات السياسية وأن نقنع أنفسنا أننا نعيش في وطن اخترناه بأنفسنا، وعلينا أن نقدم له أي شيء قبل أن يوارينا ترابه.
ومن هذا المنبر الإعلامى نناشد سعادة السفير المصرى فى النمسا عمر عامر وسعادة القنصل العام المستشار محمد فرج ومن وراءهم الجمعيات والمنتديات والنوادى المصرية والعربية برعاية ودعم وتكريم هذه النماذج الشابة المشرفة، والاجتهاد في مساندة البطل العالمي كريم مبروك معنوياّ ومادياّ، وإنزاله المكان اللائق به كبطل عالمى تفخر به مصر والنمسا معا.
ملحوظة: أتوقع بعد قراءة هذا المقال من المفترض أن تنهال الدعوات على البطلين المصريين يوسف وكريم لتكريمهما والاحتفاء بهما من جميع المصريين. فهل هذا حلم، أم نراه واقع سيتحقق؟!!
مواقع نمساوية تتحدث عن تكريم كريم مبروك
http://diepresse.com/home/panorama/oesterreich/4993526/Mit-Faeusten-gegen-die-Radikalisierung
http://religion.orf.at/stories/2785877/
http://www.kampfsport1.at/2016/06/not-in-gods-name-deradikalisierung-im-kampfsport-wien/
عشرة الأف إيرو من صحيفة الدى برسة لكريم مبروك
بعض الفائزين فى مجالات أخرى
قفزة بالقاضية على الخصم
شركاء كريم فى جمعية Not in God’s Name
مباراة السبت القادم للمنافسة على بطولة كأس العالم والتذاكر موجودة لمن يريد دعم كريم فى البطولة
أحدى المباريات
صالة التكريم بأختيار شخصية عام 2016 فى النمسا
دروس للشباب ضمن جمعية Not in God’s Name الرياضة بديلاّ عن التطرف